تبسيط التربية بقلم:فاطمة المزروعي
تاريخ النشر : 2019-10-21
تبسيط التربية بقلم:فاطمة المزروعي


تبسيط التربية

في عالم تربية الأطفال لا يمكن الحديث عن الأم المثالية أو الأب المثالي، وأقصد بالمثالية هنا من يتمتع بالعلم والمعرفة والمهارة، لأن هذه الجوانب إن توفرت فهي ليست عامة وإنما في فئات قليلة من الناس، ولكن السواد الأعظم هم ممن لا يعرفون القواعد التربوية ولا النظريات ولا آراء العلماء في كيفية التعامل الأمثل مع الطفل، ورغم هذا تجد كثير من الأطفال خرجوا من تلك الأسر ومن وسط تلك التربية وهم يتمتعون بالأخلاق والسلام النفسي والتفوق الحياتي، لعل الأم والأب في هذه الأسرة منحوا الحب والحنان والرعاية والدفء والأهم الحماية، حتى كبرو وبات هذا الطفل قادرا على إدارة حياته، الذي أقصده أن هذا الطفل لم يعان من أم أو أب متسلط أو قاس وبسبب هذا فقد الحب والحنان وأيضا فقد قيمته كإنسان لأنه تعرض لموجات متكررة من العنف اللفظي والجسدي. كل الذي وجده أسره مستقرة وهادئة تركز على الأساسيات والجوانب الرئيسية في الحياة.

تربية الأطفال ليست كابوس ولا هي إزعاج أو حمل على الكاهل، إنما هي حياة متتالية ومستمرة، حياة يكتنفها الإستمرار والعمل المتواصل والانشغال الدائم، ومع مثل هذه الحالة نحتاج لوقفات ومراجعات، وقفات ننظر لما مر بنا وكيف تعاملنا مع الأحداث ومراجعات من خلالها ندقق في تعاملنا وردات فعلنا وهل كانت صائبة أم خاطئة.. لا أحد ينازع أو يختلف بأن الوعي بجوانب التربية الصحيحة مهمة، وأن العلم والمعرفة حيوية وتساهم في التخفيف علينا، ولكن قيم أخرى لا تقل أهمية إن تم إستحضارها بشكل قوي وباتت ماثلة في حياتنا فإن أثرها سيكون كبير وشامل.

نحن نحتاج لتبسيط التربية كمفهوم وتعامل وطريقة، أمنح طفلك الحب وأشعره بهذا الحب، أمنحه الحنان وليشعر بحنانك، الطفل في سنواته الأولى، لا يحتاج لقيم ومبادئ، هو لتوه يتعرف على محيطه ويخطو أولى خطواته، كيف تريد تربيته وهو لتوه يبدأ في حمل الملعقة بيده، أول درس لكل أم وأب، هو إدراك مراحل العمر والحاجة الفعلية في كل مرحلة، ولعل هذه أولى العلوم والمعارف في مجال التربية.