الوطن الذي نطمح إليه بقلم:وسام المحلاوي
تاريخ النشر : 2019-10-17
الوطن الذي نطمح إليه بقلم:وسام المحلاوي


الوطن الذي نطمح إليه

لنفترض أن المجال السياسي الفلسطيني قد فتح من جديد وعاد كل من الأفراد والأحزاب للساحة السياسية في مشهد حالم بدأ الجميع فيه التحضير لانتخابات حرة ونزيهة لاختيار من يمثل الشعب الفلسطيني ليعبر به هذه المرحلة التي شهدت كل ما يمكن تخيله وما لا يمكن تخيله من تعقيدات سياسية واجتماعية واقتصادية وغيرها.

وفي المقابل دعونا نتخيل أن الوعي الفلسطيني الجمعي ارتقى فوق الانتماءات العمياء التي تقترب من الغرائزية في بعض الأحيان في تحريك الناخبين، لتتعالى فوق ذلك كله وتبحث في برامج المرشحين لا انتماءاتهم لتختار من يخدم القضية والشعب ومصالحه.

لنفترض أن ذلك كله تحقق، دعونا نفكر ما الذي نريده من أي حكومة جديدة تشكلت بهدف مراعاة مصالح المواطنين الفلسطينيين لا التنظيمات ولا الأحزاب ولا أي نزعات أخرى وما أكثرها من نزعات، دعونا ندخل في خانة المطالب مباشرة ما الذي نريده:

• نريد ألا يشعر الفلسطيني أنه غريب في وطنه.

• نريد للمريض أن يجد العلاج كحق مشروع من حقوقه دون أن يستجديه من أحد.

• نريد للطالب أن يذهب إلى مدرسة مهيأة بكل الوسائل التعليمية التي تناسب العصر الذي نعيش فيه، وأن يجد مدرساً آمنا مطمئنا في عمله يتقاضى راتبه ولا يخشى من المستقبل.

• نريد وطنا نعبر فيه عن رأينا بحرية دون قمع مباشر باستخدام القوة في منع الناس من التعبير عما يجول في خاطرهم أو أن يشعر أنه مهدد في رزقه.

• نريد وطنا يستوعب الجميع بلا استثناء فلا مجال لإقصاء أحد أو التغول على أحد وتجارب الدول من حولنا خير دليل على ذلك، فلا سبيل لتحقيق أي شيء بدون تقارب حقيقي والتقاء في بعض النقاط التي تجتمع عليها الأغلبية.

• نريد خدمات غير منقوصة ماء، كهرباء، غاز، وقود، حدائق ومنتزهات وغيرها من الأمور البديهية التي تتوفر في كل بلدان العالم.

• نريد أن نرى مسؤولا تتحقق فيه معنى الكلمة أنه وضع في هذا المنصب ليسأل عما قدم، لا أن ينظر إلى نفسه على أنه امتلك العصمة ويغضب إذا سئل ولا يهتم لأحد ممن حوله من الناس.

• نريد أن نرى برنامجا انتخابيا صريحا مفصلا واضحا، لا تاريخا وطنيا يتباهى به المرشحون قبل الانتخابات، وبعد الانتخابات فكلنا علم ويعلم ما الذي يحدث.

• نريد أن نشعر بتغيير حقيقي على الأرض في سلوك المرشحين والناخبين فنحن من أكثر الشعوب وعيا وتعلما ألا يليق بنا أن نترجم هذا الوعي والعلم على أرض الواقع حتى نحصد ثماره لاحقا.

• نحتاج إلى رؤية واضحة للمسار السياسي ما المطلوب وكيف سنصل إليه، بحيث يستفتى عليه الشعب ليكون المسار واضحا من البداية إلى النهاية.

• نريد مشروعات اقتصادية حقيقية توفر فرص عمل للشباب وتؤمن لهم مستقبلا أفضل.

• نريد معابر وحدودا مفتوحة تتيح حرية الحركة والانتقال للجميع بلا كشوفات وقوائم انتظار واستثناءات لا حصر لها.

• نريد من إخواننا وأشقائنا العرب أن يفتحوا لنا قلوبهم قبل الحدود وأن يتفهموا معاناتنا مع الاحتلال وأن يساهموا في التخفيف من هذه المعاناة.

هذا جزء من الذي أطمح إليه في وطن يشعر فيه الفلسطيني بالانتماء الحقيقي، فما الذي تريد أنت أن تراه في الوطن؟   

وسام المحلاوي