خالف لتصل بقلم:محمد الخطيب
تاريخ النشر : 2019-10-19
خالف لتصل
أحمل هاتفي في يدي كالعادة و أنا جالس أنتظر قدوم أحد الأصدقاء من أجل شرب الشاي و التحدث عن القيل و القال، فإذا بي أسمع شخصا يقول :
لا يوجد شخص مثالي، الكل يهتم بنفسه داخل نفسه، يبحث عن ملجأ يحتويه من هذا العالم، الكل يريد الخروج من الواقع المعاش، لكن، إلى أين ؟...
إنه أحد الجالسين في مقهى الحقيقة بمدينة النعيم يحاول إلقاء نظرته الفلسفية عن الحياة، لكن دون جدوى، لا أحد يهتم...
يوجد أمامه شخص آخر، على ما يبدو أنه يقرأ رواية "الحق في الرحيل" ل "فاتحة مرشيد"، قلت له في نفسي : بالله عليك، ماذا تقرأ ؟ كتاب يتحدث عن الحرية الزائفة، هل الحرية ان تملئ أربعين صفحة بسرد قصص عن الشذوذ والجنس والشواذ والقرف!
فجأة ذهب تركيزي تجاه قهقهات أخرى تعلو كل الأصوات، شخص يبدو أنه أحمق، يضحك بطريقة هستيرية، تارة يجلس و تارة أخرى يقوم، و هكذا دون أن يتوقف عن الضحك.
اقتربت قليلا منه، لعله يقول شيئا، لعله يشرح سبب ضحكته المتكررة، سبب سعادته أو حزنه، لا ندري...
توقف عن الضحك و قال بصوت منخفض : تضنون أن هذه فعلا مدينة النعيم ؟.. مدينة النعيم يهان فيها الفقير، ينتصر فيها الظالم على المظلوم..
قاطعته بتلك الجملة الساخرة كالعادة : معك حق يا سيدي، لكن ما الحل ؟
الحل أن تختلف، أن تبدع، أن تخلق عالما خاصا بك، لا تهتم بأي أحد، تضع فيه مخططاتك الفاشلة و تجعل منها حقيقة في الواقع.
ليس الإختلاف أن تأتي بأفكار الملحد الغبي و تنشرها بطريقة عبثية، ليقول عنك الناس أنك شخص مختلف، ليس الإختلاف أن تسب الإله، لتبين عظمتك الضعيفة أمامهم.
الإختلاف يا عزيزي أن تبحث في الماضي أثناء حاضرك هذا، لتعطي فرصة للمستقبل، لتجد نفسك أمام تلك الأحلام القديمة، التي كنت تعتبرها نزوة و ستمضي..
دعني أخبرك شيئا قد يبدو لك غريبا نوعا ما، أسمعت بقانون الجذب يا صديقي؟
أجبته بتحريك رأسي فقط بأنني لا أدري
فقال: حسنا يا بني، قانون الجذب هذا هو تفكيرك في شيء يجعلك تحققه و ذلك عن طريق استخدام العقل.. فكلما فكرت في شيء جميل، ستتولد لك رغبة كبيرة في تحقيقه، و ستتبنى ذاتك ذلك و تسعى إلى تحقيقه عن طريق الجد و الاجتهاد، و كذلك برسم مخطط يجعلك تصل الى المبتغى.
أما إذا فكرت في أشياء سلبية ستقوم الحياة بجذبها إليك، و تجعل منك شخصا فاشلا، ليس له أهدافا يسعى إلى تحقيقها.
هذا هو قانون الجذب يا بني، لذلك تذكر دائما أنا العقل مثل المغناطيس، و أنت من ستختار جودة الحديد يا عزيزي..
محمد الخطيب