حالة الوعي في تونس وعي حقيقي أم عفوي؟ بقلم: محمد غانم عجمي
تاريخ النشر : 2019-10-22
حالة الوعي في تونس وعي حقيقي أم عفوي؟

بقلم محمد غانم عجمي

حملة تنظيف الشوارع والمدن التي اطلق عليها صفة "وعي'' ظاهرة غريبة تجتاح الشارع والراي العام التونسي . فماهيا اسبابها ،تفسيراتها ،انعكاساتها ؟ بعد فوز الاستاذ قيس سعيد بكرسي رئيس الجمهرية تجند عدد كبير من الشباب المساندين له بالقيام حملة نظافة اطلق عليها " وعي " تأتي هذه الباردة اولا من شباب متطوع غير حامل لفكر لا اديولوجي و لا سياسي فقط شباب متحمس لرأية'' تونس جديدة أخرى ممكنة ''كما يقول الشهيد 'شكري بالعيد '،وقد استهلو حلمهم بتنظيف شوارع مدنهم و تزيين جدرانها كخطوة اولى لتغيير الوجه العام البلاد ،من بعدما فشل سياسييها في تحقيق شعاراتهم وعلا اقرب شعار يلامس الوعي و النظافة محاربة الفساد ،فهب الشباب لكنس الشوارع .''كنس'' المقولة الماوية التي يطلقها كظرورة لدحر الإمبريالية و عملائها تحولت في تونس لحركة عفوية اراد جميع المشاركين فيها ان يبعثو برسالة السلطة و النواب و الحكومة القادمة انهم ماضون في التنظيف والمحاسبة و سندهم رئيس الجمهرية المنتخب من اغلبية المنتخبين في تونس .الرسالة تتضح معالمها ايضا في الرسومات و الرسائل المكتوبة على الجدران . يمكن القول ان الحملة هيا استفاقة نوعية أو انتفاضة سلمية ذات رسالة أو حتى رجة فكرية يقصد بها الشعب انه قادر متى ووقت ما شاء التعبير عن رأيه مثلما عزل وحاسب السلطة والمعارضة على حد السواء في الانتخابات. لكن الحملة التي يقوم بها الشباب والتي جعلت علماء الاجتماع و محليلي السياسة يتخبطون في تفسيرها اذ اعتبرها البعض موجهة من طرف المجتمع المدني و ثمت من يقول مأجورة ,
اخرون يعدونها وعي شعبي ،في حين ان الظروف الموضوعية البلاد و الحالة الثقافة و السياسية لا يمكن ان تنتج وعيا فجئي ،اصلا الوعي هو مجموع تراكمات فكرية و ثقافية قد تكلل بنهضة يقودها المثقفون مثل النهضة الاوروبة و عصر الانوار والنهضة الثقافية مع غاندي و بعض التغيير في ما يسمى بالنهضة العربية ... فلا يمكن اعتبار الحالة الحاضرة حالة وعي تامة قد تكون جزئية أو بداية قد تتطور ليستعاض التنظيف بجمع و توزيع الكتب أو بانشاء حركات مقاطعة للسياسات المفقرة الشعب أو مقاومة للمد الرجعي الذي يهدد تونس ,لكن تعتبر البادرة طيبة و عنوان أمل قد يشحذ هم من بقيت لهم اخلاق في السياسة .