الحائط لشهيرة أبو الكرم رواية اجتماعية بقلم:هدى عثمان أبو غوش
تاريخ النشر : 2019-11-07
الحائط لشهيرة أبو الكرم رواية اجتماعية بقلم:هدى عثمان أبو غوش


هدى عثمان أبو غوش:
"الحائط"روايّة اجتماعيّة للكاتبةا لفلسطينيّة شهيرة أبوالكرم في153صفحة من الحجم المتوسّط صدرت عام 2018 ،عن دار إلياحور للنّشر والتّوزيع في أبوديس-القدس.
تطرح الكاتبة الشّابة شهيرة أبو الكرم في روايّتها الأولى"الحائط"،نظرة المجتمع المزريّة للمعاق جسديّا، التّي تتجسد في شخصيّة زيّادالمحامي بطل الرّوايّة الذّي يعاني من شلل في حركة القدمين واليّد اليسرى، وتبيّن مدى التّأثير السلبي على الناحيّة النفسيّة والعاطفيّة، ففي هذه الرّواية تنتصر مشاعر الإحباط عنده، في عدم السّماح لنفسه للخوض مرّة أُخرى بممارسة مشاعر الحبّ والتّفكير بالزّواج؛ كي لا يصاب بالخيبة كما حدث له مع ريم، فهو يبتعد عن الإحراج. فالكاتبة لم تمنح زياد فسحة الأمل في اجتياز هذا الإحباط، فتحرّره من هذه المحنّة أو العقدة، بل جعلت بينه وبين المرأة حائطا في عدم الدخول بعلاقة عاطفيّة وفرصة الزواج، وكأنّها رسالة إلى كلّ معاق لا تجرّب علاقة عاطفيّة؛ لأنك ستتحطم وستندم، وبالمقابل فإنّ الكاتبة جعلت البطل زيّاد يتحدّى وينتصر لنفسه وكرامته من خلال إصراره على النّجاح حيث أصبح محاميا مشهورا، ليثبت للمجتمع "أنّ كلّ عاهة جبّار."
وفي هذه الرّوايّة، رسالة إلى المجتمع في عدم احباط ذوي الإعاقات، بل يجب بث الأمل في روحهم ،وتعزيز ثقتهم بأنفسهم، والإيمان بقدراتهم على العطاء والتعلّم، وقد رأينا من خلال قراءتنا للرّوايّة وقوف زياد عند قبر أبيه، بعد نجاحه في الثانويّة بتفوق، يثبت له وجوده المميّز في الحياة، في حين لم يؤمن أبوه بقدراته ومنعه من الذهاب للمدرسة.
أظهرت الكاتبة دور الأمّ الإيجابي في مساندتها لزيّاد معنويّا ودفعه للتّعلّم.
الحائط عنوان ملائم للرواية،هو الحائط المتواجد في غرفة زياد، حيث أسقط مشاعره عليه حين اتّخذه صديقا له، يتحدث إليه، يفهمه ويصغي له.
و"الحائط" هو بمثابة علاج نفسي لبّث شكواه، والتّحرّر من ضغوطات أوجاعه وآلامه، استخدمت الكاتبة الخيال بصورة جميلة، حين أنسنت الحائط، وجعلته يمتلك الحواس، القلب والعقل ويمتلك المشاعر، فالحائط يقلق على زيّاد وزيّاد يبادله المشاعر، يهمس للحائط بلطف، ويربّت على قلبه، وهنا إشارة إلى مشاعر الوحدة والألم التّي يعانيها، وقد تأثر زيّاد من صفات الحائط الصامت، فأصبح أكثر صمتا.يقول زيّاد:"لي الله وصديقي الحائط."
استخدمت الكاتبة التعبير عن مشاعر زياد، بواسطة بوحه بالأسرار إلى الحائط، وتوثيق حياته وذكرياته بواسطة القلم والدّفتر.
استخدمت الكاتبة أُسلوب السّرد القصصي، قصة ميلاد زيّاد وعلاقته بأُسرته، قصة زياد مع ريم، قصة شفاء ونجاحه كمحام مشهور، قصته مع صديقه علي، وقد اعتمدت القصص على الوصف ولم يكن الصراع جليا في الرّوايّة.
كانت الرّوايّة مفعمة بالعاطفة وغلبت عليها مشاعر الحزن والألم، والفراق، للتأكيد على الوجع الملازم لزيّاد. وردت الكثير من الأخطاء النّحويّة، الإملائيّة والمطبعيّة، هنالك تكرار لبعض المفردات في نفس الفقرة كان بالإمكان تفاديها كما في صفحة 92 (سريري، المنبه) على سبيل المثال.