إلى الرئيس التونسي قيس السّعيد بقلم:معمر حبار
تاريخ النشر : 2019-10-17
إلى الرئيس التونسي قيس السّعيد بقلم:معمر حبار


الأربعاء 17 صفر 1441 هـ - الموافق لـ  16 أكتوبر 2019

إلى الرئيس التونسي قيس السّعيد – معمر حبار

تابعت الانتخابات التونسية السّابقة أي بعد أحداث تونس 2011 والانتخابات الحالية وتابعت مناظرتك مع منافسك نبيل القروي وكتبت حينها 17 ملاحظة عبر صفحتي بتاريخ: السبت 13 صفر 1441 هـ - الموافق لـ  12 أكتوبر 2019، وأريد عبر هذه الأسطر أن أتوجّه إليك:

1.   هنيئا لك الفوز بمنصب رئيس تونس وهنيئا لتونس بالمستوى العالي الذي وصلت إليه فيما يخصّ الانتخابات كوسيلة لدخول نادي الكبار.

2.   بما أنّي جارك الجزائري أطلب منك أن تعزّز العلاقة في أوسع نطاقها مع الجزائر وتتشبّث بالجزائر فإنّها لك سند وحماية وبما يخدم مصالح الشعبين والدولتين.

3.   المعروف عن الجزائر أنّها دولة تحفظ جيرانها ولا تتدخل في شؤونهم وتقدّم لهم المساعدة دون شروط ولا تتدخل في شؤونهم فاغتنم هذه الفرصة ولا تضيّعها وقد أعلنت في مناظرتك حبّك للجزائر.

4.   ستتلقى إغراءات من دول كثيرة تدعوك لقتل الأخ والجار والدخول في لعبة التحالفات ضدّ إخوانك وجيرانك فلا تلطّخ يديك بدماء زكية طاهرة ولا تستسلم للإغراءات فتضيّع تونس وتخسر الأخ والجار.

5.   دخلت بالصندوق وكانت انتخابات نزيهة شفافة راقية أمست مثالا يقتدى بها فاحرص على الصندوق وزد في ثباته واجعله من الأسس والغايات فيحفظ لك التّاريخ أنّك دخلت عبر الانتخابات وخرجت عبر الانتخابات وتلك منزلة يسعى إليها الكبار.

6.   إذا أردت أن تظلّ كبيرا في أعين الكبار فلا تعدّد ولا تمدّد واكتفي بما منحه لك الدستور التونسي من عهدة معلومة محدّدة واخرج من أوسع الأبواب كما دخلت من أوسع الأبواب.

7.   تابعتك وأنت تتحدّث إلى شعبك بلغة عربية فصيحة تثلج الصدور وتابعتك وأنت تتحدّث بلسان الواثق أنّك مع فلسطين وضدّ الاحتلال الصهيوني وتصف "التطبيع؟ !" بالخيانة. والآن وقد عرف العالم أجمع أنّك الفصيح والمحب لفلسطين يريد شعبك التونسي أن يعرف أنّك القادر على حلّ مشاكلهم بما تستطيع القيام به لا باللّغة وحدها وتقف إلى جنبه دوما وقبل الآخرين.

8.   ستلاقي ضغطا من المجتمع التونسي يطالبك بتحقيق ما أعلنته حول الصهاينة وستلاقي ضغوطا من طرف الدول الغربية و الولايات المتحدة الأمريكية وكذا بعض الدول العربية المؤيّدة لقيام علاقات مع الصهاينة للتراجع عن موقفك الرّافض لإقامة علاقات مع الصهاينة مقابل إغراءات أو تهديدات معلنة وغير معلنة. المطلوب منك أن تأخذ هذا الوضع الجديد في الحسبان وتتصرّف بهدوء دون المواجهة التي لا تملك – الآن – أدواتها ودون أن تخيّب ظن من افتخر بك وانتخب عليك راضيا.

9.   تونس دولة صغيرة تفتقر للموارد وللقدرة السكانية لكنّها ذات مجتمع متماسك غير طائفي وذات بعد حضاري زيتوني ممتد في الزمن وجارة للجزائر وليبيا ومطلّة على الدول الأوروبية وليست في نزاع مع أحد. المطلوب أن تحرص على العلاقة مع الجيران ولا تضيّع العلاقة مع أوروبا وتمسّك بجذور تونس.

10.                     مستوى الوعي في تونس عالي جدّا وهذا الوعي هو الذي اختارك ورفعك. احرص عليه وعلى تثبيته والدفاع عنه واحتضانه وتبنيه والرّفع منه وإذا لم تستطع فعل ذلك فلا تكن سببا في تقهقره وتراجعه.

11.                     قلت في المناظرة: "التربية ليست بضاعة والتعليم ليس بضاعة والثقافة من الأمن الوطني". احرص على تعزيز الثقافة المشتركة مع جيرانك ومنهم الجزائر فإذا كانت الثقافة تبني العلم فإنّ الأمن الوطني المشترك يحمي الثقافة وبما أنّنا في عالم متطور فاستعن بالدول العظمى فيما يعين تونس للرفع من المستوى العلمي المادي المتطور.

12.                     نكرّر التهنئة للرئيس قيس السعيد ونبارك للجارة وإخواننا التونسيين حفظهم الله ورعاهم بما وصلوا إليه من حضارة عبر السّماع لصوت الصندوق.