الأمن القومي أمر مقدس يهون أمامه كل العقوبات أو العزلات بقلم:مروان صباح
تاريخ النشر : 2019-10-18
الأمن القومي أمر مقدس يهون أمامه كل العقوبات أو العزلات  بقلم:مروان صباح


الأمن القومي أمر مقدس يهون أمامه كل العقوبات أو العزلات ...

مروان صباح / لا لأي رزانة أخرى بأن الأمن القومي مسألة مقدسة لا إبصار فيها ولا مساس بها وهنا لا بد للرئيس التركي اوردغان أن يعي جيداً بأن الحروب لا تحمل سوى صفقات قذرة لهذا شددنا من قبل ونعيد التشديد الآن وسنستمر بأن الأولوية الأولى لتركيا والعرب المحافظة على الامن القومي حتى لو جاءت الخطوة متأخرة فهي بالتأكيد أفضل أن تتحول الدول كما تحول العراق بل كان الجدير من الطرفين القيام بذلك منذ بدأت ايران بالتوسع والتمدد من خلال ميليشياتها وتحت نظر اعين الغرب ، كنت قد نبهت اثناء المعارك الضاربة في مدينة تل ابيض بضرورة التحرك إلى مدينة منبج لكن تباطؤ إسطنبول في اتخاذ القرار الحاسم والفوري جعل الأنظار تتجه إليهما ، لهذا كل ما يجري من ضغوط دولية على الدولة التركية يصب في مصلحة الآخرين ويحجم من تحرك المعارضة السورية في مناطق أخرى التى بها تحسن شروط المفاوضات ، وبالتالي لا بد للعالم أن يعي مسألة غاية من الأهمية ، لا تراجع عن عملية شرق وغرب الفرات طالما يوجد في سوريا والعراق ولبنان واليمن ميليشيات مسلحة تتحكم بقرار هذه الدول ولأن استمرار هذه الميليشيات يشير بأن دورها لن يتوقف عند هذه الخطوط بل مازال مطامعها واضحة وتنتظر الفرصة من أجل التقدم إذ ما سمحت لها الظروف .

اليوم الدولة التركية مع الجيش السوري الوطني المعارضة أخذا على عاتقهما مواجهة هذه التهديدات المباشرة للأمن القومي التركي والعربي حتى لو كان هناك مطامع تركية فهي لن تكون أكبر خطورة من الخطر الإيراني وقد يتساءل البعض عن افتراضية اتفاق ضمني بين الأتراك والمربع الإيراني وهذا قد يكون أمر تكتيكي حتى لو حدث لكنه لا يحمل سياسات استراتيجية وهذا شرحه يطول وليس الآن المقام المناسب لتحدث عنه ، إلا أن هناك سؤال كبير لا بد أن يسأله الرئيس اوردغان لنفسه وايضاً العرب ، لقد استنزف الكردي تركيا والعراق وسوريا لكنه جنب ايران من عملياته التاريخية باستثناء القليل التى لا تزيد أصابع اليد الواحدة بل أكراد ايران حافظوا على وحدة الجغرافيا الإيرانية ولم يبدو اهتمام بقيام كيان مستقل فيها .

اما المنطق وراء هذا الاتفاق الجديدة العتيق فهو معادلة براغماتية سياسة بالغة البساطة ومرتفعة الذرائعية ، قد يتعجب البعض للاتفاق بين الاسد والأكراد ، وهذه لم تكن المرة الأولى فعندما فقد النظام الأسدي سيطرته في الشمال سوريا وفي ذروة انتفاضة السوريين برم الاسد اتفاق يفضي مع الاكراد بتسليمهم المناطق التى لديهم وجود مسلح فيها بالرغم من اكثرية عرب السنة ولأن اليوم الكردي يعيد المشهد باستدعاء النظام إلى تخوم المناطق ، وهذه العلاقة ليست حديثة بل كانت بدأت منذ تولي الاسد الأب ضمن مشروع الإيراني الأكبر في المنطقة والذي يهدف إنهاك الدول السنية وعلى رأسها العراق وتركيا والخليج ، باشر الاسد الاب في دعم هذه المجموعات المسلحة من الاكراد من أجل تفكيك تركيا وبالتالي كلفت حتى الآن تركيا ما يقارب الخمسين الف جندي ومواطن قضوا مقتلون نتيجة العمليات العسكرية ، بالإضافة للتكلفة الاقتصادية التى ساهمت في تعطيل السياحة والحركة الزراعية في مناطق تعتبر ريفية وهنا للتذكير المفيد لم يقتصر المشروع الكردي المسلح فقد على الجغرافيا التركية بقدر كان له تأثير كبير في أضعاف الدولة العراقية اثناء حكم البعث العربي وبالتالي سهل في تقليب العالم على وحدة العراق .

المسألة الكردية للأسف مفضوحة ومكشوفة وركيكة ، وللمرء أن يضع جانباً مطحنة المطارحات ، هناك مشروع تقسيمي في الوطن العربي على وجه الخصوص وايضاً يشمل تركيا ، بدأ في فلسطين وانتقال إلى العراق ومن ثم سوريا واليمن وليبيا والثابت بالطبع وهو أمر ساطع وصريح بأن المشروع مستمر إذا ما وجد من يتصد له . والسلام
كاتب عربي