في الوحدة حياة بقلم: أ. روان أحمد شقورة
تاريخ النشر : 2019-10-19
في لحظة تسطيري معاني حروف الوحدة، رجعت في تأمل كلمات أفواه البشر، فقد قيل: نحلة واحدة لا تجني العسل، وحجر واحد لا يبني وطن، وجنس واحد لا ينسل البشر، وبفرقة سبع يغلب أمام وحدة نمل، وبتشتت أمة تسود ثعالب أمام تمزق المطر...وقيل ما قيل عبر قرون ماض وحاضر منتشر ...
وفي قصة الإنسان تجسدت أسمى مفاهيم الوحدة، فذلك العقل المنفرد الصارم يبني نسيج آلة مجتمعية بين الدول، وذلك القلب الوحيد الحاني يبني صرح عواطف غوغائية هوجاء بين اللا حضارات، وتلك العضلات المفتولة تبني شريعة الغاب على أنقاض سراب الفقراء، وتلك غرائز الشهوات تبني هالات من البيوت البالية في معارك نفس الإنسان، وتلك وذلك...ففي تفرق أفلاك أجزاء الإنسان يبني اللا إنسان، وفي وحدتها تبني الأوطان...
ولا يخفى على أحد قيمة وأهمية الوحدة في الواقع المعاش المرير المتصدع بشقوق الانقسام، فعندما تفرقنا هانت علينا أنفسنا، فهانت نفوسنا على الأمم الأخرى، ففي تفرقنا قتل الأخ أخاه، وهدم الوصال بنزاع الأرحام، وحرقت دموع الثكلى أمام مآذن الرحمن، وتحولت منازلنا إلى بيوت عنكبوت هش وهن، وصارت كلماتنا أوراق جافة متطايرة على منابر الشعارات، وأمسينا هوامش على الحبر بين دفتي تاريخ الحياة...
وفي نهاية المطاف، لن أستطيل في مفهوم موهوب للإنسان منذ قدم الخلق، مفهوم جسد في كل معاني الوجود، ومن قوانين طبيعة الدنيا المسلمة، ففي يدك يا أخي اتحدت تباينت أصابعك، وتشابكت بشقيقة يدها؛لتواجه من اعتدى على أعضاءها، واصطف الشجر بجوار الشجر؛لتقاوم أعاصير الرياح العاتية، وتجمعت قطرات المطر ؛لتكون جداول الأنهار والبحار، فعليكم بالوحدة يا بني الإنسان؛لتواجه نفسك وعدوك في معركة الحياة...