اتركوا الشياطين ترحل!بقلم: بدر الدين السوافيري
تاريخ النشر : 2019-11-08
كثيرة هي التفاصيل المعقدة والهامة بحياتنا والتي تحتاج منا التحقق والنظرة العميقة لمعرفة ما إذا كانت صحيحة أو خالفت الصواب، وليس ببعيد عن هذا المقولة ما نمر به في الساحة الفلسطينية، فالذهاب للانتخابات امر ضروي ومفصلي ويستحق الثناء لكل من ساهم في تحقيقه وفي مقدمتهم الأخ الرئيس حفظه الله ، لأننا نوقن بأنها الوسيلة الانجح في الخلاص من سنوات طوال تعطلت فيها الدستور والقوانين وراحت كل الأطراف شمالا وجنوبا في تفصيل وإقرار قوانين استثنائية تلبي احتياجات لحظية بعيدة كل البعد عن أسلوب العمل الجماعي تحت مظلة قوانين نافذة عن مجلس تشريعي موحد .
وكما أسلفنا في مقالات أخرى نحن جاهزون ومستعدون وفرحون كشعب بهذه الخطوة، ولكننا مع هذه البهجة والتفاؤل لازال يخيم على عقولنا شبح الخوض في تفاصيل التفاصيل والعودة لمربع من يأتي أولا البيضة ام الدجاجة ؟!
فمن يتابع التصريحات الصادرة عن غزة من هذا او ذاك، يقرأ بين السطور وثنايا التصريحات ألغاز كثيرة وعقبات نتمنى ان لا تكون حقيقية لان صبر هذا الشعب قد نفذ للحد الذي بات معه استمرار الحال من المحال وعلينا أن نتساءل ما هو الهدف من حضور الشياطين على طاولة حوار ما قبل الانتخابات؟ هل الهدف كما يروج البعض الفكاك من هذا الاستحقاق القديم، والتذرع بأسباب لا محل لها من الاعراب ؟!
دعونا نترك تلك الشياطين تذهب بعيدا عن أرضنا وسماءنا وعقولنا ولننزل عن الشجرة، فلا جدوى من الهروب وقد بدأنا الخطوة الأولى والتي تعتبر المرة الوحيدة الصحيحة لتحقيق الوحدة الوطنية، فالشعب كله يريد الانتخابات ويعتبرها مبتغاه وهدفه الاسمي لرؤية الحلم الوحدوي تحت قبة البرلمان
لنخضع عقولنا ولو لمرة واحدة لقول الحق (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) ويكفينا مهرجانات وتبعيات وعنتريات وتصريحات فضفاضة من قبيل نوافق ولكن وبشروط، ونتشاور ونتحاور، فالانتخابات لا يجب ان تكون لعبة في ملاهي السياسية ومقاهي الحزبية والوطن لا يجب ان يكون كعكة يتقاسمها المتخاصمون، ولندع غزة تعود كسابق عهدها الى حضن الشرعية لان فشلنا هذه المرة هو الخدمة المجانية المستمرة للاحتلال!