ما وراء حرق المتظاهرين الأحزاب السياسية؟ بقلم:عباس عطيه عباس أبو غنيم
تاريخ النشر : 2019-10-23
ما وراء حرق المتظاهرين الأحزاب السياسية؟ بقلم:عباس عطيه عباس أبو غنيم


ما وراء حرق المتظاهرين الأحزاب السياسية ؟
عباس عطيه عباس أبو غنيم
في كل لحظة من لحظات عراقنا الحبيب فهم شيء واحد هو أن العراق أصبح أكثر تحزباً من قبل فهم يعيشون أبنائه تجارب في غاية الحنق على الآخرين مما يرى حزبه المخلص الوحيد لكافة الشعب فعليهم أتباعه مما نتج هذا الصراع فيما بينهم حواجز في غاية التعقيد بين الراعي ورعيته وبين الحاكم والمحكوم وهذا نتج عدم السماع للرعية في بث همومها وأن شوهدت في الفضائيات فهي تدل على الرفاهية التي يعيشها المسؤول لتمسي مجرد ادعاءات بعيدة كل البعد عن الواقع .

شهد العراق في 1/10 / 2019 مظاهرات راح ضحيتها الكثير من أبناء شعبنا العراقي مابين جريح ومقتول ولتشهد الأحزاب المتنفذه حرق لأغلب مكاتبها في المدن الشيعية وهذا له عدة منعطفات تنذر بالشؤم نتيجة غياب الوعي لدى القيادة التي عبرت عن طرق تواصلها بالمجتمع العراقي عبر أثير البطانة وما هذه البطانة السيئة الصيت التي اتخذت منها القيادة والتي صورة لها العيش الرغيد الذي عاشه العراق الجديد وما تصوير أحد قادة العراق بأن مكيف هواء في المراحيض !؟.

عندما يتحصن المسؤول في براهج الامنه والعلياء في فهم الواقع نجد العامة من الناس تنظر أليه نضرة ازدراء وتشفي وأن طالت النضرات فيما بينهم اذ أتصورها نار تحت الرماد سرعان ما تشتعل النار من جديد على السياسيين أن تنزل إلى الشارع لفهم المعانات ورصدها بعيون ابويه صادقة لتطفئ النار التي جعلتها البطانة بين السائل والمسؤول .

علينا فهم الواقع المرير للبدء من جديد مع تحقيق المطالب الشعبية التي عنونها الشارع الشيعي وترك المناطق المغلقة وعلوها والنزول إلى الشارع وجعلهم أقرب ألينا من أنفسنا ولنضرب مثل في التيار الصدري وان هناك عدة مؤاخذات عليهم لكن أضع محل الشاهد هؤلاء فئات من الشعب العراقي أكثر فقراً وأكثر طموحاً وكذلك الأكثر تضرراً لذلك نجدهم يلتفون خلف قائدهم وأن عددناهم مغلوبا عليهم فهم أنصار يعتد بهم الشارع رغم فقداننا أهلية لشعبية أكثر منهم ثقافة أو غيرها من أقوال أذ هؤلاء أخذوا بالتنامي طيلة هذه الفترة وربما يزداد هذا التنامي ويشكل قاعدة تفتقر أليها كافة الأحزاب السياسية ...........
هذه الأحزاب المتنفذه على الأقل في الوقت الراهن شكلت حلقة وصل فيما بينها اذ نجدها خلف السرب تغني وخالية الوفاق مع وجود المد الصدري وهم لم يحركوا ساكن مع وجود كتلهم وقياداتهم المخملية التي كانت ولم تزل تنظر في واقعها السياسي القديم وحراكه الجديد وهي تترقب المشهد لحرق مكاتبها دون أخذ بالنظر عدم المساس بمكاتب الصدر ولن يجرأ أحد المتظاهرين برفع سبابته إلى القائد وحركته الإصلاحية بوابل من التهم التي من حقنا نسأل سماحة القائد عليها وهو في الشهر الذي مضى لوح بعدة قوائم يشتبه بها الفساد وهل حقق راعي الإصلاح في ذلك وهل قدمهم إلى المحاكم كما فعل من قبل حزب الدعوة الإسلامية في قضية صلاح عبد الرزاق الذي فصل من الحزب بضربة رجل شجاع .
علينا فهم الحراك في النجف الاشرف وما فيها وكيفية الحراك الذي نجده في قبة البرلمان ومن يحقق رغباته عبر اعتكافه أو مؤتمر صحفي يدغدغ مسامعنا عبر أثيره لتستمر الفوضى ويشهدها القاصي والداني عبر عبير الحرق لممتلكاتنا التي لم تزل تسوغ النفوس حرقها دون الالتفات إلى جوهرها .
علينا أن نقول أن التنين النائم لن يجعل العراق فوضى وهو الوحيد القادر على إغراق السفينة برمتها ان لم تحقق مطالبه الشخصية والنفعية على حدا سواء وما المولاة التي شهدتها النجف الاشرف إلى أصابع الاتهام إليه تعود وهذه الحقيقة التي أدق بها بسمار نعشي من قبلهم وكما عليه أن أضع بين يدي القارئ الكريم مقومات التنين النائم بعدة نقاط ألخصها لكم .

1- أن حرق المكاتب السياسية والخروج على المطالب المعتادة من قبل المتظاهرين والتصعيد الذي حصل خلالها دليل واضح المعالم .....
2- الحكومة التي شكلت حلقة وصل بينها وبين المتظاهرين في تشكيل طوق الأمني مباشر يضع المتظاهر فيه وعدم الخروج عن السيطرة في عموم العراق .
3- بعض المتابعين للشأن العراقي يجد عدة تفسيرات لخروج المتظاهرين في يوم واحد 1/10 وكذلك يوم 25/10 وما لها من تداعيات جلها يتمركز عبر الأثير وما هذا الأثير الذي لم تكتشفه خلية الصقور وغيرها من الخلايا التي يجب علينا أن ترى ما في المجهر .
4- ظهور عدة خيرات تتحدث عن إمكانية تشكيل حكومة كانت معدة وما بيان أحمد الحلو وتشكيل حكومته وسيناريو الحكومة وجعلها في طرق دستورية هادفة بصيغ قانونية ذات طابع سيادي رئاسي .
5- هذه المبادرة التي عزفت لحنها كثير من القنوات التي حرضت على الواقع الذي لامسه الشعب طيلة هذه الفترة وكذلك ارتقبته القوى الأمريكية في العراق وخارجه والقوى المساندة لهم من عربان الخليج لزعزعت الصف العراقي من جديد وإرجاع العراق وأهله إلى المربع الأول .
الخلاصة في القول أن التنين النائم يرتقب المشهد السياسي وكيفية الحلول المنطقية وهو يرتقب دورة المعلق في البرلمان ليتصيد القرار المناسب في الخوض من جديد بسيناريو ترتبط بالقادم الذي ينذر بالشؤم وما على العقلاء وصناع القرار الا الأخذ بمعطيات الساحة العراقية لإعادة الكلمة إلى نصابها وفهم التنين جيدا بحنكة عالية المثيل دون برز العضلات التي لن تجدي بهم نفعا وهم ألان أكثر عدد وقوة منذ قبل وهم المسيطرون في ساحات الوغى .