التطبيق المنهجي للتجديد الإسلامي.. المساق الثالث: التعبئة "الجهادية"بقلم: رفيق أحمد علي
تاريخ النشر : 2019-10-10
التطبيق المنهجي للتجديد الإسلامي.. المساق الثالث: التعبئة "الجهادية"بقلم: رفيق أحمد علي


التطبيق المنهجي للتجديد الإسلامي...
المساق الثالث: التعبئة "الجهادية"
جعل الله تعالى الهداية وقفاً على الجهاد مؤكداً ذلك بأسلوب القسم المضمر إذ يقول سبحانه:
"والذين جاهدوا فينا لنهدينّهم سبلَنا وإنّ اللهَ لمع المحسنين"(العنكبوت:69)
وجعل هذا الجهاد من الصفات المؤكّدة للإيمان وعلامة ودليل على صدقه؛ إذ يقول سبحانه: "إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثمّ لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون"(الحُجُرات:15) هذا وفضّل الله المجاهدين على القاعدين درجةً وأجراً عظيماً؛ إذ يقول سبحانه: "فضّل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجةً وكلاً وعد الله الحسنى وفضّل الله المجاهدين على القاعدين أجراً عظيماً"(النساء:95)
وفي الحديث الشريف عن أبي هريرة – رضي الله عنه- أنّ رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: "والذي نفسي بيده لا يُكْلم أحدٌ في سبيل الله- والله أعلم من يكلم في سبيله- إلا جاء يوم القيامة اللون لون الدم والريح ريح المسك" (رواه البخاري –كتاب الجهاد والسير، والترمذي – كتاب فضائل الجهاد) وعنه قيل: يا رسول الله ما يعدل الجهاد في سبيل الله؟ قال: "لا تستطيعونه. فأعادوا عليه مرتين أو ثلاثاً كلّ ذلك يقول: لا تستطيعونه ثمّ قال: مثل المجاهد في سبيل الله كمثل الصائم القائم القانت بآيات الله لا يفتر من صيامٍ ولا صلاة حتى يرجع المجاهد"(رواه الستة إلا أبو داود) وعن أنَسٍ – رضي الله عنه- قال: قال النبي- صلى الله عليه وسلم-: "ثلاث من أصل الإيمان: الكفُّ عمّن قال: لا إله إلا الله ولا نكفّره بذنب ولا نخرجه من الإسلام بعمل، والجهاد ماضٍ منذ بعثني الله -عزّ وجلّ - حتى يقاتل آخر أمتي الدجّال لا يبطله جور جائر ولا عدلُ عادل، والإيمان بالأقدار"(رواه أبو داود في كتاب الجهاد، والضياء المقدسي في الأحاديث المختارة) وعن أبي بكرٍ الصدّيق- رضي الله عنه – قوله: "ما ترك قومٌ الجهاد إلا ذلّوا وغُزوا في عقر دارهم"
فلا يقولنَّ أحد: إنّ الجهاد كان فيما مضى من عصور الفتح الإسلامي ومحاربة أهل الكفر، حتى توقف اليوم وأُبطل. كيف وقد أخبرنا الله تعالى بفرصيته كفرصية الصلاة والزكاة والصوم؛ إذ يقول سبحانه: "..إنّ الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتا (النساء:103) ويقول: "يأيها الذين آمنوا كُتب عليكم الصيامُ كما كُتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون"(البقرة:183) ويقول: "كُتب عليكم القتالُ وهو كُرهٌ لكم وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم وعسى أن تحبّوا شيئاً وهو شرٌّ لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون"(البقرة:216) وأخبرنا رسوله الصادق المصدوق أنّ الجهاد ماضٍ حتى قتال الدجال لا يبطله جور جائر ولا عدل عادل.. أفبعد كلّ هذا لا نتعبد لله تعالى بفرض الجهاد، ولا نتخذهً لنا سبيل عزة وعامل هداية من أوكد عواملها؟ على أنّ للجهاد مراتب وتقسيمات ومراحل وترتيبات.. وفي تراثنا الإسلامي نجد من اجتهد في ذلك كابن القيّم (رحمه الله) فجعل الجهاد ثلاثة أقسام:1ـ جهاد النفس 2ـ جهاد الشيطان 3ـ جهاد الكفّار والمنافقين. ولو ضممنا جهاد الشيطان إلى جهاد النفس، لأرسينا على قسمين فقط يمثلان مرحلتين من مراحل الجهاد هما جهاد النفس وجهاد الكفار.. وينضوي تحت جهاد الكفار جهاد الخارجين عن الجماعة والصف الإسلامي، مضافاً إليه مقاومة وجهاد المعتدي على الديار والوطن سواءً بالاستعمار أو الاستيلاء والاستيطان.. وهكذا يبدو لنا الجهاد كأقسام ومراحل تتعين بحسب حال كل زمان، وحيث نستطيع أن نبسطها ونتحدث عنها فيما يخص العمل التجديدي الحركي تحت ثلاث من العناوين تمثل ثلاثاً من المراحل والمراتب هي:1ـ جهاد النفس للنفس 2ـ جهاد الجماعة للجماعة 3ـ جهاد الحق للباطل.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وإلى اللقاء مع تفصيل هذه المراتب الثلاث