رهان مجنون بقلم : ابراهيم شواهنة
تاريخ النشر : 2019-10-17
رهان مجنون بقلم : ابراهيم شواهنة


على الرف أحلام وأدها الليل ورسائل منسية وراديو قديم وصورة شخصية لحب أكل الدهر عليه وشرب يولد في لحظة من فراغ وعقد إيجارلبستان ظل وحبر بارد في دواة
لم تنم ليلة في يدي وصورة لأحلام وردية ذبلة على الرف إبر كنت أرتق بها جرح المسافات وأسم مستعار لي ..وأخر استخدمه حين كنت أعبىء الشمس في أواني زجاجية
وحكاية قط مات من فرط الأمل ..ودفتر لأقتراضي من الليل وأخر لم تملأه يداي لعجزي عن كتابة سطر يتيم من الشعر
وأقلام رصاص سقطت اسنانها صريعة وبعض كلام هارب من ناي له ماض في فمي على الرف ، غيمة نزلت من سماء عقيمة
وأسم ملهمتي ينزل من وقته ليحمل قلبي إلى جهة ثانية .وأسماء كثيرة لا تعنيني .على الرف حيرة تتململ وبعض خيالات تتراقص . على الرف نسيان مجفف طوى نفسه للأبد وأبتسامة باهتة لوجه غاب في الغياب على الرف صورة تحمل معاني كثيرة في عينيها دموع تنهمر على الرف، بحر من عذابات قديمة وصرة أشجان وبعض أحزان وتقاسيم عود يئن .
على الرف، جيوش من أسئلة اصطفت تنتظر أجابات لها . على الرف نكران يضحك من خيبته وحمى قديمة تصهر الآسئلة بنارها . على الرف أيام مقعدة عاجزة مشلولة ، على الرف عزلة يتيمة فقدت أنيسها ووحيدها .
على الرف، قيثارة تنزف ...تسيل حزناً عميقاً على صاحبها المفقود في الحرب الأخيرة ..
على الرف ، شرفة مشرعة للريح وأوراق قديمة تناثرت حروفها
من النسيان ..على الرف جيش مهزوم يتفقد خسائرة ويلملم جراح قتلاه .. على الرف معركة محتدمة وصهيل خيول ..
على الرف، حقيقة تفقأ عين الكذب ، تبصق في وجه الخذلان
على الرف، صراخ ضحايا ، ومحرومين . ألم يعتصر نفسه
على الرف، سوء ظن ينتظر استبيان الحقيقة ، على الرف، غيوم تبكي...بحرقة .. على الرف، عينان تدوران في الفراغ ..
هناك على الرف، تموت كل الأشياء بداء الإنتظار ...وأمنية مقتولة وهي حية ..على الرف، دموع محنطة لحزن قديم ، على حكاية لم تكتمل .على الرف، ظلال لبيوت رحلت عنها الشمس مبكراً ، فتوارت خجلاً عن الأنظار ، على الرف، لحظة حب تومض من بعيد تتلألأ كنجمة بعيدة .
على الرف، قلب يأكله الخذلان بالشوكة والسكين ، ويتربع على سجادة هجرانه . على الرف ضحكة متعبة ، تتقاسم الحديث مع جارتها.
على الرف، أسف يسيل ندماً من أكواعه ، تخنقه العبرات ، فينفجر بالبكاء ، فتسيل دموعه أنهاراً .
على الرف، خارطة لبلادي المنهوبة ، لا يمكن إستعادتها إلا بالموت ، على الرف ، شمس ترميني بالحجارة ، فأصير سراً مبهماً ...لا أفهمني ، لا أعرفني ،لأفسرني..لا أدركني ..
على الرف ، جرحي يمشي حافياً ، وعلى مقربه منه شهود يبتسمون، وتلعق جرحه الفراشات .
على الرف ، قصص مليئة بالهزائم ، وأسيجة من جحود ونكران جميل ، على الرف سرب من المستوطنات وغربان سود ، يأكلون يابس الروح وأخضرها ، على الرف راية بهتت ألوانها ، على الرف مواكب من أرواح الشهداء في طريقها إلى جنة الله في السماء ..
على الرف ، صمت بليغ ورهان مجنون