فلسطينياً، لماذا ننتخب؟ بقلم:عماد عفانة
تاريخ النشر : 2019-10-10
فلسطينياً، لماذا ننتخب؟ بقلم:عماد عفانة


فلسطينياً، لماذا ننتخب؟

كتب: عماد عفانة

بدأ المراقبون بطرح التساؤلات حول الانتخابات في الساحة الفلسطينية، منذ أعلن الرئيس عباس ومن على منبر الأمم المتحدة، عزمه الاعلان عن اجراء الانتخابات العامة في الأراضي الفلسطينية فور عودته.

وفيما اتسمت بعض التساؤلات بالموضوعية والحرص على وحدة الوطن، اتسمت تساؤلات أخرى بالتحيز والتشكيك.

وأهم هذه التساؤلات:

لماذا ننتخب؟ هل لتجري الانتخابات في الساحة الفلسطينية على وقع الخصومات أم ليترفع الجميع عنها كي يسلم الوطن.

لماذا ننتخب؟ هل لتتقدم مصلحة الوطن على المصالح الأخرى، أم لتتصدر الأنا الشخصية والحزبية المشهد الانتخابي، في ظل تفرد القيادة التي يستأثر بها طرف دون بقية الأطراف بالقرار.

لماذا ننتخب؟ هل كي لا يستمر أي حزب أو شخص من أي حزب كان بالتعامل مع الآخر كما لو كان خصماً أكبر من "إسرائيل".

لماذا ننتخب؟ هل كي لا يكون الزعيم الفلسطيني الذي يزعم أنه يمثل شعبه خاضع أولاً لموافقة "إسرائيل" أو البيت الأبيض عليه.

لماذا ننتخب؟ هل لنستعيد الثقة بالرئيس الذي لم يلتزم بتنفيذ وعوده السابقة سواء بوقف العمل  بالاتفاقات مع العدو، أو فيما خص وقف التعاون الأمني مع العدو.

لماذا ننتخب؟ هل ليسبق الانتخابات الاتفاق على برنامج وطني مشترك بحده الأدنى على الأقل للفعل السياسي وللفعل المدني وللتحرك الميداني، في مختلف الساحات وعلى كافة المستويات، لرفع كلفة الاحتلال، واجباره على النظر بجدية للسلطة التي فقدت كل أدوارها باستثناء دورها الأمني.

لماذا ننتخب؟ هل للاتفاق على برنامج وطني يحدد خيارات الفلسطينين، ويجيب على التساؤل: هل ستسير دفة النضال باتجاه اقامة دولة فلسطينية مستقلة نزع العدو كل مقومات قيامتها وأعدم كل احتمالات نجاحها، ام ستسير باتجاه خيار الدولة الواحدة، للتحرر من الكيانات والمعازل التي صنعها العدو بعناية لضمان ادامة تفتيتهم.

لماذا ننتخب؟ هل لاعتماد برنامج وطني يحول دون تكريس الوضع القائم بقيوده والتزاماته المدمرة، لجهة مقاربة جديدة لتغيير المسار، وإعادة النظر في شكل السلطة وظائفها وعلاقتها بالفصائل وبالمنظمة، لصالح اعتماد طريق كفيل بتحقيق أهداف الشعب الفلسطيني في الحرية والعودة.

لماذا ننتخب؟ هل لتبديد الشكوك في نجاح الإنتخابات المشكوك في أنها ستنجح في تجديد شرعية السلطة والقيادة المتهالكة، ام للجوء إلى الديمقراطية التوافقية لما فيها ما يناسب الفلسطينيين في هذه المرحلة الرمادية، كي لا تصبح الإنتخابات في وضعها الحالي صعود نحو الهاوية.

لماذا ننتخب؟ هل لنقول ان الإنتخابات في ظل الانقسام ودون توافق حقيقي، ليست كفيلة بأن يكون التنافس والخلاف من أجل الوطن لا من أجل تأبيد تفتيته وتقسيمه.

لماذا ننتخب؟. هل لتأبيد العمل والالتزم باتفاقات اوسلو التي تجري الانتخابت تحت مظلتها، أم للتحرر من هذه الاتفاقات التي لم تساهم الا في ضياع الوطن وشرذمة القوى والفصائل على كعكة لا تملكها.

لماذا ننتخب؟ هل ليواصل العدو اعتقال المرشّحين وقمع الناخبين بل ومعاقبتهم على اختياراتهم، أم للاتفاق على إستراتيجيّة فلسطينيّة تقطع يد العادي، عبر صناعة نظام سياسيّ موحد تحميه البنادق.

لماذا ننتخب؟ هل لنخبر الجميع انه ليس للوطن الا بوابة واحدة هي بوابة التوافق الوطني دون اشتراطات أو أحكام مسبقة أو فرض مواقف ورؤى ومناهج.

لماذا ننتخب؟ هل على نظام التمثيل النسبي، أم على النظام الفردي، أم المختلط.

لماذا ننتخب؟ هل لاجراء الانتخابات في القدس رغم أنف الاحتلال، كونها عاصمة الدولة الفلسطينية العتيدة، ولنقول له بل الاعتراف الأمريكي واشرب ميته.

لماذا ننتخب؟ هل لتتنازل حماس لو فازت «فتح» بالرئاسة وبأغلبية المجلس التشريعي، ولتتنازل « فتح » لو فازت حماس، أم أن هذا بات حلماً بعيد المنال.

لماذا ننتخب؟ هل في انتخابات رئاسية وتشريعية ومجلس وطني، أم رئاسية وتشريعية متزامنة أو غير متزامنة، ، أم تشريعية في الضفة الغربية دون غزة.

لماذا ننتخب؟ هل تحت اشراف الحكومة الحالية، رغم عدم اعتراف حماس بهذه الحكومة، ام سيسبق الانتخابات التوافق على حكومة جديدة مهمتها اجراء الانتخابات قبل ان ترحل.

لماذا ننتخب؟ هل لعبور الأشهر القادمة، حتى يتقرر مصير الحكومة الصهيونية الجديدة، ومعرفة مصير "صفقة ترامب" في ظل مساعي عزله.

أم أن مجرد طرح موضوع الانتخابات في هذا التوقيت  كان مجرد مناورة يحاول فيها كل طرف تحميل المسؤولية عن عدم إجرائها للطرف الآخر. 

لماذا ننتخب؟ كي يتوحد الشعب ويسلم الوطن وإلا فلتذهب الانتخابات الى الجحيم.