حجب المواقع الالكترونية وانتخابات اتحاد الكتاب والطريق الجديدة الى الحكم
تاريخ النشر : 2019-10-23
حجب المواقع الالكترونية وانتخابات اتحاد الكتاب والطريق الجديدة الى الحكم


حجب المواقع الالكترونية وانتخابات اتحاد الكتاب والطريق الجديدة الى الحكم

المحامي سمير دويكات

لا نزال لا ندرك حتى اليوم اننا تحت الاحتلال، وانه على بعد امتار قليلة من وسط البيرة ورام الله قوة احتلال غاشمة تسيطر على كل شىء فوق الارض، ونتجاهل بعضنا وكأن الامر يمكن ان يسير حتى النهاية وكأن الاحتلال سيزول من تلقاء نفسه، وكأن البعض لديه قوة ايمانية كبيرة بحدوث شىء مختلف من اجل ان تكون الامور على نحو مختلف.

يوم امس تم الاعلان عن قرار قضائي بحجب عشرات المواقع الالكترونية ولم يتضمن القرار اسباب من شانها تبرير ذلك مما يضعنا في حرج شديد امام انفسنا، في ان الامر يمكن ان يكون اكبر بكثير من ذلك في قادم الايام وكنا قد كتبنا ان قانون الجرائم الالكترونية لا حاجة لاصداره لان سيضعنا في ورطة وخاصة ان هذه المنابر فيها مساحة مختلف وواسعة لمهاجمة الاحتلال والتعبير عن قضايانا الوطنية، وهو ما قام به قبل شهر او شهرين موقع الفيس بوك من حجب بعض المواقع وشل عملها لفترات طويلة، الامر هنا لا يتعلق بقضايا نشأ عنها جرائم او تحريض ولكن قد تكون في اطار تعبير عن الراي والذي يجب ان يكفل لنا في نطاقه الطبيعي وان لا ننجر الى وضع يمكن فيه ان نندم في قادم الايام لان المواجهة مع الاحتلال لن تكون بعيدة لان زوال الاحتلال هو الاصح وهو الامر الذي يجب ان يكون.

وقبل خمسة ايام فقط، جرت انتخابات خلال عقد مؤتمر اتحاد الكتاب والادباء الفلسطينيين في الضفة وكان من اجندة المؤتمر انتخاب امانة عامة ولكن ما الذي حصل؟ حيث اعلن عن انتخاب هيئة ادارية رديفة ووصية على الاتحاد وبعد يومين اعلن عن انتخاب امانة اتحاد، كيف تم ذلك واين تم ووفق اي قانون ونظام؟ انا شخصيا عضوا في الاتحاد وقانوني، لا اعلم ذلك، ولكن يبدوا ان الامر فيه مخالفة قانونية جسيمة واستهتار لم يسبق له مثيل من قبل، حيث انه تم انتقاء البعض ليكونوا هناك وفق رؤية حزبية وامنية، ضاربين بعرض الحائط كل الاقلام الحرة التي تمثل الاتحاد، وهناك مخالفات قانونية جسيمة لا يجب ان تكون في اعضاء الاتحاد وخللافا للاعراف السارية، وهو ما اعلن عنه عضو في الاتحاد واعلن استقالته.

هذه الامور وما سبقها خلال الصيف من اصدار قوانين جديدة بقرارات لاصلاح القضاء وما نتج عنه من خيبات ادت الى تراجع الجهاز القضائي، هدفها خلق وضع جديد يريده البعض لاسباب نعرفها او لا نعرفها وتمهد لحالة من ادارة الحكم بما يقضي على اي امل في ظهور الشباب او اية قيادات جديدة.

اكتب ذلك ليس لشىء سوى تبيان للحقيقة والرفض لما يجري على خلاف القانون وهي امور قد وضعها شعبنا الفلسطيني خلفه منذ زمن، كي لا تعاد الوصاية علينا في كل شىء، كي يبقى هناك فسحة لاجيالنا القادمة، كي يبقى الامل، وكي لا نذهب في طريق وعرة فيها اللامبالاة منهجا يتبعه من سياتي بعدنا وهي ستكون عنوان خراب ليس بعده خراب، لكن وكما الشعوب الحرة في هذا العالم سيبقى شعبنا المناضل الاول ضد الاحتلال والظلم والاستبداد، وستكون حريته وسيادة القانون اولويته القصوى.