المناعة الفصائلية بوجه الاحتلال بقلم:خالد صادق
تاريخ النشر : 2019-11-08
المناعة الفصائلية بوجه الاحتلال  بقلم:خالد صادق


المناعة الفصائلية بوجه الاحتلال
خالد صادق
الدراسة التي اعدها معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي حول تصاعد قوة حركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة، الغرض منها محاولة تعكير حالة التوافق والانسجام بين الحركة وفصائل المقاومة الفلسطينية, وهذه محاولة يائسة لان فصائلنا الفلسطينية لديها ما يكفي من المناعة لعدم الانسياق مع الدعايات الصهيونية ومحاولة ضرب الاسافين والتأثير في العلاقات التكاملية بين فصائل المقاومة الفلسطينية, فحركة الجهاد فصيل رئيس في لجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية والاسلامية, وهى فصيل رئيس في غرفة العمليات المشتركة التي تضم جل الفصائل الوطنية والاسلامية, وتعمل وفق الرؤية الجمعية للفصائل, ولا يمكن بأي حال من الأحوال ان تخرج عن الاجماع الوطني الذي يحاول البعض الترويج له زيفا وبهتانا, كلما اطلق صاروخ تجاه الاراضي المحتلة او نفذت عملية هنا او هناك, ويبدو ان هذا البعض يستقي معلوماته من وسائل الاعلام العبرية, فيبني عليها ويندفع بتوجيه اللوم والعتاب والتجريح احيانا, والترويج لرواية اختلقها الاحتلال بهدف التأثير في الموقف الفصائلي الفلسطيني المتماسك والمتجذر وحالة الاجماع والانسجام والتناغم بين الفصائل المقاومة.
معهد دراسات الامن القومي الصهيوني نشر دراسة حول تصاعد قوة حركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة، جاء فيها أن إطلاق الصواريخ من قبل الجهاد الإسلامي يؤكد على تعزيز الجهاد الإسلامي لقوتها، وهو ما يؤثر عمليا على قدرة حركة حماس على ضبط الأوضاع في القطاع ضمن أجندتها ورؤيتها، كما ويؤثر على إمكانية التوصل لاتفاق تهدئة, وهذا الاسفين الغرض منه واضح تماما, وهو خلق فجوة في العلاقة بين حركة حماس والجهاد الاسلامي, هذه العلاقة التي اكد قادة حماس وعلى رأسهم رئيس الحركة السيد اسماعيل هنية رئيسها في غزة الأخ يحى السنوار انها تمر بأفضل مراحلها على الاطلاق, وهى العلاقة التي تحدث عنها الامين العام لحركة الجهاد الاسلامي القائد زياد النخالة بأننا نقف مع حماس والى جوارها في كل مواقفها السياسية والعسكرية وان حالة الانسجام بيننا وبينها على افضل ما يكون, فكل لإسرائيل ان تقف صامته امام هذه التصريحات المتناغمة دون ان تحاول ضرب اسافين وتوتير العلاقات وتسخين الجبهة الداخلية, فخرجت بالتحليلات والدراسات ان الجهاد يكبر بقوة جماهيريا وعسكريا, وأن "إسرائيل" تنظر بخطورة إلى استقلالية وحرية عمل الجهاد الإسلامي، لأن ذلك يشكل بالنسبة لها تحديا كبيرا على الجبهة الجنوبية، خاصة وأن الحركة تربطها علاقات وثيقة بالإيرانيين, وكأن علاقة الحركة بإيران تهمة, او كأن الجهاد الفصيل الوحيد الذي له علاقات بإيران, فكل فصائل المقاومة الفلسطينية لها علاقات مع ايران وليس الجهاد الاسلامي فقط.
‪‎‪المهم ان الدراسة الاسرائيلية التي اعدها معهد دراسات الامن القومي الاسرائيلي خلصت إلى أن هناك ثلاثة خيارات رئيسية لإسرائيل في ظل الواقع الجديد، وهي استمرار الوضع الحالي في الضفة الغربية وقطاع غزة، أو التصعيد العسكري في غزة، أو توقيع اتفاق تهدئة طويل الأمد مع حماس, وكأنها تقدم هذه الخيارات للفصائل الفلسطينية كي تكبح جماح حركة الجهاد الاسلامي, ونحن اكدنا ان فصائلنا عصية على ذلك, لكن الدراسة تنتهي الى أن توقيع اتفاق تهدئة طويل الأمد مع حماس هو الخيار الأفضل بالنسبة لإسرائيل، نظرًا لأن الموقف الحالي ينطوي على مخاطر كبيرة بالتصعيد والقيام بعملية عسكرية واسعة النطاق. والتهدئة مع حماس تساعد على القيام بتحركات لتحسين الوضع الإنساني في قطاع غزة بشكل ملحوظ، وإنفاذها سيقلل من إمكانات الجهاد الإسلامي وبالتأكيد التأثير الإيراني في قطاع غزة, وهذا ايضا هدفه شق وحدة الموقف الفلسطيني في مواجهة الاحتلال. وأشارت الدراسة إلى زيارة وفد من قادة الجناح العسكري للجهاد إلى القاهرة باعتبارها خطوة مصرية تؤكد أن الحركة أصبحت وازنة في المعادلة ولها ثقلها ومكانتها وخطها المستقل, وان الحركة تقوم بدور الوسيط بين حماس وفتح, وتحاول قيادة النشاط المشترك للفصائل في قطاع غزة، هذا بالإضافة للترويج لإيران والدعوة إلى تكثيف النشاط المعادي لإسرائيل, ودعوة السلطة للتخلي عن الاتفاقيات الموقعة مع "إسرائيل", وهذا ما يدعونا كفصائل فلسطينية للتنبه تماما لمخططات الاحتلال والاعيبه لضرب جبهتنا الداخلية, من خلال اللعب على وتر الخلافات والاجتهادات, ونحن على ثقة بمتانة العلاقة بين كل الفصائل .‬‬