الثورة علم والعلم ثورة بقلم: رضوان عبد الله
تاريخ النشر : 2019-11-07
منارات.....الثورة علم والعلم ثورة

            بقلم رضوان عبد الله

    حين اطلقت قيادة قوات العاصفة لحركة التحرير الوطني الفلسطيني ،فتح، شرارة الثورة الفلسطينية عشية الاول من كانون الثاني من العام 1965، لم تكن الطلقة الاولى وليدة ساعتها،بل كانت لها ارهاصات واجتماعات وتحضيرات امتدت لاكثر من عشر سنوات.

  وكانت اللقاءات تتم في اكثر من مدينة او دولة او مكان يلتقي فيه المؤسسون الاوائل بجولات تحضيرية للاعداد لاكبر ثورة عربية في القرن العشرين،تمخضت عنها حركة التحرر الفلسطينية بكافة فصائلها وتنظيماتها.

   لم يكن المؤسسون للثورة الفلسطينية لا من جهلة الناس ،شبابا او كبارا، ولا من همجية البشر،رجالا او نساءا، بل تميزوا بالاخلاق والثقافة العالية ، وتسلحوا بالعلم اذ انطلقت افكارهم الثورية من على مقاعد الدراسة في الجامعات امثال الشهداء القادة ياسر عرفات،خليل الوزير، صلاح خلف،هايل عبد الحميد، خالد الحسن، صخر حبش،وعشرات امثالهم،((منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر))، وكان ما حصل من  انطلاقة مجيدة لحركة فتح لب الثورة والعمود الفقري المستقبلي لمنظمة التحرير الفلسطينية.

   ما ارغب بالحديث عنه في هذه الايام،ما تم تناوله او تداوله على السن عدة مدراء ومديرات يهددون فيه الطلاب بانهم ان شاركوا بتظاهرات فان اشد العقوبات ستنفذ بحقهم، وهذا شيء مؤسف.

 انا لا ارغب بالدخول بتفصيلات موضوع تظاهرات ولا اضرابات اهلنا العرب وابناءنا من الطلاب اللبنانيين والعرب عموما لكنه ليس بجديد هذا الامر ،اقصد التهديد والوعيد للطلاب من قبل الادارات المدرسية والتربوية،ففي احدى سنوات عملي النقابي الطلابي الفلسطيني بمنتصف تسعينيات القرن الماضي، وحيثما كنا نعمل على احياء الاتحاد العام لطلبة فلسطين فرع لبنان،وكنا ننتهز المناسبات الوطنية الفلسطينية والعربية كي نقوم بانشطة ومنها ندوات واعتصامات وتظاهرات،وفي احدى المرات صودف ان شاهدت مجموعة من الطلاب احدى مديرات المؤسسات الكافلة لليتامى والفقراء والملتزمين معنا وطنيا في اللجان الثانوية ، وبعد يوم او اكثر استدعتهم المديرة المحترمة وهددتهم اما ان تكونوا عندنا بموسسة.....او تكونوا مع ((رضوان)) ومع الطلاب،حرفيا هكذا تم ابلاغهم بذلك.

   جاء احد الذين تم ابلاغهم بذلك التهديد واخبرني بتهديدات السيدة المديرة وكللمها (الحريص عليهم) ،والتي طبعا تهددهم بقطع الكفالة عنهم( وهي لا تحرز كثيرا)،لكنه نوع من الضغط المالي عليهم بكل اسف،فقلت له الخيار عندكم اذا احببت ان تشاورني انت بالامر وان اردت رايي ان تسمعه رجاء ان تبلغها ( اننا سنبقى معك ماليا ان كان ذلك يعجبك وسنبقى مع رضوان والطلاب)، والامر لك...اي للمديرة...

    وحرصا مني على الشباب وعلى كفالاتهم المالية ومع تقديري لظروفهم واوضاعهم نصحتهم ان يراعوا ظروفهم وان انتماءهم لفلسطين لا احد يسلخه من قلبهم. 

   فعلا هذا ما حصل وتخرج الشباب فمنهم من اصبح طبيبا او مهندسا او مدرسا او مهنيا ولا زالت فلسطين في قلبهم غصبا عن كل من حاول الضغط عليهم او ابتزازهم. ولكن الثورة لم تمنعهم من ان يكملوا علمهم ،كما لم تمنع قادتنا الشهداء الاوائل للثورة من اكمال علمهم ، وان علمهم فعلا اثمر في داخلهم ثورة بكل معنى الكلمة فهم ثوار في كل اماكن عملهم يخدمون شعبهم ويقدمون التضحيات الكبيرة بالزمان والمكان...ولن تمنعهم تهديدات ادارة او مديرة او رئيسة او حتى سفيرة من ان يكونوا سفراء لشعبنا بالعلم والثورة.