الأستاذ سالم القريناوي رحيل بلا غياب بقلم : ياسر خليل القريناوي
تاريخ النشر : 2019-10-10
الأستاذ سالم القريناوي رحيل بلا غياب
بقلم : ياسر خليل القريناوي

نفتقد بيننا أخا عزيزاً ومربيا فاضلا انه الأستاذ سالم عبد الله القريناوي عاش من أجل رسالة سامية في خدمة شعبه ووطنه وقضيته، ولم يعش من أجل ذاته بل عاش من أجل تأسيس جيل مؤمن بقضيته الوطنية وعدالتها.
غادرنا الاستاذ سالم بعد ان عهدنا فيه اخلاقه العالية وجده واخلاصه في اداء واجبه ومثابرته في عمله وستظل كلماته ونصائحه وتوجيهاته الحانية خالدة في ذاكرتنا جيلا بعد جيل فقد عاش رائداً للعلم والتعليم، كيف لا وهو عميد عائلة طيبة فاضلة حسنة السيرة ويشهد له بالخير والتضحيات.

توفي الأستاذ القريناوي شهيدا مرابطاً على أرض الرباط بعد ان بذل لوطنه وشعبه زهرة شبابه بل عمره كله، فكان وسيبقى أبرز القامات التعليمية الذين ساهموا في تقدم مسيرة التعليم في قطاع غزة وفلسطين فكان معلماً ورائداً في هذا المجال.

انتقل الأستاذ سالم إلى رحمة الله بعد صراع مع المرض حيث أمضي ما يزيد عن 38 عاما في سلك التعليم، ولد الراحل في مخيم البريج في المحافظة الوسطى عام 1946 ودرس وأنهى تعليمه الثانوي في قطاع غزة ثم سافر الى جمهورية مصر العربية وأنهى تعليمه الجامعي هناك وحصل على ليسانس جغرافيا بتقدير امتياز من جامعة الاسكندرية في العام 1964وبعيداً عن الكلمات المنظومة فلقد كان مشهوداً له بأخلاقه الأصيلة وكريم صفاته ورجاحة عقله ونظرته الثاقبة وارتبط بعلاقات طيبة مع جميع زملائه وجيرانه وكل من رافقه في مسيرته الطويلة.
فضل الأستاذ القريناوي العودة لأرض الوطن بعد انهائه تعليمه رغم المغريات التي عرضت عليه حينها للعمل في الخارج الا أنه أبى إلا العودة لأرض الوطن لخدمة شعبه ووطنه ليبدأ مشواره الطويل في سلك التعليم متنقلا في مدارس قطاع غزة ومتدرجا في الدرجات الوظيفية ليكون استاذا ثم نائباً لمدير مدرسة خالد بن الوليد الثانوية بالنصيرات ثم مديراً لها ومن ثم انتقل ليصبح مديرا لمدرسة المنفلوطي الثانوية بمدينة دير البلح ثم مشرفا تربويا في جامعة الأقصى حتى وفاته.

عمل الأستاذ سالم رئيسا لبلدية البريج كأول رئيس للبلدية في عهد السلطة الفلسطينية وشهد له أهالي البريج وعائلاتها بجوهره الأصيل وحرصه على بذل أعظم الجهد والوقت لتذليل العقبات وحل المشاكل التي تواجه المواطنين في البلدية.

وافته المنية بتاريخ 17/9 /2019 وتمت الصلاة عليه في مدينة دير البلح ودفن في مقبرة الشهداء بالمدينة وسط مشاركة جماهيرية غفيرة من أهله وأصدقائه ممثلي الهيئات التعليمية الحكومية والخاصة وممثلي القوى الوطنية والإسلامية وقادة الفصائل معبرين عن بالغ حزنهم لفراقه وانهم بفقده فقدوا قامة من قامات فلسطين وأحد رجالات التعليم المخلصين الذين قدموا الكثير لوطنهم وقضيتهم في مسيرته العملية الطويلة والتي كانت حافله بالإنجازات تاركاً وراءه ارثا عظيماً من العلم والعلماء وسيرة عطرة يشهد له بها الزملاء والطلبة وكل من عرفوه.
والله نسأل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يلهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان.