لكي لا نكون لقمة سائغة في فم الاحتلال بقلم:خالد صادق
تاريخ النشر : 2019-10-17
لكي لا نكون لقمة سائغة في فم الاحتلال  بقلم:خالد صادق


لكي لا نكون لقمة سائغة في فم الاحتلال
خالد صادق
انتهج الاحتلال الصهيوني سياسة اثارة الازمات على الساحة الفلسطينية, ويحاول زيادة الازمات المعيشية للفلسطينيين من خلال فرض المزيد من العقوبات وتشديد الحصار على قطاع غزة, وزيادة نسبة الفقر والبطالة بين الفلسطينيين, ومن خلال ذلك يحاول استغلال الأوضاع المعيشية الصعبة لممارسة ضغوط على الفلسطينيين للحصول على معلومات عن المقاومة الفلسطينية ونشطائها ونشاطاتها, فيستخدم المعابر وحاجة الناس للتنقل بينها للسفر او العلاج او البحث عن رزق, كما يستخدم مواقع التواصل الاجتماعي لحل اشكاليات يعاني منها الفلسطينيون, لذلك انشأ صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي بمسميات مختلفة, ابرزها صفحة المنسق التي تهتم بالتواصل المباشر مع المواطنين الفلسطينيين ومحاولة ترويضهم عن طريق اغرائهم بحل الازمات التي يعانون منها, سواء بالسفر او العلاج او انعدام الدخل, فهي تحاول ان تجد حلولا لهذه المشكلات مقابل الحصول على معلومات ربما يراها الشخص العادي معلومات متاحة ويعرفها الجميع, كالسؤال عن جارك, ومدى حاجته للمساعدة, وكم عدد اولاده واعمارهم, واين يسكن تحديدا, وهذه الاسئلة رغم بساطتها وسهولتها, الا انها تخدم الاحتلال, وتسهل عليه مهمته في استهداف الاشخاص, وتحديد المواقع وخدمة بنك الاهداف الصهيوني, ويستخدم الاحتلال في سبيل ذلك كل الاساليب الخبيثة والملتوية واللااخلاقية للوصول الى المعلومة, بعد ان فقد قدرته على اختراق الجبهة الداخلية خاصة في قطاع غزة, بعد انسحابه من القطاع مذموما مدحورا, فيلجأ لأساليب بديلة لتعويض ذلك.

والحقيقة ان اكثر الطرق التي يلجأ اليها الاحتلال في محاولة لتجنيد واسقاط البعض في وحل العمالة, هي حاجة الناس الى توفير لقمة العيش, لذلك يلجؤون الى التستر تحت مسميات الجمعيات الاغاثية التي توزع المعونات على الفلسطينيين, بالاتصال بشكل مبرمج او عشوائي على بعض هواتف البيوت والجوالات, وعرض تقديم كابونة مساعدات غذائية اليهم باسم جمعية وهمية, والسؤال عن الجيران المحتاجين للمساعدة في المنطقة التي يقطنونها, والاستدراج لجمع معلومات حول المقاومين والقادة السياسيين, او مخازن السلاح, ومواقع التدريب والانفاق, فسياسة التجويع وزيادة الازمات سياسة مبرمجة ينتهجها الاحتلال الصهيوني لأجل الوصول الى المعلومة, وربما كان لعملية خانيونس الشهيرة, والتي تم خلالها ضبط مجموعة من الصهاينة وقد تسللوا لقطاع غزة, بحجة تقديم مساعدات للناس الاثر الأكبر في كشف اخطر اساليب الاحتلال لجلب معلومات وزرع اجهزة تجسس, وعندما تم كشف العملية والوصول لمعلومات خطيرة عن مهمتها, اهتزت ثقة الاسرائيليين في جهازهم الامني, وبدأوا يبحثوا عن اساليب جديدة ومتعددة للوصول للمعلومة دون خسائر للاحتلال.

حالة الصراع بين الاحتلال الصهيوني والمقاومة والاجهزة الامنية الفلسطينية ستبقى قائمة طالما بقى الاحتلال فوق ارضنا الفلسطينية, ويقع على عاتق شعبنا مسؤوليات كبيرة لمساعدة المقاومة والاجهزة الامنية لإحباط أي محاولات للاحتلال لجمع معلومات, والتبليغ عن الاتصالات المشبوهة ومحاولات تجنيد العملاء, صحيح ان شعبنا محصن من السقوط في وحل العمالة الى حد بعيد, لكن الاحتلال يستغل الازمات وحاجة الناس وسياسة التجويع والفقر والبطالة اسوأ استغلال, وينتهج اساليب شيطانية لتجنيد من يعمل لصالحة, ولكن بالوعي والثقافة والحرص على حفظ النفس وحفظ الوطن وحفظ الاخلاق يمكن ان نشكل جدار حماية في وجه السقوط, يمنع عنا مخططات الاحتلال, ويحفظ شعبنا ومقاومته, يجب ان تشعر دائما انك مستهدف من الاحتلال لجلب معلومات, لذلك لا تتبرع بتقديم المعلومة بشكل غير مباشر خاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي, ويكفي ان تعرف كيف يتعامل الاحتلال مع اعلامه ومنتدياته ومواقع التواصل وروادها, فهم يعملون تحت اجندة الامن الصهيوني الذي يحجب المعلومة في الوقت الذي يشاء, ويزيفها كيفما يشاء, ويظهرها وقتما يشاء, فالمجتمع الصهيوني كله مجند تحت غطاء الأمن ويعمل وفق ارشاداته, فلا تكونوا لقمة سائغة في فم الاحتلال!.