بيت (المدى) يؤبن عملاق المسرح سامي عبد الحميد
تاريخ النشر : 2019-10-14
بيت (المدى) يؤبن عملاق المسرح سامي عبد الحميد


بيت (المدى).. يؤبن عملاق المسرح سامي عبد الحميد

كعادته في استذكار وتأبين رموز الثقافة العراقية، كان بيت المدى في شارع المتنبي سباقا في تأبين عملاق المسرح العراقي "سامي عبد الحميد" كأول مؤسسة تؤبنه.

 قدم للجلسة د. سعد عزيز عبد الصاحب وقال:- كيف لي ان ارثيك يا سيد المسرح والحياة، وانا لا اجيد الرثاءات.. سيد معنى المعاني.. المبهر بالماء والنار والعاصفة. كيف لي ان استذكر مآثرك ومناقبك وهي اكبر واوسع من ان تحصى او تجمع.. كيف لي ان ادخل قاعة المسرح ولا اتوضأ ببهاءك وصوتك المجلجل الذي اكتنز في المتنبي كل احتجاجاتنا ومراراتنا ورفضنا. كيف لي ان ادخل قاعة الدرس ولا اراك قائما قبلنا تمسك بكتاب او دفتر صغير.. تقاطعني بابتسامة.. ان اتفضل.. وانا الذي لم يتجاسر على الدخول. ففي هيبتك ووقارك شيء لا يدركه الا الراسخون في العلم.

وقال د.صلاح القصب:- لا ارثي الوهج الذهبي في مسرحنا، لانه الزمن المتدفق والجيل الاول الذي يشكل الفضاء الاوسع لمدخل رسم خارطة وهندسة فضاءات المسرح العراقي. سامي كان حلقة في هذا الجيل واسس قراءات اخراجية جديدة. واخترق موجة البحر بمركبه الفظي ليؤسس مدنا جديدة حول عباب المحيط.

الفنانة د.عواطف نعيم قالت:- من الصعوبة ان تتحدث عن استاذك، في وقت يقتلنا التجاهل الرسمي للمبدعين الكبار. سامي قامة كبيرة صعب ان تتجاهله الدولة، كما تجاهلت مبدعين آخرين. هل ننسى ابو عطية في الذئب وعيون المدينة او المتنبي. كان يؤمن بان العلم كنز ثمين ولم يبخل على احد بعلمه وفهمه ووطنيته. رافقته تلميذة وممثلة ومخرجة وفي كل الاوقات كان مبدعا كبيرا ومتواضعا بشكل مدهش.

الفنان عزيز خيون قرأ ابياتا للشاعر حسب الشيخ جعفر قال فيها:- لوانني مثل ابي العلاء اعرف كيف امسك الفؤاد كالثور من قرنيه او اكتف الهناء من قهوة الهموم والسهاد. لو انني مثل ابي نواس يضيء لي الجبين جوهرة بيقيني بجرة مكتوفة لو شاء، لو ان قلبي قشة من ريح تأخذه مني فاستريح. وهكذا مات سامي عبد الحميد... كنت محظوظا لاني تتلمذت على يديه وبقية الكبار.