تلكَ الحاضِرة الغائبة بقلم:الأبرار أيمن الجاموس
تاريخ النشر : 2019-10-19
"لم يعد بوسعي المقاومة أكثر فالمرض قد أهلك روحي"..
هذا ما نطقت به شفتاها عندما تلفّظت أنفاسها الأخيرة .. و أغلقت عيناها و رحلت عني بكل هدوء ! فأحدثت كلماتها تلك ندبةً في روحي و مازلت أسمع تلك الكلمات في رأسي ليومي هذا.
لم تستسلم لمرضها و وجعها قط، كانت تحارب و تقاوم بكل ما أوتيت بهِ من قوة ولكن لا سبيل لها للنجاة من ذلك المرض اللعين..
فرحلت هي و لم يتبقّى سوى بعضٌ مني و جزءٌ من قلبي المُهشم.
كان وجودها أشبه ب المطر عندما يهطل على أرضٍ عطشى فيرويها و رحيلها كان كإنقطاعِ ذلك المطر عن تلك الأرض،
ولكن ماذا عني و عن قلبي ؟ قلبي الذي تيتّم و كُسر مذُ رحيلكِ ولا طاقة لهُ في المزيد من الحياة.
أخبرتِني ذات مرة بأن الموت يأتينا بغتةً ولا مفر لنا منهُ أبدًا ولكن لم تخبريني بأن روحي هكذا بغيابكِ ستوهن ! لم تخبريني كيف يتوجّب عليّ مواجهة هذه الأيام بقلبٍ مُهشم !
بتُ أرى ملامحكِ في كل الأماكن و الأشياء .. أراكِ عند تناولي وجبة الغداء، أراكِ في كأسٍ من ماء، و تارةً تظهرين أمامي ك وردةٍ بيضاء أراكِ منتشرة كالنجوم في السماء فهل أنتِ مدركة حجم وجعي و وجهكِ يتبعني في كل الأرجاء ؟
قابعةٌ أنتِ في ذاكرتي و موشومةٌ على جدارِ قلبي.. رحمكِ الله يا فقيدة روحي.

- الأبرار أيمن الجاموس.