دراسة حول تاريخ المستشفيات في الإسلام ، إعداد:د. نهاد رفيق السكني
تاريخ النشر : 2019-10-14
دراسة حول تاريخ المستشفيات في الإسلام ، إعداد:د. نهاد رفيق السكني


دراسة حول تاريخ المستشفيات في الإسلام
فلسطين - 2014
إعداد الدكتور/ نهاد رفيق السكني

شكر وتقدير
الحمد لله ذي المن والفضل والإحسان، حمداً يليق بجلاله وعظمته. وصَلِّ اللهم على خاتم الرسل محمد وأهل بيته، من لا نبي بعده، صلاةً تقضي لنا بها الحاجات، وترفعنا بها أعلى الدرجات، و تبلّغنا بها أقصى الغايات من جميع الخيرات، في الحياة وبعد الممات.
ولله الشكر أولاً وأخيراً، على حسن توفيقه، وكريم عونه، وعلى ما منَّ وفتح به عليَّ من إنجاز لهذا البحث، بعد أن يسّر العسير، وذلّل الصعب وفرَّج الهم..
أسال الله العلي القدير أن يكون هذا العمل خالصاً لوجه ، وأن يجعله علماً نافعاً، ويسهّل لي به طريقاً إلى الجنة.
الباحث



تاريخ المستشفيات في الإسلام
تمهيد وتقديم:
الحمد لله الذي لولاه ما جرى قلم, ولا تكلم لسان, والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كان أفصح الناس لسانا وأوضحهم بيانا.
يؤكد الإسلام بقوة على المساواة والعدالة الاجتماعية وهذا ينعكس جليا بالدستور الوطني وبالسياسات الصحية المعلنة للأقطار الإسلامية حديثاً. وإن من واجب المجتمع تقديم الرعاية الصحية لكل من يحتاجها بغض النظر عن الدين أو اللون أو العرق، لضمان العيش بكرامة واستقرار وطمأنينة وبأمن وأمان لتحقيق الضرورات الخمس التي أقرتها الشريعة الإسلامية السمحاء الغراء.
فقد ساهم الإسلام العظيم بشكل كبير في شتى المجالات، كالفن والزراعة والاقتصاد والصناعة والأدب والملاحة والفلسفة والعلوم والتكنولوجيا والفلك، وحافظ على المساهمات السابقة وأضاف عليها كما حصل بالعلوم الطبية، وبنى المستشفيات، بدء من خيمة رفيدة، وما بعدها إلى مكان يحدد لإيواء المرضى والجرحى قد يكون ثابت أو متنقل.
ومن ثم وضعت النظم والقوانين والهياكل التنظيمية والإدارية لهذه المستشفيات، لضبط العمل والحفاظ على الجودة ومستوى الخدمات، حيث نقلت العلوم الطبية وإدارة المستشفيات للغرب كعلم يعتمد على البراهين والإثباتات والتجارب.
لهذا كان هذا البحث لمطالعة معالم النهضة الإسلامية الطبية والتعرف على دور الإسلام والمسلمين في بناء المستشفيات وتطوير الطب والجهود التي بذلوها في سبيل ذلك، والتأكيد لكل من تأثر بمزخرفات المستشرقين الذي يحاولون تعظيم وتضخيم دور أي من الأمم التي سبقت الإسلام بهدف التخفيف من عظمة البعث الإسلامي إنَّ الإسلام دين طبيعي وفطريٌّ، يدعو إلي المساواة والعدالة الاجتماعية وكل خير وصلاح، ويَنهَى عن كل شرٍّ وفساد، جاء ينعَي علي الجاهليات والرذائل والأوهام، وما يضر النفوس والطباع والأرواح والأجسام.

أهمية البحث:
قد يفيد البحث في:
1- تأكيد فضل رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه أول من أمر ببناء مستشفى في التاريخ.
2- إبراز مدى اهتمام الحضارة الإسلامية بخدمة الإنسانية ونفع البشرية ببناء المستشفيات.
3- أن المسلمون أول من قام بتنظيم مهنة الطب ووضع النظم الإدارية والفنية للمستشفيات.
4- المسلمون مصدر لنقل العلوم الطبية إلى أوروبا في العصور الوسطى.

أهداف البحث:
يسعي البحث إلي تحقيق الأهداف الآتية:
1- التعرف على دور الإسلام الريادي في بناء المستشفيات وتطوير العلوم الطبية
2- الكشف عن أساليب نقل العلوم الطبية إلى الغرب
3- التأكيد على أن العلوم ليست من صنع أمة واحدة وأن الحضارة الطبية ليست يونانية أو أوروبية بحتة.
4- التأكيد على أن الإسلام أحدث نقلة نوعية بنقل الطب من طب بدائي إلى علم عربي أصيل يعتمد على البراهين.
5- التأكيد على أن المسلمين أول من وضع السجلات الطبية وتصنيف الأمراض ومنع الإجهاض والإجراءات الوقائية ضد العدوى.

منهج البحث:
يعتمد البحث الحالي على المنهج الوصفي التحليلي للتعرف على مساهمات المسلمين في بناء المستشفيات وتطوير العلوم الطبية ونقلها للغرب.
خطة البحث:
- تم تصميم هذا البحث من مقدمة وثلاثة فصول وخاتمة، عرضت في المقدمة كيف أن الدين الإسلامي العظيم اهتم بتشجيع جميع العلوم لخدمة الإنسانية، وعرفت أهمية البحث وأهدافه ومنهجه، وشرحت الخطة العامة للبحث.
- قمت بتقسيم الفصل الأول إلى مبحثين:
o المبحث الأول تناول تاريخ المستشفيات في الإسلام وعرضت خلاله تعليمات الرسول صلى الله عليه وسلم لبناء أول مستشفى في التاريخ وهي مستشفى رفيدة (خيمة رفيدة)، ومن ثم ذكرت أهم مراحل بناء المستشفيات وأنواعها المتنقل والثابت.
o المبحث الثاني: ذكرت نماذج من أهم المستشفيات التي بنيت في صدر الإسلام ثم نشرت قائمة بأشهر المستشفيات الإسلامية مع ذكر مؤسسها وأشهر أطبائها وموقعها وتاريخ تأسيسها.
- الفصل الثاني أيضا قسم إلى مبحثين:
o المبحث الأول التقسيم الإداري والفني للمستشفيات حيث عرضت كيف اجتهد الخلفاء والعلماء المسلمين على مر العصور في تطوير ووضع النظم الإدارية والفنية للمستشفيات.
o أما المبحث الثاني فقد تناولت المستشفيات التخصصية في الإسلام ونشأتها وأنواعها.
- أما الفصل الثالث فقد تم تقسيمه مبحثين والتوصيات:
o وكان المبحث الأول حول السياسيات الطبية التي كان أهمها السجلات الطبية وتصنيف الأمراض ومنع الإجهاض والإجراءات الوقائية ضد العدوى.
o أما المبحث الثاني فتناول نقل العلوم الطبية إلى الغرب.
- الخاتمة


المستشفيات في الإسلام
الفصل الأول

المبحث الأول تاريخ المستشفيات في الإسلام

في الربع الأخير من القرن العشرين طرأ تقدم في العلوم والتكنولوجيا نتج عنها مكتسبات كثيرة على الصعيد الصحي، رغم هذا التقدم إلا أن هناك فروق حادة في المكتسبات بين الدول وأحياناً في نفس الدولة، فنجد أن متوسط عمر الإنسان على سبيل المثال في بعض الدول 43 عاماً وفي دول أخرى يصل إلى 78 سنة، أي أن الفرق أكثر من ثلث قرن. ) )
ونجد أن وفيات الأطفال أقل من 5 سنوات انخفضت بمقدار 41% منذ عام 1990، من 99 وفاة لكل 1000 مولود حي إلى 58 وفاة لكل ألف مولود حي في عام 2011. وأن 82% إجمالي الوفيات أقل من عمر 5 سنوات تقع في ستة بلدان هي (أفغانستان، باكستان، الصومال، جنوب السودان، السودان، اليمن).
تشير المؤشرات والأرقام السابقة إلى تردي الأوضاع الصحية في جزء كبير من الأقطار الإسلامية، التي كانت جزء أصيل من الحضارة الإسلامية التي نقلت العلوم الصحية إلى الغرب وباقي الأقطار.

بدأت الحضارة الإسلامية الاهتمام بالطب والمستشفيات منذ البدايات الأولى لهذا الدين العظيم، وما أكثر الأحاديث والمواقف التي حث فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المسلمين على التداوي، وما أكثر الضوابط التي حواها شرعنا الحكيم، ليجعل الطب في النهاية علمًا مفيدًا نافعًا أخلاقيًا إنسانيًا، يهدف إلى نفع البشرية وخدمة الإنسانية. يقول رسولنا – صلى الله عليه وسلم - ( فيما رواه البخاري بسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه ): "ما أنزل الله داءً إلا أنزل له شفاءً ".

تاريخ المستشفيات و التداوي قبل الإسلام:
يرى بعض المؤرخون، مثل ابن أبي أصيبعة في «عيون الأنباء في طبقات الأطباء»، أن سحرة اليمن كانوا أول من وضع أُسس علم الطب في الجزيرة العربية، فقد كانت هناك صلة وثيقة بين السحر والطب، فكان الساحر طبيباً يداوي المريض بسحره، وكذلك كان الكهان يُداوون مرضاهم بالتضرعات والتوسلات للآلهة، ولهذا كان الطب من جُملة اختصاصات الكهان عموماً في الجاهلية. يقول جواد علي في «تاريخ العرب قبل الإسلام»: يشير أهل الأخبار إلى ورود بعض الرهبان والشمامسة إلى مكة، وقد كان من بينهم من يقوم بالتطبيب. وفي «إتحاف الورى بأخبار أم القرى» لابن فهد، أنه حين أصيب الرسول «صلى الله عليه وسلم» بالرمد في عينيه، أخذه جدّه عبدالمطلب ناحية عكاظ إلى راهب يعالج الأعين. ويضيف جواد علي أن المعالجات الطبية في الجاهلية كانت تعتمد على بعض النباتات، والعسل، يمارس فيه الأطباء الحجامة، والفصد، والكي، وبتر الأعضاء بالحديد المحمى بالنار، وكانوا يعالجون الجراح المتعفنة والدمامل بمواد ضد العفونة، ويعالجون الجراح بالفتائل والتضميد.

الطب عند العرب والمسلمين:
ظل الطب العربي بدائيا بدويا يتناقله الناس مشافهة في غير نظام، فكان في الواقع طباً فولكلورياً، ثم حدث أن استدعى الخلفاء العباسيون الأولون مهرة الأطباء من السوريان الذين كانوا يعلمون الطب ويمارسونه في بلدة جنديسابور في جنوب فارس، وكان أكثرهم من أسرة واحدة هم آل بختيشوع. ولهذه الأسرة على الطب العربي فضل لا ينكر. وكان فيهم من المهارة والذكاء وحسن التصرف والقدرة على إرضاء الخلفاء ما جعلهم أطباء البلاط المفضلين، وظلوا كذلك أكثر من قرن. ثم جاء المأمون فرأي بثاقب فكره أن يجعل الطب عربياً أصيلاً، وأدرك أن الترجمة المزدوجة من اليونانية إلى السوريانية ومن هذه إلى العربية مصدر أخطاء كثيرة وغموض واضطراب، فعمل على أن يكون من العرب مترجمين ينقلون الطب والعلم والفلسفة من اليونانية مباشرة وكان على رأس هؤلاء المترجمين مترجم العرب الأكبر حنين بن اسحق. فأصبح للعرب علم أصيل، وعرفوا أرسطو وأبقراط وجالينوس، وصادف ذلك هوى في نفوسهم لأنهم كانوا معدون عقلياً لاستقبال هذه العلوم، وسرعان ما أصبح الطب أصيلاً فيهم، فتناولوه بالشرح والنقد ومارسوه عملياً وعرفوا منه ما هو صحيح وما هو مخالف للواقع، وأصبح لعلمهم شخصية خاصة به.

المستشفيات في صدر الإسلام:
لا يمكن لأحد أن ينكر بأنه كان للعرب والمسلمين قبل إطلاعهم على ثقافات الأمم الأخرى علوم خاصة بهم، كاللغة والنحو والعروض والفقه وأصول التشريع وعلم التفسير و الحديث، وقد بلغوا فيها شوطاً كبيراً ووضعوا فيها قواعد مستقرة وشروطاً مفصلة في زمن مبكر، وهذا يعنى أن الحضارة العربية لم تكن أرضاً جرداء، وإنما استعداد العرب الفكري جعلهم أهلاً لتقبل العلوم الأخرى كالفلسفة والكيمياء والرياضيات والطب.. الخ.
كان طب المستشفيات في العصور الوسطى يمارس وسط ازدهار علمي غير مسبوق، ففي عدة أجيال، نرى الخوارزمي يعطي اسمه للوغاريتمات، وينشئ علم "الجبر" وحساب المثلثات، بينما يقوم الفرجاني بتوسيع فكرة "المنحنى" الهندية ويبتكر التماس ويأتي من بعده من يقوم بحساب جيوب التمام والمتماسات، ويتخلص علم الفلك من التنجي، وتزدهر الجغرافيا بفضل البحارة المكتشفين، ويقوم الإدريسي برسم الخرائط مدوناً عليها خطوط الطول وخطوط العرض بينما يستخدم البحارة العرب البوصلة في تحديد الاتجاه. أما عالم البصريات الحسن بن الهيثم فيؤسس الفكرة التي تفيد أن زاوية السقوط تساوي زاوية الانعكاس، ويستنبط أن الفضاء مكون من تسع دوائر متتالية ذات مركز واحد. كما طاف البيروني الأفغاني بآسيا واصفاً نباتاتها وحيواناتها ومعادنها وأخلاق شعوبها ومواقع النجوم بها.

أول من اتخذ المستشفيات في الإسلام:
روى مسلم رحمه الله تعالى عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: أصيب سعد بن معاذ يوم الخندق حيث رماه رجل من قريش ابن العرقة، رمي في الأكحل، فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم خيمة في المسجد يعوده من قريب، وروى مسلم رحمه الله تعالى عن عائشة رضي الله تعالى عنها أنها قالت: أصيب سعد يوم الخندق، رماه رجل من قريش، ابن العرقة، رماه في الأكحل فضرب رسول الله صلّى الله عليه وسلم عليه خيمة في المسجد يعوده من قريب.
وقال ابن إسحاق رحمه الله تعالى في «السير» : كان رسول الله صلّى الله عليه وسلم قد جعل سعد بن معاذ في خيمة لامرأة من أسلم يقال لها: رفيدة في مسجده صلّى الله عليه وسلم، كانت تداوي الجرحى وتحتسب بنفسها على خدمة من كانت به ضيعة من المسلمين، وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلم قد قال لقومه حين أصابه السهم بالخندق: اجعلوه في بيت رفيدة حتى أعوده من قريب. فيفهم من ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم أول من أمر بإنشاء المستشفى.
وإسهامات المسلمين في مجال الطب لا تُحصى، ولعل من أجَل هذه الإسهامات وأعظمها أن المسلمين هم أول من أسس المستشفيات في العالم، بل إنهم سبقوا غيرهم في ذلك الأمر بأكثر من تسعة قرون، فأول مستشفى إسلامي أُسِّس في عهد الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك، والذي حكم ( من سنة 86 هـ إلى سنة 96 هـ )، وكان هذا المستشفى متخصصًا في الجذام، وأنشئت بعد ذلك المستشفيات العديدة في العالم الإسلامي، وبلغ بعضها شأنا عظيمًا، حتى كانت هذه المستشفيات تُعدّ قلاعًا للعلم والطب، وتُعتبر من أوائل الكليات والجامعات في العالم. وكان الوليد بن عبد الملك عند أهل الشام أفضل خلفائهم، بنى المساجد ووضع المنمار وأعطى الناس، وأعطى المجذومين وقال "لا تسألوا الناس" وأعطى كل مقعد خادماً وكل ضرير قائداً.
وقد أمر رسولنا الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم الناس بالتداوي حيث قال وتداووا يا عباد الله، فإن الله لم يضع داء إلا وضع له شفاء. وفي رواية (إلا داء واحداً )، قالوا: يا رسول الله، ما هو؟ قال: الهرم - أخرجه أحمد في مسنده، والترمذي في سننه عن الصحابي الجليل أسامة بن شريك رضي الله عنه، وفي حديث شريف آخر (ما أنزل داء إلا أنزل له شفاء ) أخرجه البخاري وأحمد وابن ماجة عن الصحابي الجليل أبي هريرة "رضي الله عنه"، وفي حديث نبوي شريف ثالث (لكل داء دواء فإذا أصيب دواء الداء برء بإذن الله ) أخرجه مسلم وأحمد عن الصحابي الجليل جابر بن عبد الله "رضي الله عنهما"، وفي حديث نبوي شريف رابع (إن الله لم ينزل داء إلا انزل له دواء، علمه من علمه، وجهله من جهله إلا السام: قالوا: ما السام؟ قال: الموت ) أخرجه الحاكم في المستدرك عن الصحابي الجليل أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، وفي رواية (لم يخلق) بدلاً من (لم ينزل) و(خلق) بدلاً من (أنزل).

المستشفيات المتنقلة:
وكانت المستشفيات تُعرف بـ ( البيمارِسْتانات ) التي يُعبِّر الاهتمامُ بها والاعتناء بمضمونها عن مدى عناية الإسلام بصحة الإنسان، وكان منها الثابت ومنها المتنقّل، فالثابت هو الذي يُنشَأ في المدن، وقلَّما تجد مدينة إسلامية - ولو صغيرة - بغير مستشفى، أما المستشفى المتنقل فهو الذي يجوب القرى البعيدة والصحارى والجبال وأيام الفتوحات والحروب، وكانت المستشفيات المتنقّلة تُحمَل على مجموعة كبيرة من الجِمال ( وصلت في بعض الأحيان إلى أربعين جملاً، وذلك في عهد السلطان محمود السلجوقي رحمه الله والذي حكم من سنة 511 هـ إلى سنة 525 هـ) كانت هذه القوافل مُزوَّدة بالآلات العلاجية والأدوية، ويرافقها عدد من الأطباء، وكان بمقدورها الوصول إلى كل رقعة في الأمة الإسلامية.

المستشفيات الثابتة:
وقد وصلت المستشفيات الثابتة في المدن الكبرى إلى درجة راقية جدًا في المستوى، وكان من أشهرها المستشفى العضُدي ببغداد والذي أنشئ في سنة 371 هـ، والمستشفى النوري بدمشق والذي أنشئ في سنة 549 هـ، والمستشفى المنصوري الكبير بالقاهرة والذي أنشئ سنة 683 هـ، وكان بقرطبة وحدها أكثر من خمسين مستشفى.

المبحث الثاني: نماذج من المستشفيات الإسلامية

انعكس تاريخ المستشفيات في صدر الإسلام من خلال حكم العديد من الخلفاء والأمراء، وكان لذلك تأثير واضح على تطوير المستشفيات والعلوم الطبية التي استفادت من مختلف المساهمات والتبادلات، ونذكر بعض المستشفيات التي خلّدها التاريخ وكانت منارة للعمل ومدرسة للعلماء ومنها:

المستشفى العضُدي:
أنشأه عضد الدولة ابن بويه عام 371 هـ في بغداد، وكان يقوم بالعلاج فيه عند إنشائه أربعة وعشرون طبيبًا تزايدوا بعد ذلك، كما كان يضم مكتبة علمية فخمة وصيدلية ومطابخ، وكان يخدم فيه عدد ضخم من الموظفين والفرَّاشين، وكان الأطباء يتناوبون على خدمة المرضى بحيث يكون هناك أطباء بالمستشفى أربعةً وعشرين ساعة يوميًا.

المستشفى النوري الكبير بدمشق:
أنشأه السلطان العادل نور الدين محمود الشهيد رحمه الله وذلك في سنة 549 هـ، وكان من أجَلّ المستشفيات وأعظمها، واستمر في العمل فترة طويلة جدًا من الزمان، حيث بقي يستقبل المرضى حتى سنة 1317 هـ (1899م) أي قرابة ثمانمائة سنة.

المستشفى المنصوري الكبير:
أنشأه الملك المنصور سيف الدين قلاوون رحمه الله في القاهرة، وذلك سنة 683 هـ وكان آية من آيات الدنيا في الدقة والنظام والنظافة، وكان من الضخامة بحيث إنه كان يعالج في اليوم الواحد أكثر من أربعة آلاف مريض.

مستشفى مراكش:
أنشأه المنصور أبو يوسف يعقوب رحمه الله ملك دولة الموحدين بالمغرب الذي حكم من 580 هـ إلى 595 هـ ، وكان بناء هذا المستشفى آية من آيات الإتقان والروعة، فقد غُرست فيه جميع أنواع الأشجار والزروع، بل كانت في داخله أربع بحيرات صناعية صغيرة، وكان على مستوى عالٍ جدًا من حيث الإمكانيات الطبية والأدوية الحديثة والأطباء المهرة.

أحياء طبية متكاملة:
حدَّث ابن جبير رحمه الله في رحلته التي قام بها في سنة 580 هـ تقريبًا أنه رأى في بغداد - عاصمة الخلافة العباسية - حيًّا كاملاً من أحيائها يشبه المدينة الصغيرة، يتوسطه قصر فخم جميل، تحيط به الحدائق والبيوت المتعددة، وكان كل ذلك وقفًا على المرضى، وكان يؤمه الأطباء من مختلف التخصصات ( فضلا عن الصيادلة وطلبة الطب) وكان النفقة جارية عليهم من الدولة ومن الأوقاف التي يجعلها الأغنياء من الأمة لعلاج الفقراء وغيرهم.

جدول يوضح أشهر المستشفيات الإسلامية القديمة مع ذكر مؤسسها وأشهر أطبائها وموقعها:
اسم المستشفى المؤسس أهم أطبائه موقعه
الرشيد هارون الرشيد جبريل بن بختيشوع بغداد
أبو الحسن الجراج أبو الحسن الجراج يعقوب الدمشقي الحربية ـ بغداد
السيدة أم المقتدر سنان بن ثابت 321هـ، 933م يوسف بن يحيى المنجم سوق يحيى ـ بغداد
المقتدري المقتدر بالله 306هـ، 918م يوسف الواسطي باب الشام ـ بغداد
ابن الفرات أبو الحسن علي بن الفرات - بغداد
أوائل القرن الرابع الهجري
معز الدولة معز الدولة بن بويه 355هـ، 965م - بغداد
العضدي عضد الدولة بن بويه 732هـ، 1331م جبريل بن عبيدالله بن بختيشوع غرب بغداد
واسط مؤيد الملك الحسن الرخّجي 413هـ، 1022م - بغداد
الموصل مجاهد الدين قيماز 572هـ، 1176م - دجلة ـ بغداد
زقاق القناديل والمعارف الفتح بن خاقان - الفسطاط ـ مصر
العتيق أحمد بن طولون 261هـ، 874م - مصر
الأسفل الإخشيد 346هـ، 957م - الفسطاط ـ مصر
القشاشين - - الخراطين بالغرب من الأزهر
السِّقطيِّين - شهاب الدين الكحال أسفل القاهرة
الناصري صلاح الدين الأيوبي 567هـ، 1171م ابن موسى بن ميمون القصر الفاطمي ـ القاهرة
الإسكندرية صلاح الدين الأيوبي 577هـ، 1181م - الإسكندرية
المنصوري الكبير علم الدين سنجر الشجاعي 683هـ، 1284م أحمد بن يوسف بن هلال القاهرة
المؤيدي الملك المؤيد 823هـ، 1420م - باب زويلة ـ مصر
الكبير النوري نور الدين زنكي 580هـ، 1184م أبو المجد بن أبي الحكم الباهلي دمشق
النوري نور الدين زنكي المختار بن بطلان حلب
القدس صلاح الدين الأيوبي يعقوب بن صقلاب المقدسي فلسطين
عكا صلاح الدين الأيوبي - فلسطين
صفد الأمير تنكز - فلسطين
الصالحية سيف الدين الكندي - قاسيون ـ دمشق
الجبل - عبد الوهاب بن سحنون نيوب ـ دمشق
غزة علم الدين سنجر الجاولي 730هـ، 1329م - فلسطين
آراغون الكاملي سيف الدين الكاملي 755هـ، 1354م - حلب
الرملة محمد بن فضل الله القبطي - فلسطين
نابلس محمد بن فضل الله القبطي - فلسطين
مكة المستنصر العباسي 628هـ، 1230م - شمال المسجد الحرام
المدينة الظاهر بيبرس 663هـ، 1264م محي الدين بن تمام المدينة المنورة
الرَّي حوالي 300هـ، 912م الرازي
أصبهان 400هـ، 1009م ابن مندويه الأصبهاني أصبهان ـ فارس
شيراز - محمد بن مسعود الشيرازي شيراز ـ فارس
نيسابور عبد الملك بن إبراهيم النيسابوري 400هـ، 1009م - نيسابور ـ فارس
تبريز رشيد الدين فضل الله 710هـ، 1310م - تبريز ـ فارس
خوارزم 700هـ، 1300م الصهيوني الشامي خوارزم
قيسارية كوهي خاتون 602هـ، 1205م - قيسارية ـ بلاد الروم
المدرسة الشفائية كيكاوس السلجوقي ابن أرسلان 614هـ، 1217م - سيواس ـ بلاد الروم
أماصية إيلدوزمن خاتون 708هـ، 1308م - سيواس ـ بلاد الروم
ديوركي توران خاتون 614هـ، 1217م - سيواس ـ بلاد الروم
محمد الفاتح محمد الفاتح 905هـ، 1499م - القسطنطينية
السلطان سليم السلطان سليم 970هـ، 1562م - القسطنطينية
أدرنه بايزيد الثاني 890هـ، 1485م شهاب الدين يوسف تركيا
علاء الدين قيقباد 616هـ، 1219م - بلاد الروم
قصطاموني 671هـ، 1272م - بلاد الروم
السلطان أحمد السلطان أحمد 1025هـ، 1616م - إسطنبول
تونس - محمد الشريف الزكراوي سيدي محرز
مراكش المنصور أبو يوسف 580هـ، 1184م أبو إسحاق الداني مراكش
سلا أبو العباس بن عاشر الأنصاري 750هـ، ابن عاشر بلاد المغرب
1349م
سيدي فرج أبو يعقوب يوسف بن عبد الحق 685هـ، 1286م فرج الخزرجي فاس
غرناطة محمد الخامس 767هـ، 1365م - الأندلس


الفصل الثاني

المبحث الأول: التقسيم الفني والإداري للمستشفيات

تاريخ الطب عن المسلمين تاريخ طبيعي يشبه في جوهره تاريخ النهضات العلمية عامة، سوى أن خطواته تعاقبت سريعاً، وكان تطوره على مراحل واضحة المعالم، مرحلة تلو الأخرى فكانت كل مرحلة تبدأ من حيث انتهى من سبقوها وتزيد عليه، والتقدم العلمي في هذا التطور واضح ثابت لا يحتاج في إثباته إلى روايات.

الهيكل الإداري للمستشفيات في الإسلام:
تطورت المستشفيات في بداية العهد الإسلامي، وقد نشأت فكرة المستشفيات كأماكن لعلاج المرضى على يد الخلفاء الأوائل. وتعد باحة المسجد النبوي في المدينة المنورة، أول مستشفى في الإسلام ، ومع الوقت وسّع الخلفاء والحكام البيمارستانات لتشمل الأطباء والصيادلة. وقد بنى الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك أول بيمارستان في دمشق عام 88 هـ/707 م، وكان مجهزًا تجهيزًا جيدًا يعمل به طاقم من الأطباء مدفوعي الأجر. كان يعالج فيه المكفوفين، والمجذومين وغيرهم من المعاقين، حيث كان مرضى الجذام يعزلون عن بقية المرضى.
في تتبع بدايات المستشفيات في الإسلام فقد بدء من خيمة رفيدة من قبيلة أسلم، وبعدها إلى مكان يحدد لإيواء المرضى والجرحى قد يكون ثابت أو متنقل، كان لابد من وضع النظم والقوانين والهياكل التنظيمية والإدارية، لضبط العمل والحفاظ على الجودة ومستوى الخدمات، حيث عرفت المستشفيات في العهد الإسلامي للعالم على أنه علم يعتمد على البراهين والإثباتات والتجارب لا مكان للكهانة فيه، كما عالجت جميع البشر بغض النظر عن عروقهم أو دينهم أو جنسياتهم، ذكراناً كانوا أم إناثاً. سُنت قوانين خاصة لكيفية عمل المستشفيات. فكان من حق المريض أن يُعالج حتى يتعافى تماماً. فلم يكن هناك وقت محدد بعده يطرد المريض من البيمارستان. كان هدف العاملين الأسمى هو مساعدة المرضى، وقد جزأ الأطباء المسلمين البيمارستان إلى جزئين متساويين أحدهما للرجال والآخر للنساء، كل منهم يحتوي على أقسام منفصلة للأمراض العقلية والأمراض المعدية والأمراض غير المعدية والجراحة والصيدلة وأمراض العيون، ولكل قسم فريق من الأطباء والممرضين من نفس الجنس. كما احتوي البيمارستان على قاعة للدروس ومطبخ وصيدلية ومكتبة ومسجد وأحيانًا كنيسة للمرضى المسيحيين.

أقسام المستشفى:
قسمت المستشفيات إدارياً إلى قاعات تخصصية، فهناك قاعة للأمراض العقلية، وقاعة للأمراض الباطنية، وقاعة للجراحة، وقاعة للكحالة، وقاعة لتجبير العظام وقاعة للبرص. وكانت كل قاعة مقسمة بدورها لتخصصات أدق، فقاعة الأمراض الباطنية على سبيل المثال، بها قسم للحُمَّيَات، وقسم للمبرودين (المتخومين)، وقسم للإسهال… وهكذا.

الهيكل الإداري للمستشفيات في الإسلام ( )
وقد ذكر ابن الجوزي إن البناء من السعة أولا في المستشفيات وإن الأقسام أو القاعات التي يتكون منها البيمارستان تفرض أن تكون لها إدارة ذات هيكل إداري واضح، ورتب فيه الأطباء والمعالجون والخزان والبوابون والوكلاء الناظرون.
وتحليلاً لهذا الهرم الإداري فالمستشفى الواحد يضم داخله هذه الدرجات الوظيفية، فالناظرون هنا هم جمع ناظر مأخوذة من الفعل نظر، أي حسن العين ونظر القلب وتأتي بمعني الحافظ. يستدل من ذلك الناظر هو العين والحافظ لكل شيء يكون تحت بصره لإدارة مستشفاه.
وقد أورد أصبيعة، يمكن تحليله على ما أورده فيما يسمى اليوم بالهيكل إدارة للمستشفى على مايلي:
1. ناظر المستشفى وهو المدير ويكون تحت إدارته كل من:
- ناظر قاعة الكحالة (العيون) ، مدير قاعة الكحالة والعيون
- ناظر قاعة التجبير (العظام) ، مدير قاعة الكسور والعظام.
- ناظر قاعة الأمراض الباطنية ، مدير الباطنية.
وقد تم تقسيم قاعة الأقسام الباطنية إلى الأقسام التالية ولكل قسم ناظر أو مدير:
- ناظر قسم المحمومين
- ناظر قسم المبرودين (المتخومين)
- ناظر قسم الممرورين (الجنون السبعي)
- ناظر قسم المررورين (المجانين)

نُظر البيمارستان ورتب أطبائه: ( )
كان للبيمارستان ناظر ينظر أو يشرف على إدارته وكان النظر عليه معدودا من الوظائف الديوانية العظيمة قال أبو العباس أحمد القلقشندي:
من الوظائف الديوانية نظر البيمارستان وقد صار النظر عليه معدوقا بالنائب نائب السلطان يفوض التحدث فيه إلى من يختاره من أرباب الأقلام. وقال عند الكلام عن نائب السلطنة: ومعه أي نائب السلطان يكون نظر البيمارستان الكبير النوري الذي بدمشق كما يكون نظر البيمارستان المنصوري قلاوون بالقاهرة مع أتابك العساكر وقال عن الوظائف الكبيرة بالقاهرة: إن منها صحابة ديوان البيمارستان وموضوعها التحدث في كل ما يتحدث به ناظر البيمارستان. وقال عن وظيفة نظر البيمارستان والمراد البيمارستان النوري: هي من أجل الوظائف وأعلاها وعادة النظر فيه من أصحاب السيوف لأكبر الأمراء بالديار المصرية وذكر ابن إياس: إن نظر البيمارستان كان من أهم وظائف الدولة يتولاه الأتابكي ويذهب إليه في حفلة حافلة وقال في حوادث سنة 901هـ ومستهلها يوم الأحد: في هذا اليوم خلع على الأتابكي تمراز وقرره في نظر البيمارستان المنصوري فتوجه هناك في موكب حافل وذلك كان في سلطنة الملك الأشرف أبي النصر قايتباي المحمودي في عصر الخليفة المتوكل على الله العباسي. وقال خليل بن أبيك الظاهري إن للبيمارستان شادا وظيفته من وظائف الدولة تقضي لمن يستقر فيها إمرة عشرين حاجبا. وقال أبو العباس القلقشندي من الوظائف بدمشق وظائف أرباب الصناعات منها رياسة الطب ورياسة الكحالة ورياسة الجرائحية وكلها على نحو ما هو موجود في الديار المصرية وولاية كل منها بتوقيع كريم من النائب.

ألقاب أرباب الوظائف في المستشفيات:
1. رئيس الأطباء وهو الذي يحكم على طائفة الأطباء ويأذن لهم في التطبيب ونحو ذلك.
2. رئيس الكحالين وحكمه في الكلام على طائفة الكحالة حكم رئيس الأطباء في طائفة الأطباء.
3. رئيس الجرائحية وحكمه في الكلام على طائفة الجرائحية والمجبرين كالرئيس المتقدم.
وكانت أعظم الوظائف الصناعية في الدولة الفاطمية بمصر وظائف الأطباء فكانت ألقاب أرباب الصناعات الرئيسية كرياسة الطب من الدرجة الأولى درجة المجلس أو إمرة المجلس وموضوعها التحدث على الأطباء والكحالين ومن شاكلهم ولا يكون إلا واحدا وفي المرتبة الأولى، مرتبة المجلس العالي.
وكان من الوظائف الصناعية العظيمة وظيفة الطبيب الخاص وهو الطبيب الخاص بالخليفة يجلس على باب دار الخلافة كل يوم ويجلس على الدكك التي بالقاعة المعروفة بقاعة الذهب بالقصر، دونه أربعة أطباء أو ثلاثة فيخرج الأستاذون الخدم والطواشية فيستدعون منهم من يجدونه للدخول على المرضى بالقصر لجهات الأقارب والخواص، فيكتب لهم رقاعا على خزانة الشراب فيأخذون ما فيها وتبقى الرقاع عند مباشرتها شاهدا لهم ولكل منهم الجاري والراتب على قدره. " "

تطور المستشفيات والتخصصات الحديثة:
اعتبرت المستشفيات في العصر العباسي فاتحة خير لإنشاء مدارس الطب، ولولاها لما تمكن الطب العربي من الوصول إلى الإبداع والابتكار، مما جعل البيمارستانات أكثر تخصصاً في فروع الطب، فأصبح فيها الجرائحية، والكحالة، والطبائعيون والمجبرون، والنفسانيون، وغيرها من أقسامه، منها المسئولون عن أقسام للنساء وآخر للرجال، وبها الخدم والفراشون والممرضات والممرضون والمسئولون من رؤساء الأطباء، وذوي المراتب المختلفة، وصارت هذه المؤسسة تجذب حولها الأبنية السكنية والأسواق، والحارات الجديدة. وأخذ التطور يلحق بالبيمارستانات بحكم التقدم الحضاري، واكتشاف النواقص من المستلزمات الطبية، حتى أصبح يوفر كل ما يحتاجه المريض والطبيب معاً، كما أصبحت البيمارستانات أكثر زخرفة، وتطلى باللون الأبيض، خصوصاً في غرف المرضى، وبعض الألوان الأخرى في الممرات،

مستشفيات للذكور وأخرى للإناث:
قسمت المستشفيات إلى قسمين منفصلين، أحدهما للذكور والآخر للإناث. وكان كل قسم مجهزًا بما يحتاج إليه من آلات وخدم ومشرفين من الرجال والنساء.


مصادر تمويل المستشفيات:
اعتمدت المستشفيات في تمويل نفقاتها على الأوقاف، سواء ما ينفق على المرضى أو الأطباء أو الطلاب. وكانوا يسجلون هذه الأوقاف في حجج مكتوبة ينقشونها على حجارة للتأكيد على توثيقها.

وكان الماء فيها جاريًا بصورة مستمرة، ولكل بيمارستان رئيس يطلق عليه ساعور البيمارستان، ولكلّ قسم رئيس؛ فهناك رئيس للجرائحية (الجراحين) ورئيس للكحالين ورئيس للأمراض الباطنة.

شرابخانة (صيدلية):
ألحقت بكل مستشفى شرابخانة (صيدلية) سميت في عصور لاحقة أجزخانة، لها رئيس يسمى المهتار؛ أي الشيخ الصيدلي، يساعده غلمان يطلق على كل واحد منهم شراب دار.

المبحث الثاني: المستشفيات التخصصية
أنشأ الخلفاء المسلمين على مر العصور مستشفيات عملاقة ومتخصصة بأقسام مختلفة فهناك أقسام للأمراض الباطنة، وأقسام للجراحة، وأقسام للأمراض الجلدية، وأقسام لأمراض العيون، وأقسام للأمراض النفسية، وأقسام للعظام والكسور
كليات الطب والمستشفيات التعليمية:
يصف لنا ابن أبي أصيبعة، طرقَ مزاولة مهنة الطب في أول عهد إنشاء البيمارستانات الإسلامية فيقول: "إن الطب كان في أول عهده عن طريق الممارسة، ثم صار دراسة وامتحانًا وإجازة، حيث كان الطبيب في أول عهد الدولة الإسلامية، يكتفي لممارسة التطبيب بقراءة الطب على أي طبيب من النابهين في عصره، فإذا أنِس من نفسه القدرة على مزاولة الصَنعة، باشرها بدون قيد أو شرط .
كانت البيمارستانات بمثابة مستشفيات تعليمية، يتلقّى فيها طلاب الطب علومهم. فبعد أن يتفقد الطبيب مرضاه ومعه طلابه، يأتي إلى إيوان خاص مزوّد بكل الآلات والكتب ثم يلقي عليهم دروسه أو يناقش معهم بعض الحالات التي وقفوا عليها. وكان بعض كبار الأطباء يجعل له مجلسًا عامًا في منزله أو في المدارس الخاصة لتدريس الأطباء الجدد.

مستشفيات السجون:
وأول من أمر بذلك الوزير علي بن عيسى الجراح في القرن الثالث الهجري، إذ كتب إلى سنان بن ثابت، رئيس أطباء بغداد وقتذاك أن يفرد لمن في الحبوس أطباء يدخلون إليهم في كل يوم، ومعهم الأدوية والأشربة، ويطوفون في سائر الحبوس للمعالجة.

محطات الإسعاف:
وكانت تقام قريبا من المساجد والجوامع وعند محطات البريد والأماكن العامة التي يكثر بها اجتماع الناس، ويعد أحمد بن طولون 220هـ/ 270هـ أول من أنشأ هذه المحطات، إذ عمل في مؤخرة جامعه الشهير ميضأة وخزانة شراب (أي صيدلية أدوية) وعليها خدم، وفيها طبيب جالس يوم الجمعة، لمعالجة الحالات الطارئة.

مستشفيات الجذام:
فللمجذومين مستشفيات خاصة بهم مزودة بالأطباء والأدوية اللازمة، وكان الخليفة الأموي الوليد بن عبدالملك أول من أنشا هذا النوع من المستشفيات سنة 88 هـ706/م، ثم قلده غيره من الخلفاء·" "

المستشفيات الحربية:
وكانت ترافق الجيش في السلم والحرب متنقلة على ظهور البغال والجمال، بمحامل مريحة واسعة لنقل المرضى.

مستشفيات المجانين والمعتوهين:
بنى الخلفاء العباسيون هذه المستشفيات وفيها أطباء رحماء عاملوا المرضى معاملة إنسانية خاصة، ووفروا لهم كل سبل الراحة مع العلاج بالعقاقير الطبية وبالعلاج النفسي، وفي بعض المستشفيات العامة كان يخصص لهم أجنحة مستقلة، في الوقت الذي كان فيه (الفلاح الأوروبي إذا أصابته حادثة وفاجأته الحمى يسرع إلى ضريح قرب قديس انتظارا لحدوث معجزة تشفيه)·

طبابة المدارس والصحة المدرسية:
فلما توسعت رقعة الدولة الإسلامية وأقبل الناس على الدخول إلى المدارس، تطلب ذلك العناية بصحة الطلاب، فخصص لأجل ذلك طبيب يشرف عليهم في بكرة كل يوم يتفقدهم، ومما يحسن ذكره، في هذا الصدد، أن بناء مدرسة الطب المستنصرية عام 633هـ 1235/م كانت لتدريس الطب ثم مداواة مرضى المستنصرية على اختلافهم وقد كانت مزودة بمخزن فيه أنواع الأشربة والأدوية وهو بمثابة المذخر الطبي. وقد درست معالم مدرسة الطب المستنصرية ولم يبق منها شيء يذكر.

مآوى للعميان والأيتام والنساء العاجزات:
وقد بناها المأمون في المدن الكبيرة.


الفصل الثالث
السياسات الطبية وانتقال الطب الإسلامي إلى الغرب
المبحث الأول: السياسات الطبية

قدمت المستشفيات في العهد الإسلامي الطب للعالم على أنه علم يعتمد على البراهين والإثباتات والتجارب، وقدمت المستشفيات العلاج لجميع البشر بغض النظر عن عروقهم أو دينهم أو جنسياتهم، ذكراناً كانوا أم إناثاً. وسُنت قوانين خاصة لعمل المستشفيات، وحققت العديد من الإنجازات التي أفادت الأجيال ليومنا هذا.
صحيح أن العرب أخذوا علم الطب عن اليونان والهند، خاصة جالنيوس وأبقراط أكبر طبيبين عرفتهما العصور القديمة، وجمعوا بين المذهب اليوناني المزاجي والمذهب الهندي النفساني الروحاني إضافة إلى المذهب التجريبي الشخصي، فشأن العرب في الطب شأنهم في سائر العلوم، أخذ، فتنقيح، فإضافة وإبداع.

تنظيم مهنة الطب:
وقد يرجع الفضل في تنظيم صناعة التطبيب وتقييدها بنظام خاص حرصًا على صحة المرضى، إلى الخليفة العباسي المقتدر بالله "جعفر بن المعتضد" الذي تولي الخلافة سنة 295هجرية، حيث فرض على من يريد مزاولة التطبيب تأدية امتحان للحصول على إجازة تخوّله هذا الحق بين الناس. والسبب الذي دعا الخليفةَ المقتدر إلى هذا التقييد، هو ما يرويه "سنان بن ثابت" رئيس الأطباء في عصره، حيث يقول: "لمّا كان في عام 319هـ-931م، اتصل بالمقتدر أن غلطًا جرى من بعض المطبّبين على رجل من العامة فمات الرجل، فأمر الخليفةُ أبا إبراهيم بن محمد بن أبي بطيحة المحتسب بمنع سائر المتطبّبين من التصرف إلا من امتحنه سنان بن ثابت بن قرة، وكتب له رقعة بخطه بما يطلق له التصرف فيه من الصناعة، فصاروا إلى سنان وامتحنهم، وأطلق لكل واحد منهم ما يصلح أن يتصرف فيه، وبلغ عددهم في جانبي بغداد ثمانمائة ونيف وستين رجلاً سوى من استغنى عن مهنته باشتهاره بالتقدم في صناعته ومن كان في خدمة السلطان".

أول من أصدر تعليمات منع الإجهاض وقطع النسل:
كان المحتسب يأخذ علي أطباء المستشفيات عهد أبقراط الذي أخذه على سائر الأطباء، ويحلِّفهم ألاّ يعطوا أحدًا دواءً مرًّا ولا يركبوا له سمًا، ولا يصفوا التمائم عند أحد من العامة، ولا يذكروا للنساء الدواء الذي يسقط الأجنة، ولا للرجال الدواء الذي يقطع النسل، وليغضوا أبصارهم عن المحارم وعند دخولهم على المرضى، ولا يفشوا الأسرار ولا يهتكوا الأستار، وينبغي للطبيب أن يكون عنده جميع آلات الطب على الكمال، مما يحتاج إليه في صناعة الطب".

إجراءات وقائية لمنع نقل العدوى:.
اتخذت المستشفيات إجراءات وقائية لتجنب نقل العدوى بين المرضى النزلاء، فكان المريض إذا دخل المستشفى يُسلّم ملابسه التي دخل بها، ثم يُعطَى ملابس جديدة مجانية لمنع انتقال العدوى عن طريق ملابسه التي مرض وهو لابس لها، ثم يدخل كل مريض في عنبر مختص بمرضه، ولا يُسمح له بدخول العنابر الأخرى لمنع انتقال العدوى أيضًا، وينام كل مريض على سرير خاص به بملاءات جديدة وأدوات خاصة.

السجلات الطبية:
قام الساسانيون عندما بنوا البيمارستان بربطه بدار علوم جنديسابور، مما جعلها قريبة من عالم البحث والتجربة. عزز المسلمون من مكانة العلوم التجريبية وربطها بممارسة الطب والتداوي.
لم تكن البيمارستانات أماكن للعلاج فقط، ولكنها كانت بمثابة مدارس طبية لتعليم وتدريب طلاب الطب. كما ظهر في العصر العباسي السجل الطبي للمريض ولذي يدون حالته المرضية وما قُدم له من علاج. وكان الطلاب هم المسئولين عن تدوين حالة المرضى، تحت إشراف الأطباء، وقد قدم المسلمون الطب للعالم على أنه علم يعتمد على البراهين والإثباتات والتجارب لا مكان للكهانة فيه.

تصنيف الأمراض:
وكان الرازي حريصا علي تبويب كل حاله مرضية علي حدة وإثبات ما يراه من فروق بين الحالات المرضية المتشابهة الأعراض وذلك ما يعرف ألان باسم التشخيص التفرقي أو المقارن ومثال تفريقه بين الحصبة والجدري وأعراض كل منهما الجلدية كذلك كان الرازي يلزم نفسه باستخدام ما يسمى حديثا بالتشخيص بالعلاج ويظهر ذلك في كتابه الطبي عن القولنج، وكان الرازي يرى أن صناعة الطب مثل الفلسفة لا تحتمل التسليم للرؤساء في الطب ولا بالقبول منهم بكل ما قالوه, وترك الاستقصاء المتجدد اكتفاء بما قالوه. ويعتبر الرازي هو أول من استخدم القردة لتشريحها، ومعرفة تركيب جسم كائن هو اقرب المخلوقات تشريحيا لجسم الإنسان، وهو أول من استخدام القردة الحية لإجراء تجاربه الدوائية عليها، لمعرفة تأثير بعض الأدوية في أجسامها قبل تجريب هذا التأثير علي الإنسان.

أساليب اختيار مواقع المستشفيات:
كان اختيار مواقع هذه المستشفيات يتم بعد البحث والتقصي لتشييدها في أكثر الأماكن ملائمة من حيث المناخ؛ فيذكر أن عضد الدولة لما طلب من الرازي اختيار موضع يقيم عليه البيمارستان العضدي في بغداد، أمر الرازي أن تعلّق قطع من اللحم في وقت واحد في أماكن مختلفة من المدينة فأيها أسرع إليه الفساد تركوه لسوء هوائه.
المبحث الثاني: انتقال الطب الإسلامي إلى الغرب

يحاول الكثيرون من كتاب الغرب أن يثبتوا أن الحضارة اليونانية وتاريخ المستشفيات جزء منها، نبعت في المحيط اليوناني، وأنها لم تأخذ من أحد ولم تتأثر بأية حضارة معاصرة أو سابقة، ثم يحاول هؤلاء ربط المرحلة الإغريقية بمرحلة العالم الغربي التي تبتدئ بظاهرة تسمى عصر النهضة متناسية حضارة الإسلام، و إن ذكرها فهي عندهم ليس أكثر من الوسيلة التي انتقلت بها حضارة اليونان إلى غرب أوروبا، لذلك يدعون بأن أوروبا لا تدين في حضارتها إلى حضارة أخرى وأن عالم الحضارة الحديث نشأ فيها ومنها، والحق غير ذلك، وقد حاول بعض المنصفين إثبات أنه لا توجد حضارة يونانية خالصة.

المسلمون على عرش الطب:
يضيف الأستاذ جلال مظهر في كتابه: "حضارة الإسلام وأثرها في الترقي العالمي" قائلا: كان المسلمون في خلال القرن التاسع الميلادي قد تمثلوا واستوعبوا استيعابا تاما المعارف الطبية التي خلفها القدماء، وخاصة اليونان، واستطاع الأطباء المسلمون في أقصر وقت ممكن أن يجلسوا على عرش الطب وحدهم، ويميزوا أنفسهم باعتبارهم حاملين لواء هذا العلم والمسئولين عن تقدمه وارتقائه خلال العصور الوسطى برمتها. ولقد بقي تأثيرهم في بعض الحالات إلى عصر النهضة وبعده أيضا. والحق أنهم تفرقوا على اليونان.
وتدلنا جميع الوثائق التاريخية على أن جميع الأطباء والمؤلفين الأوروبيين في الطب في القرون الوسطى استقوا معظم كتاباتهم وأهمها عن العرب لا عن اليونان
هناك إجماعا بين مؤرخي العلوم على أن ما قدمه العلماء المسلمون الأوائل في حقل الطب يعتبر الأساس المتين للطب الحديث. ويؤكد ذلك الأستاذ قالدستون الذي أورد في مقالته "مكتشف الطب في بلاد العرب" أنه مما لا يقبل الجدل أن المعلومات التي وصلت إلينا من أطباء العرب هي في الحقيقة الحجر الأساسي للطب الحديث؛ ولولا هذه الإسهامات العظيمة، لما وصل الطب الحديث إلى المستوى الذي وصل إليه

ازدهار الطب والعلوم في الأندلس:
إن من أسباب الازدهار العلمي الذي عرفته الأندلس منذ القرن الرابع الهجري وظهرت ثمراته الطيبة في القرنين الخامس والسادس هو "أن الأندلس لم تكن في وقت من الأوقات بمعزل عما يجري في حواضر العلم الإسلامية الأخرى ، بغداد ودمشق والقاهرة والقيروان وفاس ، فقد كانت الصلات الفكرية والعلمية مستمرة بين مختلف أقطار العالم الإسلامي ينتقل بين ربوعها العلماء والطلاب والمؤلفات والمذاهب الفكرية ، وفي ميدان الطب الذي يعنينا ينبغي أن نذكر أن المؤلفات التي تظهر في المشرق سرعان ما كانت تجد سبيلها إلى الأندلس فيستفاد منها ويُعلق عليها" .
فرحلات الأطباء من وإلى الأندلس من بين الأسباب التي كانت وراء ازدهار الطب في الأندلس حيث تزخر كتب التراجم بأسماء العديد من أعلام الطب الذين قاموا برحلات لطلب العلم في العواصم الإسلامية الأخرى سنأتي على ذكرهم فيما بعد بالتفصيل .

معابر الحضارة الإسلامية والعلوم الطبية إلى أوروبا:
1- الأندلس: حيث كان الطلاب الأوروبيون يدرسون في جامعات الأندلس الإسلامية مختلفَ العلوم الطبيعية، فنقلوا علومَها إلى بلدانهم، كما أن عددًا من الأساتذة المسلمين في فروع العلوم المختلفة قد درَّسوا في بعض الجامعات الأوروبية التي أنشأها الأوروبيون على طراز الجامعات الإسلامية؛ كجامعة مونبلييه في فرنسا.

2- الحروب الصليبية: فعن طريق الحروب التي دارت بين العالم الإسلامي والعالم الأوروبي احتكَّ الأوروبيون بالمسلمين وتعلَّموا منهم.
3- التجارة بين العالَمين الإسلامي والأوربي، وقد دلَّت التنقيبات أخيرًا على وجود عملات إسلامية في أوروبا الشمالية حتى فنلندا.
4- انتشار الإسلام في فترة ما، في بعض مناطق أوروبا الشرقية أو غيرها.
5- الفتوحات الإسلامية وما نقله الفاتحون من حضارة وعلوم إلى المناطق التي وصلوا إليها.
6- الرحَّالة المسلمون الذين طافوا مختلف أنحاء العالم، ومنها العالم الأوروبي وأثرهم في نشر الإسلام وحضارته.
7- الترجمة.

توصيات وإرشادات

إن الذين يسعون إلى التقدم يجب عليهم أن يدرسوا علاقة الماضي بالحاضر ليعرفوا الطريق التي يجب أن يسلكوها لكي يخرجوا من الحاضر إلى المستقبل ومن المعلوم إلى اكتشاف المجهول.
ليس من الضروري أن تبتدع الأمة جميع عناصر ثقافتها، وكل مكونات حضارتها، ولاتثريب عليها أبدأً أنها تحج إلى المعرفة في جميع مظانها، إنما يعاب عليها أن تنطفئ شعلة الثقافة الإنسانية بين يديها، وأن تنقطع عندها السلسلة. إن الحضارة متعددة الأصول مختلفة المصادر، وهي نتاج تعاوني لكثير من الشعوب والطبقات والأديان، وعليه فإنني أوصي بالتالي:
1- تشجيع البحث العلمي و
2- مزيد من دراسة السياسات الصحية في الإسلام ومقارنتها بباقي الدول والحضارات
3- الاهتمام بتوثيق الهياكل الإدارية في المستشفيات في صدر الإسلام
4-



الخاتمة
حيث أن العلوم ليست من صنع أمة واحدة، وهذا ما يؤكده التطور التكنولوجي الهائل والذي كان ثماراً لجهود القرن العشرين، بأن أصبح العالم كقرية صغيرة. فإن باستطاعة أية أمة أن تساهم في صناعة التاريخ وتصنع المجد لشعوبها.
ولا أحد يستطيع أن ينكر أن التحديات التي يواجهها طالب التاريخ أو الكمبيوتر أو الطب في اليابان هي نفس التحديات التي يواجهها الطالب في أمريكا أو روسيا أو حتى البلاد العربية والإسلامية، في ظل الفضاء المفتوح والكم الهائل من المعلومات التي تشكل تحدي للجميع وللجادين.
إنما الفرق يكون في تبني الدول والحكومات لتلك الطاقات الشابة وتشجيع البحث العلمي وتمكين الذين يسعون إلى الاكتشافات الجديدة وتأهيلهم لنعيد إلى الأمة العربية والإسلامية أمجادها.
عرفت قبل إعداد هذا البحث أن الغرب نقل العلوم الطبية والكيمياء والفيزياء والرياضيات عن المسلمين، من خلال نقل كتبهم وتجاربهم وترجمة مؤلفاتهم، وهذا ما لمسته من خلال إعداد هذا البحث، لكن لم أن أتوقع أن أقرأ أو أرى مثل جمال التفاصيل التي مرت بها عمليات نقل المعارف الإسلامية إلى الغرب.
المراجع:
1. World Health Report 1995, Bridging the gaps, Geneva, WHO 1995
2. اجتماع رفيع المستوى حول إنقاذ أرواح الأمهات والأطفال: الارتقاء إلى مستوى التحدي 29-30 كانون الثاني/يناير 2013، دبي، الإمارات العربية المتحدة
3. إبن أبي أصيبعة، أحمد بن القاسم، مات في 1269، الوهبة للطباعة, القاهرة 1882 م ص 82

4. الدكتور محمد كامل حسين ، الموجز تاريخ الطب والصيدلة عند العرب ، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ص 13
5. جان شارل سورنيا - تاريخ الطب - الكويت - عالم المعرفة - مايو 2002 - ص 92
6. على بن محمد ابن سعود الخزاعي - تريج الدلالات السمعية - الجزء الثاني
7. عبد السلام هارون - تهذيب سيرة إبن هشام مؤسسة الرسالة 2009 الطبعة الأولى ص 161
8. الدكتور راغب السرجاني - قصة العلوم الطبية في الحضارة الإسلامية - الناشر موقع Islamstory.com.
9. حسام الدين بن موسى محمد بن عفانة ، فتاوى د حسام عفانة (أرشيف للفتاوى المطروحة على موقع الشيخ، حتى ذو القعدة 1431 هـ = فبراير 2010 م) http://yasaloonak.net
10. د. راغب السرجاني - مقالة المستشفيات في التاريخ الإسلامي 20/03/2013 - islamstory.com
11. د. راغب السرجاني - مقالة المستشفيات في التاريخ الإسلامي 20/03/2013 - islamstory.com
12. الدكتور راغب السرجاني - مقالة المستشفيات في التاريخ الإسلامي - موقع Islamstory.com
13. علي القيم، متحف الطب والعلوم عند العرب - بيمارستان نور الدين، المديرية العامة للآثار والمتاحف، دمشق، 1984.
14. حمد حرب، العثمانيون في التاريخ والحضارة، دار القلم، دمشق ، 1989م
15. الدكتور راغب السرجاني، كنوز من الحضارة الإسلامية المسلمون وابتكار المستشفيات، مجلة التبيان، تصدر عن الجمعية الشرعية الرئيسية - جمهورية مصر العربية - العدد 754 التاريخ سبتمبر 2005
16. البيئة في الحضارة الإسلامية - البيئة في عصر الخلافة العباسية - الجمعية الشرعية الرئيسية - مجلة البنيان العدد 117 فبراير 2014
17. تجميع الموسوعة الحرة ويكبيديا
18. عبد السلام هارون - تهذيب سيرة ابن هشام مؤسسة الرسالة 2009 الطبعة الأولى ص 559
19. طبقات الأطباء ابن أبي أصبيعية ج 1 ص 310
20. الدكتور محمد العيساوي مجلة سر من رأي - المجلد 6 العدد 23 كانون الأول 2010
21. الدكتور أحمد عيسى بك - تاريخ البيمارستانات في الإسلام - دار الرائد العربي - ( 1401 - 1981) ص 93
22. الدكتور أحمد عيسى بك - تاريخ البيمارستانات في الإسلام - دار الرائد العربي - ( 1401 - 1981) ص 94
23. الدكتور أحمد عيسى بك - تاريخ البيمارستانات في الإسلام - دار الرائد العربي - ( 1401 - 1981) ص 95
24. أحمد الزبيدي - البيمارستانات.أكاديميات علمية تضاهي مستشفيات عصورنا الحديثة- جريدة الرياض = 15 نوفمبر 2013م - العدد 16580
25. الدكتور أحمد عيسى بك - تاريخ البيمارستانات في الإسلام - دار الرائد العربي - ( 1401 - 1981) ص 91
26. سوريا مهد الحضارة – الجزء السابع (المستشفيات – البيمارستانات) ... بقلم : يونس أحمد الناصر 
27. د· ناجي معروف، مستشفيات بغداد في العصر العباسي، مقال له في مجلة الشريعة/ بغداد العدد الرابع لسنة 1387هـ/ 1967م ص305-315 
28. المستشفيات الإسلامية في العاصمة المصرية، للدكتور حسين نصار، مجلة الهلال، عدد يونيو عام 2009، ص:71
29. تقي الدين أحمد بن على المقريزي، المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار المعروف بالخطط المقريزية، الجزء الثاني ص 127 مكتبة مدبولي 1989
30. الدكتور أمين أسعد خير الله Amin As'ad Hair Allah، تاريخ الطب العربي بيروت 1946
31. من ثمرات الحضارة الإسلامية المستشفيات - مجلة الوعي الإسلامي - العدد 532 - الكويت - 2010-09-03
32. حسين حمادة، تاريخ العلوم عند العرب، ص 64
33. الدكتور عامر النجار - في تاريخ الطب في الدولة الإسلامية، دار المعارف، مصر، عام 1987، ص:88-89
34. الدكتور حسين نصار - المستشفيات الإسلامية في العاصمة المصرية، مجلة الهلال، عدد يونيو عام 2009، ص:72-73.
35. أحمد الزبيري - جريدة الرياض الجمعة 27 ذو الحجة 1434 هـ - 01 نوفمبر 2013م - العدد 16566
36. الدكتور محمد الحاج قاسم محمد، انتقال الطب العربي إلى الغرب، سوريا، دار النفائس، الطبعة الأولى، 1419 – 1999 ، ص 156
37. جلال مظهر، "حضارة الإسلام وأثرها في الترقي العالمي"، القاهرة، مكتبة الخانجي، ص.320-321.
38. علي عبد الله الدفاع، "لمحات من تاريخ الطب عند المسلمين الأوائل"، الرياض، دار الرفاعي، 1983م، ص.27
39. محمد العربي الخطابي – الطب والأطباء في الأندلس الإسلامية ج1 ص 15 .