خارطة طريق نحو الخلاص لتحقيق ما نريده لشعبنا بقلم: نبيل دياب
تاريخ النشر : 2019-10-15
خارطة طريق نحو الخلاص لتحقيق ما نريده لشعبنا بقلم: نبيل دياب


خارطة طريق نحو الخلاص لتحقيق ما نريده لشعبنا
بقلم نبيل دياب - القيادي في حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية


ما الذي نريد تحقيقه لشعبنا ؟ غير الحرية و الاستقلال؟ و الحياة الكريمة ؟ كيف لنا الخلاص من الاحتلال لتحقيق ما نريده ؟
و هنا الرد الفعلي يتمثل في تجسيد وحدة وطنية متكاملة سياسيا و وطنيا و جغرافيا . و هل لتجسيدها ضرورة لترتيب الابجديات المطروحة ؟ بمعنى من يأتي في الأولوية تحقيق المصالحة و إزالة كافة آثار الانقسام و إعادة ترميم النسيج الوطني و الاجتماعي و توحيد المؤسسات الوطنية اللازم ربطه بسقف زمني محدد و من ثم الانتقال و برؤية وحدوية و على أرضية صلبة و متماسكة لإجراء الإنتخابات الفلسطينية الشاملة و المتزامنة ، أم أن نسير بعكس هذا التصور ؟ بمعنى أن يتم إجراء تلك الانتخابات على الحالة القائمة ؟
أعتقد أن المهمة التي تحتل الصدارة و في أولوية الابجديات هي تمهيد الأرضية الصلبة وفق ما تم ذكره أعلاه فالانتخابات على أهمية رغبتنا الجامحة لإجرائها بالتوافق و الإقرار الوطني الجامع ليست هدفا بحد ذاته و إنما هي وسيلة يجب ؛ بل من الضرورة أن تكون وسيلة ديمقراطية خلاقة للتنافس يتم إجراؤها في أجواء و مناخات مستقرة و صحية ؛ إنما الهدف هو تحقيق المصالحة و استعادة الوحدة الوطنية يتم تتويجه باتمامها و اجرائها وفق ما أقرته اتفاقات المصالحة و الإصرار على تطبيق مبدأ التمثيل النسبي الكامل ليصبح الكل الوطني شريكا حقيقيا في صناعة القرار الموحد اللازم و الضروري لمواجهة التحديات .
إن حسم الجدل حول هذه المسألة و انسجاما مع ما جاء في الرؤية الوطنية للقوى الثمانية يتطلب من القوى و النخب المجتمعية أخذ زمام المبادرة من جديد و الإمساك بها لممارسة الضغط الشعبي و إعلاء الصوت ليدوي في الضفة بما فيها القدس و في غزة و في كل مكان بأن هذا الأمر لا يمثل موقفا أو مطلبا فصائليا محصورا في منطقة فلسطينية دون غيرها ، إنما هو مطلبا شعبيا و وطنيا لا يقبل التجزئة و لا التراجع عنه إلا بتحقيقه فعليا .
إن إعلاء الصوت يجب أن يخرج عن المألوف في سياق الفعاليات و الأنشطة التي يجب أن ترقى لمستوى أكثر تأثيرا في الجماهير ليحرضها سلميا على أن لا رجعة للوراء إلا بتلبية هذا المطلب النبيل و يتقدم هذه الفعاليات المتنوعة الأمناء العامون و قادة القوى و الفصائل و جمهور عريض من القادة المجتمعيين إضافة لاتخاذ خطوات واقعية و مؤثرة يكون لها وقعها المباشر لتصبح بمثابة كرة ثلج تتدحرج خطوات تتيح المجال لانخراط كافة الفئات بلا استثناء بعيدا عن حالة الرغبة النمطية في تأدية الواجب .
و في خضم هذه التفاعلات الجارية سياسيا لابد ؛ بل من الضرورة اتباع خارطة طريق موحدة واقعية و ممنهجة تبدأ بتحديد الهدف الرئيسي المنشود و التركيز عليه و بذل الجهود المضنية و الموحدة و بكل السبل المتاحة لتحقيقه إلى جانب الاهتمام أيضا بتحديد الأهداف التي تليه و المرتبطة في سياقه و السعي الحثيث لتحقيقها باعتبارها سلسلة مترابطة غير قابلة للتفكك و الانفصال و إن أي تحرك في هذا الشأن ينبغي أن يكون موحدا ميدانيا و سياسيا فإن ما أصاب تحركات سابقة في مقتل هو غياب التوحد و غياب التوقيت المتزامن جغرافيا و سياسيا بمعنى أدق إن دوى صوت هذا التحرك في غزة يجب أن يلقى صداه في الضفة و بالعكس و أن يلقى صوت غزة و الضفة صدى مسموعا في الشتات تجسيدا لوحدة الحال و رفضا للتجزئة و محاولات تكريس الانفصال ليصبح أمرا واقعا مثلما يريده أعداء الشعب الفلسطيني.
و هذه المرة و إن تسلحنا بالإرادة و العزيمة الاكثر صلابة فإن خارطة الطريق ليس أمامها إلا خيارا واحدا النجاح أو النجاح و لا خيار آخر غيره .
و إن رغبة الكم الأكبر من الجماهير في إتمام المصالحة و إجراء الانتخابات مؤشر بالغ الأهمية في قدرة هذه الجماهير على الالتفاف حول هذا المطلب و حمايته و جعله أمرا ناجزا ما يشجع أيضا لاشراكها في رسم معالم خارطة الطريق و السير فيها بخطى الواثق بحتمية بلوغ الهدف المنشود ، و بما أن لعامل الوقت شأنا مهما فلابد من كسبه في وضع المعالجات المباشرة في سياقات الانجاز بعيدا عن تشخيص المشهد الذي استنزف وقتا كبيرا و الجهد يجب أن ينصب في هذا الإتجاه.
بقي أن نؤكد على ضرورة تجاوز المحبطين و المويئسين فلنحذر من أن يستهلكوا ولو جزءا يسيرا من طاقتنا اللازمة لاستكمال الطريق وصولا لنهاياته المرجوة و لبلوغ النهايات لا آذان تصغي للإحباط و اليأس بل إنما بصيرة عقلانية مخلصة تكون الرافعة الأهم نحوها .