فهلوة النظام وتجميل أدواته بقلم:مروان صباح
تاريخ النشر : 2019-10-19
فهلوة النظام وتجميل أدواته بقلم:مروان صباح


فهلوة النظام وتجميل أدواته ...

مروان صباح / أحياناً يتعثر المرء في فهم ما لا يمكن فهمه خصوصاً إذ ما جاء على لسان سقيم ، لهذا يفضل وهذا ليس مطلب شخصي بقدر أنه نصيحة تأتي بشكل جماعي لكي تستمر مستشارة الاسد بثينة شعبان في غيبوبتها دون أن تصدر تصريحات من وقت لآخر والتى باتت تندرج تحت مسمى الاستفاقيات من أجل تتحف مسامع الإعلام والناس بأخبار بايتة ، لكن المدهش ببثية ليست تصريحاتها بل مواكبتها للعمليات التجميلية وهنا من يتابع أغلب خط المقاومة ومناصريهم يلاحظ حرصهم على الظهور بمنظر شبابي والملفت أكثر خلال سنوات الانتفاضة الشعبية للسوريين ، هو أطفال سوريا الذين تحولوا إلى كهول من كثافة ما جرى بهم أما قيادات النظام الأسد ينافسون ممثلين العرب على أبواب اختصاصيين التجميل .

اما العنصر التجميل الآخر يأتي من القاعدة الامريكية التى أخلوها الجنود في وقت متأخر من الليلة الماضية ، فعناصر الأسد باشروا كالعادة يحلفون بالدم والروح سيفدون بارواحهم أسدهم في حين الامريكي غادر هذه القواعد بعد وجوده فيها لمدة خمسة سنوات ومازال يتنقل من موقع لآخر بين سوريا الاسد مقاومة الإمبريالية والعراق سليماني مقاوم الصهيونية باعتبار الاول قائد المانعين والثاني قائد فيلق القدس .

مجرد أن يتدخل النظام الاسد بأي شيء يفسد كل الخطط حتى لو كان منقذه الرئيس بوتين يعمل أو يقود ذلك فاقحام الاسد نفسه أو بدفعه لطاقمه بالتدخل أو إبدأ الرأي بأي مسألة من المسائل يجعل المبادرات السياسية في خبر كان ، لهذا ، هذا النظام الفاسد والمفسد الذي يتحمل المسؤولية الكاملة عن تشرذم الحالة الوطنية في الماضي والتى أنتجت انقسامات حادة في الجغرافيا والمكونات وبالتالي جلب النظام بفهلوته جميع البنادق اعتقاداً منه يستطيع خلط الأوراق من أجل اعادة صناعة ذاته ، لكن هذه المرة تحت شعار إنقاذ الناس من الإرهاب وبالتالي وضع الشعب السوري بين ارهاب النظام وارهاب المليشيات متناسياً بأن الميليشيات التى شاركت موسكو في انقاذه باتت عنصر اساسي في نظامه وهذا يستدعي في المستقبل إلى حرب شرسة من أجل اخراجها بل تحتاج إلى مدة زمنية اطول من التى شهدتها سوريا في السنوات الأخيرة لكي لا ينتهي أمرها كما انتهى امر العراق الذي تحول من دولة فاشلة إلى حغرافيا مستباحة .

أشعلت ايران وميليشياتها المنطقة برمتها ، عندما دافعوا عن الأسد بهذه الطريفة المُبيتة ، بل كان من ممكن اسقاط الاسد كشخص والتمسك بالجيش السوري وتطويره كما حصل في مصر ، فالشعب المصري اسقط المعزول مبارك لكنه تحالف مع الجيش بعد عام من التجربة الديمقراطية وأعاد الجيش بدوره متسلحاً من الماضي الفاشل والذي كاد أن يقود البلد إلى منطقة مشابه لسوريا أو العراق وحتى ليبيا ، فباشر ببناء ذاته بطريقة ملفتة وبات المساهم الاول في نهضت مصر الجديدة ، لهذا ليس من المعقول ، مطالبة الرئيس اوردغان وتركيا بغض النظر عن ما يجري في سوريا التى تعتبر امتداد طبيعي لأمنها القومي ، تماماً كما هو حاصل في اليمن ، فهل يظن ظان بأن المملكة العربية السعودية ستترك اليمن مشاع لحاملين المشاريع المتخلفة وبالتالي تعرض وحدة جغرافيتها كما تعرضت اليمن والعراق وسوريا وليبيا، بل الناظر إلى كل ما هو حاصل في هذه البلدان ، سيخرج بنتيجة واحدة ، ما كان ذلك يحصل لو كان هناك على الأقل عدالة اجتماعية وقيمة للمواطن . والسلام
كاتب عربي