إمبراطورية عمرها 2700 سنة: تنصيب إمبراطور اليابان الجديد رقم 126 بقلم:د. نهاد رفيق السكني
تاريخ النشر : 2019-10-22
إمبراطورية عمرها 2700 سنة: تنصيب إمبراطور اليابان الجديد رقم 126 بقلم:د. نهاد رفيق السكني


إمبراطورية عمرها 2700 سنة: تنصيب إمبراطور اليابان الجديد رقم 126
د. نهاد رفيق السكني

أسرة عمرها 2700 عام:
اليابان بها "أقدم أسرة حاكمة في العالم، وتقول الأسطورة إنها تعود إلى 2700 عام ويرجع المؤرخون أصولها إلى القرن السابع الميلادي ويشير اصطلاح "الإمبراطورية اليابانية" إلى الدولة اليابانية التي توحدت ولاياتها تحت حاكم قوي يحمل لقب إمبراطور، منذ القرن السابع قبل الميلاد، أي قبل 2700 سنة، قبل ظهور المسيح عليه السلام، حيث أدركت هذه الإمبراطورية ظهور المسيح عليه السلام وظهور وانتشار الإسلام في عهد النبي عليه الصلاة والسلام.

الإمبراطورية اليابانية الحديثة:
أما الإمبراطورية الحديثة بالمفهوم الحالي الدال على التوسع الاستعماري وفرض سلطان الدولة على أراضي ومقدرات شعوب أخرى في أواخر القرن التاسع عشر، عندما التحقت اليابان بركب الدول التي حققت ثورتها الصناعية، واتجهت إلى الاستعمار بحثا عما يسمى بالمجال الحيوي ومناطق النفوذ.

ففي منتصف القرن التاسع عشر، كان التواجد الاستعماري الغربي يتزايد بشكل خطير في جوار اليابان، ولم تسلم هي ذاتها من بعض آثاره، إذ أرغمت على عقد معاهدات أعطت مقتضاها امتيازات بحرية وقائية لدول ذات وجود استعماري قوي في المحيط الهادي كبريطانيا والولايات المتحدة، كما أرغمت على إخضاع تعرفتها الجمركية لصالح تجارة هذه الدول و قد كانت العلاقات بين امبراطورية ماجاباهيت واليابان قويةً جداً.

مساحة اليابان :
تبلغ مساحة اليابان 378000 كيلومتر مربع، وتعادل سدس مساحة المملكة العربية السعودية، وثلث مساحة مصر، وتزيد مساحتها عن مساحة بريطانيا بمقدار مرة ونصف، وتحتل المناطق الجبلية ما يزيد عن 70% من أرض اليابان، وتتركز المدن الكبرى في السهول المتبقية التي تشكل أقل من 30% من المساحة، تقع معظم اليابان في المنطقة المعتدلة الشمالية ويسودها طقس موسمي رطب. تهب عليها رياح جنوبية شرقية من المحيط الهادئ أثناء الصيف، ورياح شمالية غربية من قارة أوراسيا في الشتاء. تتميز اليابان بأربعة فصول واضحة المعالم فهي: الربيع والصيف والخريف والشتاء.

تتألف اليابان من 47 محافظة. ويمكن تقسيم هذه المحافظات على أساس الخلفية الجغرافية والتاريخية إلى ثماني مناطق وهي: هوكايدو وتوهوكو وكانتو وتشوبو وكينكي وتشوغوكو وشيكوكو وكيوشو - أوكيناوا. وتنفرد كل منطقة بلهجتها الخاصة وعاداتها وتراثها التقليدي. على سبيل المثال، تختلف منطقة كانتو التي تشمل طوكيو عن منطقة كانساي التي تضم أوساكا اختلافًا كبيرًا في كل شيء بدءًا من مذاق الأطعمة وحتى نوع الفنون التمثيلية التقليدية، ويستمتع الناس بتجربة الاختلاف والمقارنة بينهما. يبلغ عدد سكان اليابان 128 مليون نسمة.

و بعد أن أعلن الإمبراطور "أكيهيتو" رغبته في التنازل عن العرش عام 2016، مرجعا سبب ذلك إلى "مشاعر القلق من أن يمنعه تقدمه في العمر وضعف حالته الصحية من أداء واجباته الرسمية كرمز للدولة"، تقرر أاليوم وبحضور 1000 مدعو من اليابان ومن نحو 170 دولة ومنظمة دولية بينهم رئيس دولة فلسطين السيد محمود عباس تنصيب الأمبراطور اليابانى الجديد ناروهيتو فى القصر الأمبراطورى حلال المراسم التى تقام يوم الثلاثاء القادم.

الإمبراطور أكيهيتو:
وقد ولد الإمبراطور "أكيهيتو" في 23 ديسمبر/كانون الأول 1933، ووصل لعامه الحادي عشر عام 1945، حينما نزعت صفة الألوهية عن والده بعد الاستسلام الياباني في الحرب العالمية الثانية، وكان أكيهيتو البالغ من العمر 85 عاما، قد اعتلى العرش عام 1989، بعد وفاة والده.

وحاول أكيهيتو توسيع حدوده "السياسية" بتمرير بعض آرائه بمهارة خلال ثلاثة عقود من الحكم، وقد كتب ماساياسو هوساكا، الذي ألف كتابا عن أكيهيتو ووالده هيروهيتو، أن الرجل الذي رفض عبادة الإمبراطور أو تمجيده "لا يؤمن بنزعة قومية غير متسامحة". وأضاف "لا أعتقد أننا عرفنا إمبراطورا على هذه الدرجة من النزاهة والإنسانية".

وطوال حكمه، سعى إلى تضميد الجروح التي خلفتها الحرب عبر زيارات إلى مواقع ارتكب فيها الجيش الياباني تجاوزات، من الصين إلى الفيليبين مرورا بجزيرتي سايبان وبالاوس مع زوجته الأنيقة ميشيكو.

ويعتبر زواجه عام 1959 من ابنة ثري ياباني، أول خروج عن التقاليد، وأصبح أول إمبراطور في تاريخ اليابان يتزوج من فتاة من عامة الناس، وقام بـ27 زيارة رسمية لعدد من الدول، و50 زيارة أخرى غير رسمية عبر العالم، وأخر زيارة له كانت للفلبين، التي قتل فيها أثناء الحرب العالمية الثانية 1.1 مليون فلبيني، ونحو 518 ألف جندي ياباني.


الإمبراطور تاكاميكورا الجديد:
وُلد ناروهيتو في 23 فبراير 1960، وهو أكبر أولاد الإمبراطور السابق أكيهيتو، وأول إمبراطور ياباني يولد بعد الحرب العالمية الثانية، وأول إمبراطور يجري دراسات عليا في الخارج، إضافة إلى أنه ليس لديه ولد ذكر يخلفه.

قبل ولاية العرش، اهتمت الأم الإمبراطورة ميتشيكو شخصيا بتولي مسؤولية تعليم ابنها الأكبر في بلد يتم فيه إسناد هذا الأمر في العادة إلى موظفي غرف القصر أو معلمين، وهكذا نشأ ناروهيتو، مثل شقيقه أكيشينو وشقيقته نوري، تحت أعين الوالدين.

الإمبراطور الجديد لديه شهادات جامعية عريقة؛ فهو حاصل على درجة الماجستير في التاريخ من جامعة جاكوين بطوكيو، ثم أكمل دراسته في جامعة أكسفورد البريطانية، وتخصص في دراسة حركة النقل عبر الأنهار في أوروبا خلال العصور الوسطى.

مثل كل أفراد عائلته، الإمبراطور ناروهيتو محب للموسيقى والتاريخ، وفي الماضي، شكّل مع والديه أوركسترا صغيرة؛ حيث عزف على الكمان، وكانت والدته تعزف على البيانو وأبوه على آلة التشيلو.

دستور اليابان:
وينص الدستور الياباني على أن الإمبراطور "رمز الأمة ووحدة الشعب، مع الحرمان من سلطات الحكم"، وهو لا يخوض في الأمور السياسية. وبالعودة إلى تاريخ الإمبراطورية اليابانية، نجد أن الإمبراطور أكيهتو المتنازل عن العرش هو الإمبراطور رقم 125 في تاريخ العائلة الإمبراطورية يليه الإمراطور الجديد رقم 126.

وبعد هزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية، أراد الحلفاء إلغاء المكانة التي يتمتع بها الإمبراطور، لكن أمريكا حالت دون ذلك. وفرضت الولايات المتحدة دستورا على اليابان، "بات دور الإمبراطور يقتصر على أنه "رمز الدولة ووحدة الشعب الياباني"، وذلك للحيلولة دون عودة النزعة العسكرية.".