أزمة اسرائيل وعلاقتها بالأزمات الفلسطينية بقلم:المحامي سمير دويكات
تاريخ النشر : 2019-10-10
أزمة اسرائيل وعلاقتها بالأزمات الفلسطينية بقلم:المحامي سمير دويكات


ازمة اسرائيل وعلاقتها بالازمات الفلسطينية

المحامي سمير دويكات

ايام قليلة وستبان الازمة اخطر مما يتوقعها كل المتابعين للمشهد الصهيوني، وخاصة ان كل الاحزاب في اسرائيل مدخلها يختلف عن الاحزاب الاخرى، فبانتظار وقت قليل حتى يتم سن قانون جديد لاجراء انتخابات ثالثة وهي المرة الاولى في تاريخ الكيان وبالتالي فان الازمة غير متعلقة باهداف حزبية او برامج انتخابية بل هي متعلقة بوجود الكيان ككل، لان الفروقات بين الاحزاب تشكل معضلة للجميع وشكلها وجودي وهو ما يعطي المؤشر والصورة كاملة حول موضوع الوجود الصهيوني في ارض فلسطين، بالتالي هذه الازمة ستضعف اسرائيل ولو جرت انتخابات عاشرة لن تخرجها من ظلالها بل ستقوى وسيزداد الوجود الصهيوني تشرذما وتقاسما وانهيار في قادم الايام وكان شىء يحدث في الخفاء لا احد يعرفه سوى البعض القليل من اصحاب العقول والمتابعين للمشهد الصهيوني بابعاده الفكرية والتاريخية حول استمرار وجود الكيان.

هذا كله غير ناجز وغير منفرد في موضوع الاحزاب الصهيونية فالعرب هناك كما يسمون او الفلسطينيون ايضا بداوا بضغط كبير على الكيان من خلال تحديهم الكبير لعنصرية اسرائيل وتسيير مظاهرات كبيرة قد تؤثر على الكيان الصهيوني الى حدود كبيرة ومن شانه ان يضرب عصب اسرائيل في مقتل وبالتالي سيكون للعرب وضعا ليس كما كان وخاصة في ظل الوحدة الذي اخذ يكبر في مواجهة عنصرية الاحتلال والدولة الوهمية والعنصرية، ففلسطينيوا الداخل ايضا وصلوا الى مرحلة نضج فكري لم يسبق له مثيل من خلال مقاطعة الاحزاب الصهيونية والتصويت للعرب.

طبعا كل ذلك ليس بمعزل عن ما يحدث في فلسطين وبالتالي فان الاحتلال واجراءاته نتيجة ازمته لن تكون داخلية فقط بل سيمتد اثرها الى ابعد من ذلك وسيكون لها صدى كبير في مختلف الاطراف اللاعبة وسيكون الصدى قويا، لكن ينقص الحالة الفلسطينية انه لا يوجد اشخاص مؤثرين الى درجة الاستفادة من ازمة اسرائيل للضغط عليها ودفعها الى ما بعد الجدار وخاصة انها تمر في ازمة لم يسبق لها مثيل، وهم اي الصهاينة في ظل هذا لن يكونوا قادرين على صد اي هجوم فكري وسياسي وحدوي فلسطيني بل سيكون له اثاره الايجابية على المدى القريب والبعيد.

اسرائيل ليست كما قبل، وامريكا بدات بالانسحاب من الشرق الاوسط والعرب امام تحديات كبيرة في مواجهة القانون والثورات والحكام الفاسدين وبالتالي لن يبقى احد قادر على حماية اسرائيل وغطرستها سوى الحالة الفلسطينية التي تشبه كل شىء الا ان تكون في صالح الفلسطينيين، وكي لا يغب الوعي او لا تصل الرسالة فان الانقسام مؤشر خطير في الحالة الفلسطينية وبالتالي يجب البحث عن حلول باستبدال اشخاص والزج في الشباب نحو المنظومة القيادية، لان اصحاب الاجندات القديمة لن يوفروا حلولا للوضع في الحالة الفلسطينية ولو بقوا الف عام.