اللبنانيون ومحاولة الخروج من الطائفية السياسية بقلم:ميلاد عمر المزوغي
تاريخ النشر : 2019-10-22
اللبنانيون ومحاولة الخروج من الطائفية السياسية ميلاد عمر المزوغي
الشعب اللبناني موزع على 18 طائفة او اكثر وينذر وجود الذين لا طوائف لهم,المحاصصة في الحكم عرف انتهجه اللبنانيون منذ عقود,المحاصصة تعني لا مجال للمحاسبة ما ادى الى اهدار المال العام وكثرة المستفيدين منه,زعماء الطوائف ملوك متوجون,يمنع التعرض لهم ولو بأبسط الاشياء,بلد يعتمد وبشكل كلي على السياحة وبالأخص الصيفية,حيث يرتاده الاوروبين ورعايا الدولة النفطية العربية,حيث يجدون فيه ما لذ وطاب,كيف لا وقد تم اقتطاعه عن سبق اصرار وترصد من سوريا الكبرى ليكون سويسرا الشرق,بلد انهتكه الحروب نتيجة التدخلات الخارجية, هجره معظم سكانه الى افريقيا والأمريكتين.
بسبب هيمنة الطوائف على الحكم ,ازداد الدين العام في بضع سنين ليفوق المائة مليار دولار,بينما الساسة ينعمون برغد العيش,المنح والقروض الدولية لأجل اعمار البلد ورفع مستوى المعيشة,يذهب جلها الى جيوب المنفذين من السماسرة وبغطاء طائفي,الكهرباء تزور بعض المناطق لبضع ساعات,القمامة مكدسة بمختلف الميادين والازقة,مياه الصرف الصحي الملوثة الناتجة عن المصانع وبالأخص الكيميائية,سلكت مجار الانهر لتلوث البيئة والمياه الجوفية,لا حسيب ولا رقيب,المنتجات الزراعية تغمر السوق المحلي ولا تجد طريقها للتصدير ما يشكل احباطا لدى الفلاحين وصغار التجار الذين يمثلون السواد الاعظم من الشعب,كثرت البطالة واستشرى الاجرام.
تكاليف الحياة اثقلت كاهل المواطن لم يعد يقو على الصبر وتحمل الكثير,انتفاضته ربما تشكل تغيرا في نهج الساسة نحو الافضل,المطالب التي رفعها المتظاهرون بلا شك جد محقة وباعتراف الحكم,رزنامة الاصلاح الاقتصادي والاجتماعي التي قمتها الحكومة بالأكيد لا تلبي حاجة المواطن,لكنها خطوة في الاتجاه الصحيح واجزم بان الحكم لن يستطيع تقديم المزيد,فالبلد غير منتج,ابراداته لا تغطي إلا الجزء اليسير من الميزانية,والدول الاجنبية لن تقدم على استثمار اموالها في بلد تحيط به الاخطار من كل جانب,ربما تقدم لهم ما يسد الرمق (عيش الكفاف).
اسقاط الحكومة او العهد كما يدعون لن يفضي إلا الى المزيد من البؤس والشقاء,الخروج من المركب من قبل بعض الاطراف لن يغفر لهم خطاياهم بل جرائهم في حق الوطن,في حال الدعوة المبكرة الى اجراء انتخابات برلمانية ورئاسية,فانه سيتم تدوير نفس الوجوه او احداث تغيير بسيط عليها,الخروج من العباءة الطائفية والمذهبية والإصلاح الاقتصادي لن يكون بجرة قلم,او قطع الطرق والاعتصام بالميادين والساحات,بل بالقبول بالممكن لا المستحيل.
الاجدر بالمتظاهرين القبول بالإصلاحات,والدعوة الى الغاء الطائفية السياسية وان على مراحل,مع التشديد على محاسبة المتسببين بالفساد المالي والإداري بالدولة,لا شك ان التحرك المطلبي اهتزت له اركان الحكم لكنه (التحرك) لن يصيبه في مقتل,فالطائفية متجذرة في نفوس الجميع بمن فيهم المتظاهرين,وان اجبرتهم ظروف الحياة على الخروج.
استمرار التظاهر ليس مأمون الجوانب,فقد يكون هناك مندسون يعملون على احداث القلاقل والفتن بين الطوائف وعندها يحدث ما لا يحمد عقباه ربما يكون ساحة صراع تغذيه اطراف خارجية لها مصلحة في اشعال النيران بالبلد وأول من يدفع الضريبة هم ابناء اوطن المعوزين.
نتمنى للبنان الامن والسلام ويعيش فيه اصحاب الديانات بكل طوائفهم ومذاهبهم متساوون في الحقوق والواجبات.