لحظة ألم مدمرة بقلم:إيمان محمد البكور
تاريخ النشر : 2019-10-19
لحظة ألم مدمرة..
القلب غالباً ما يعشق من هم يجلبون له الألم ويفرض عليهم الفراق قسراً
نعم كانت معشوقتي الأولى والأخيرة، فهي الفتاة الوحيدة التي شعرت معها في نخزة غريبة في ذاك المتربع في أيسر صدري فبات لا ينبض إلا على أنغام صوتها وكأنها من تبعث له البقاء على قيد الحياة، مع مرور الأيام كل شيء أصبح أسوأ لعب القدر لعبته التي يخشاها الجميع، زار جسدها مرض خبيث وفتك به حد الاِنهيار ولكنه بالحقيقة عبث بروحي ودمرها قبل أن يفعل بجسدها، كانت تبدو كطفلة مرحة تعشق الألوان، كفراشة تحب التحليق في أرجاء السماء، لم يكن يعرف الحزن لقلبها طريق، كانت أصوات ضحكاتها البريئة تملأ الأفق، وهي كانت سر اِنجذابي إليها
والآن!
الآن أصبحت تبدو كوردةٍ تلقّت عاصفة كسّرت أغصانها وجعلتها تذبل بروح منطفئة لا رغبة لها بالعيش، فالموت أصبح عندها أرحم فلم تعد تملك قوة لمحاربة هذه الأمراض الخبيثة التي أخذت تأكل وتنهش بجسدها الرقيق، وفي يوم مشؤوم، كانت تحتضر بهدوء مؤلم، صوت أنينها الجارح يقطع أعماقي إلى أشلاء وأنا أقف عاجزاً أمامها ولا أستطيع مساعدتها، كمعاق يريد أن يمشي لكنه يعلم بأنه لن يستطيع أن يخطو ولو بخطوة واحدة، استرقها الموت من أحضاني، أدمى قلبي، وأطفأ روحي، أصبحتُ أرى كل شيء كأنه ظلام دامس، فلم تعد تعشق عينايّ الألوان، ولم يعد للفرح طريق لقلبي اليتيم، ذات ليلة تمكّنتُ فيها من إغلاق تلك العينان الحزينتان اللّتان لم يتذوقا طعم النوم منذ عدة أيامٍ، الوجهٌ الملائكيّ ذاته، النظرات البريئة ذاتها، نخزة القلب التي اعتدت عليها حين رؤية ملامحها، قلت لها: من أنت؟
فقالت لي: أنا حمامة الأيكِ
فقلت لها: بل أنت غصة العمر وشقاء القلب.
بعدها استيقظت وأنا ألتقط أنفاسي بصعوبة وكأنما يوجد غصة مؤلمة في وسط عنقي، تلعثمت الحروف في فمي، يا له من حلمٌ مؤلم أعاد لي ذكريات لم تغب عني مطلقاً ولن تغيب، لكنّ الجروح تجددت وازداد نزيفها
فقلت في نفسي مجدداً القلوب العاشقة غالباً ما تأخذ نصيبها من الحزن والفراق القاتل.

#إيمان_محمد_البكور