رياحٌ عاتية بقلم:نيرمين الداده
تاريخ النشر : 2019-10-20
رياحٌ صفراء عاتية
ثلوجٌ مكدسة على سقف مأوانا
ومياهٌ أغرقتنا
سئمت البرد والمرض
سئمت قلة حيلتنا
خرجتُ باكيةً متذمرة
أردت التنفيس عن غضبي
عن ألمي، ربما بركل ما أجده أمامي
مشيت حيث تأخذني أقدامي
حتى جاءت مشيئة القدر
لتريني ما هو أقسى من شعوري
أطفالاً أكلهم البرد لم يرحم بؤسهم
بلل ثيابهم البالية مصدر دفئهم الوحيد
قست عليهم الظروف والأيام
حتى لجؤوا لأرصفةٍ تحتضنهم ليغفون عليها
لعلهم وجدوا أنها أحن عليهم من قلوب البشر
أقترب منهم رويداً فأصدم !
بردة فعل أحدهم ناطقاً
أرجوكِ لا تقومي بضربي أرجوكِ
أنا لست بمتسول أنا لست بمتسول
جلُ ما أريده غطاءً أدفئ به أخوتي
لم أجدْ رداً سوى احتضانه وتهدئته
لابأس يا صغيري لن أقوم بضربك أهدأ
أي ظلمِ وأي قهرِ عانيت منه حتى هلعت هكذا
لقد أثبت لي أنه لم يعد للرحمة وجود
آخر ظهورٍ لها كان منذ حقبةٍ من الزمن
باتت الصخور أحن من قلوب البشر
كنت أظن أن الأمر يقفُ بهم على نهب حقوقنا
بل كانت قلوبهم أشد قسوة آذوا أطفالاً قاموا بضربهم
لماذا؟ لأنهم طلبوا غطاءً يدفئون بهم أنفسهم
راودتني ضحكةً ساخرة يالسذاجتي
لم يرأفوا بأطفالٍ صغار أرادوا المساعدة فقط
فكيف لهم أن يرأفوا بمن يسكنون الخيم

نيرمين الداده