الإنسان بين طيات الزمان بقلم:المحامي الدكتور عبدالله محمود
تاريخ النشر : 2019-11-07
الإنسان بين طيات الزمان ،،

بقلم المحامي الدكتور عبدالله محمود،

أستاذ مساعد في القانون الجنائي، ورئيس قسم علم الجريمة والقانون، جامعة الإستقلال.

سنصبح جميعاً ذكرى بين دفاتر العابرين، ستنتهي كل هذه الملهاة في هذا الزمان، كما انتهت أزمان وحكايات، لتبدأ حياة أخرى جديدة،  فهو ميلاد الإنسان الذي يبشر بكل خير لتشرق شمس جديدة فوق مسكنه ومعيشته، وتبدأ التفاصيل بكل ما فيها من تنافر وتجاذب، وتغرب الشمس وسنين العمر مرة أخرى ليأتي الليل ويحمل معه الأجل، فيخطف في طريقه عمر ذاك الإنسان في لحظات، وتغيب مع الليل حياته، تغيب صورته وحركته، ويغيب صوته، وضجيجه، ويودعه الأقارب والأصحاب، ويغدو تحت التراب بلحظات، ليحل الصمت بعد أن يولي الجميع المكان.

وترتسم برحيله تلك الحقبة الغابرة من تاريخ الإنسانية الطويل، فهو ذلك الإنسان الضعيف الذي أتى وغادر ذلك الكوكب المنير، بالخيرات والشرور، فمن البشر من قدم للبشرية علوم نافعة، ومنهم من نشر الجهل والخراب، وبين هذا وذاك هناك الملايين من البشر، ممن ودعوا الكوكب ولم يتركوا أي أثر، ولكنهم تركوا خلفهم ذرية حملوا الراية، فربما لا يذكر ذلك الإنسان وصراعاته الثانوية في كتب التاريخ والعلوم الإنسانية، ويصبح نسياً منسيا كحال ملايين البشر الذين رحلوا، وربما يكون له سطرين في كتاب مهمل بين رفوف مكتبة قديمة، وربما كان من الأبطال الخارقين في زمانه، ويبقى ذلك الإرث الطويل من الأساطير والحكايات عبر الأزمنة، وتبقى تلك العلوم التي تراكم بعضها، وتتقلب الأيام والسنين، وتأتي أمم وتفل أخرى، فمنها من يرتقي فوق القمم بعلمها واحترامها لكرامة الإنسان، ومنها ما قد طال تخلفها فأصبحت من أرذل الأمم، ومنها ما بين هذا وذاك، ويبقى الإنسان نواة الحضارات والحروب والتخلف والنجاح، وتتقلب الوجوه على هذه الأرض كما تتقلب الايام، وكما يقول الله تعالى

((وتلك الأيام نداولها بين الناس)) صدق الله العظيم