لكنّي اشتقت بقلم: ابراهيم علي الساريسي
تاريخ النشر : 2019-10-16
لكنّي اشتقت.

بقلم: ابراهيم علي الساريسي

لكنّي اشتقتْ ، إشتقتُ شوقَ المشوقِ المستهامِ له . 

شوقٌ كلما ذُكِرَ اسمكَ زادَ لهيبَ جمرهِ في صدري .

ولِدَ فكأن السماء غَفِلت عن أنجُمها فهوت ليظنَّ الناظر إليها أنها اقتربت. ولربما اقتربت لتتأمل بديع صُنع الله في خلقه.

عزيزي يا رسول الله ولا يعِزُّ على المرءِ أكثر من نفسه إلا أنت.

عزيزي يا رسول الله قرأتُ سيرة حياتك بضعًا من المراتِ وفي كل مرةٍ كنتُ أفرحُ لبرهةٍ وأحزن لحين.

أفرحُ لفخرِ المرء بحُسنِ فِعلِ أسياده قبله، فرحٌ بكيانٍ لا يُضامِ في ظله أحد، فرحٌ لإنجازٍ فاق ما قبله ولا يجاريهِ ما يأتي بعده.

وحُزنٌ لأني لم أنل شرف مؤازرتك في عُسرِ وقتك قبل يُسره.

بين قُضبان حُبِّك قلبي يحتضر ، بحثتُ عن الشفاء فلم أجده إلا في رؤيةِ عيني لك فيطمئنَّ قلبي . 

أريدُ أن أرى ظفيرتي شعرك وصفاء بشرتكَ البيضاء المحمرّة ، أُريدُ التمعُّن في استقامة قوامك وأن أرى ختم النبوة في منتصف ظهرك .

حبيبي يا رسول الله من نظرَ إليك وجد في نفسه مهابةً فما لبَثَ أن عاشركَ إلا وجدَ طُمئنينةً لم يجدها في حُضنِ أمه .

عندما أقرءُ حديث أي شخصٍ أجول بين الصدق والكذب إلا حديثكُ ما قرأهُ أحدٌ حتى يجول بين صدقٍ وصدق وقولٍ تُبِعَ بفعل.

يا ليتني كنتُ يوم الطائفِ فشُقَ رأسي دون رأسكَ يا رسول الله . أوذيتَ لتخرجنا بإذن الله من الظلمات إلى النور فصبرتَ صبر أيوبَ ونوح وحَلمتَ كحلمِ إبراهيم فما تمنّنتَ ولا تمنيتَ وما أمرتنا وما زدّتَ على أن قلت ( عليكم بسنتي وسنّتَ الخلفاء الراشدين المهديينَ من بعدي)

في حبّكِ أنا متيمٌ بك .

تمنّيتُ لو كنتُ أتقي عنك مع صحبكَ سهاماً كادت تُصيبك . سهمٌ لو أصابَ كبدي لفرحتُ ولكان أهون عليَّ من أن يخدشك.

أكتبُ عنك وقلمي يرتعش فكيفَ يصفُ شخصاً أوتى جوامع الكلم ؟! 

في حبّكَ أسلم الصديقُ دون تَجمجم فقد علمَ الوفاءَ والأمانةَ في أصلك فمن يوفي لا يذمم ومن يُهدى قلبهُ إلى مطمئنِ البر لم يتجمجمِ ( يتردد) ، وروحُ عليٍ فداكَ وأموالُ عثمان مُلكُ يمينكَ وفي حبك قال الفاروق لأقتلنَّ من قال أن الرسول ماتَ وكُفِّنَ.

سيرتك الأخاذةُ يا رسول الله ليست مجرّدَ كلماتٍ أعبرُ عليها كعابر السبيل ، إنها تذكرةُ نجول بها بين قصور الصدق والأمانة نرى منها أنهار الوفاء ومنابعَ الرحمةِ وبساتينَ مكارم الأخلاق.

كدعوةٍ جميلة أدعو الله أن يصيبني حظٌ منها فمهما بذلنا من جهدٍ لن نجاري معلمنا ولو بشق تمرة ولكنَّ الطمع في رحمةٍ أهداك إياها الله تُرقِّع صبرنا .

 وتصحبُ تلك التذكرةً وصايا كالمغانم لو ظفرنا بها فزنا برؤيتك وانخمد شوقنا للقياك حينها .

وتلك مغانمٌ لا يمنحها إلا كريمُ أصل ويدٌ لا تعرفُ أن تقبضَ أصابعها عن كل خير .

أصلٌ كريم ويدٌ مدرارة لنا فيها أسوةٌ حسنة وقدوةٌ لا يجسدها لنا إلا أنت يا خير الخير في معشر الأنبياء .