خضر محجز والمرأة بقلم: سهيلة عمر
تاريخ النشر : 2019-10-10
خضر محجز والمرأة

أثارت تصريحات الأستاذ الجامعي الدكتور خضر محجز، زوبعة من الانتقادات عبر منصات التواصل الاجتماعي، بسبب ما غرد به عن جمال المرأة، حيث كتب بوست جاء فيه:" أيها الشباب الفلسطيني، لا تتزوجوا البشعات، ودعوا أرحامهن تجف من العنوسة، تزوجوا الجميلات فقط، تلك دعوتي لتحسين النسل". وفي تعليق اخر قال فيه انه لا يهنأ العريس بالزواج الا بعد معرفه شكل العروس.

بمجرد أن وضع هذه الكلمات، انهالت عليه ردود الفعل المنتقدة لكلامه. فاضطر لسحب منشوره.

وخشيه ان يترسخ ما قاله في اذهان بعض الرجال، وخشيه من التقليل من شأن نساءنا بسبب فتوى خضر محجز فانني ارتايت ان اكتب مقال ارد به عليه.

انا شخصيا ارى انه تم ايلاء تعليق خضر محجز فائض من الاهتمام الذي لا يستحق:

اولا الاحظ دائما ان خضر محجز معادي للمراه ويريد ان يشوش اي مفاهيم خاصه بها. القصه لا علاقه لها بالجمال ولا بالطول او القصر او السمن او النحافه وغير ذلك . انا اراقب تعليقات خضر محجز عن المراه من سنوات ودائما يحمل عداء غير مبرر لها ويحاول ان يحملها الخطأ في اي قضيه . على سبيل المثال في قضيه احتراق الثلاث اطفال بشمعه من سنوات، حمل الام الاثم بشكل مباشر وطالب بمحاكمتها حتى لا يكسبها اي تعاطف. مع انها قضيه قضاء وقدر كلنا تاثرنا بها لانه ينفظر لهذا الحدث الوجدان كونهم ضحايا الفقر والكهرباء. العائله كانت فقيره تحتاج للمساعده لدرجه انهالا تملك شراء شواحن فاضطرت الام لاستخدام الشمع. وقد فجعت الام بابناءها. عشت الام ابناءها بعد ان عادوا من نزهه بالميناء البحري .ثم نومتهم واشعلت لهم شمعه حتى لا يخافوا وجلست تستريح خارج البيت بسبب الحر. فاحترق المكان بدون علمها. وكان هذا في اقسى ظروف ازمه الكهرباء حيث كان جدول الكهرباء 16 ساعه فصل مقابل 4 ساعات وصل. وهذا الحدث هو الابشع الذي دق ناقوس الخطر عن كم الضحايا بسبب ازمه الكهرباء والفقر معا. ثم تجد خضر محجز يريد ان يحيد الانظار عن مساعده هذه الاسره او اصلاح وضع القطاع باتهام الام بالتقصير وانه يجب محاكتها.

ثانيا الطفل الصغير يدرك ان ما قاله خضر محجز ضرب من العته. وحتما عندما انزل التعليق اراد ان يستفز الراي العام فيصبح حديث الفيس بوك ويجتذب الفتيات لصفحته للرد عليه ويزداد شهره. ثم بسهوله يتملص ويعتذر بعد ان حقق الهدف وكأنه لم يقل شيء. اي ان تعليقه كان مجرد لعبه لا اكثر.

 ثالثا خضر محجز بتعليقه كان حقيقه يريد اعطاء الرجل المبرر بامكانيه التعدد او الطلاق بحجه ان المراه قل جمالها بعد الزواج. او التملص من اكمال الزواج بحجه ان الشاب لا يعجبه شكل المراه بعد فتره. اي كان شكلها. فالجمال اصلا نسبي ويختلف في نظر الناس من شخص لاخر. على سبيل المثال هناك رجال لا تعجبهم الا السمينات ورجال لا تعجبهم الا النحيفات.

 رابعا موقف خضر محجز هو نتاج طبيعي للزواج التقليدي حيث يرسل الرجل امه لتختار امراه بناء على معيار واحد هو الشكل. وهو يختم ويبصم على اختيارها بدون التمعن في خلق الفتاه او درجه التفاهم معها..وتتفاقم المشاكل بعد ذلك بسبب اكتشاف عدم وجود لغه تفاهم بينهم. بمعنى اخر جميع الرجال رسخوا بشكل لا ارادي هذا المفهوم من خلال الزواج التقليدي.

 خامسا الجمال جمال الخلق. قد تكون ملكه جمال ونكديه فتقلب حياه الرجل جحيم بطلباتها وغرورها وجهلها. وامراه جمالها جدا عادي في منتهى الحكمه ترتاح للحديث معها واستشارتها لحكمتها البالغه وصبرها وتواضعها. حتى بالبيت الواحد تجد ذلك على مستوى الاخوان، قد تنجح اخت في استقطاب اخوانها فيحبونها واخت اخرى لا تنجح فيعادونها.

سادسا اعتقد تصريح خضر محجز في هذا السن يعتبر ضرب من الصبيانيه والمراهقه المتأخره. هو يتحدث نيابه عن من ؟؟؟؟ لم يخوله حتى ابنه بهكذا تصريح. الرجل للاسف دائما يشعر انه مهما ازداد عمرا فمازال مرغوبا ومن حقه ان يتزوج من أي امراه جميله وصغيره بالسن ويطلق باي وقت، فقط لانه قادر على التناسل باي عمر. لذا تجد ان شروط الزواج تزداد تعقيدا للرجل عندما يكبر بشكل غير متناسب مع سنه ليري الناس انه مرغوبا.

سابعا دعوه خضر محجز هي دعوه لاتمام انهيار المجتمع بوضع معايير خاطئه من خلال استغلال النفوذ. تم الاعتداء على حقوق المثقفين والكفاءات عندما اعتمد الانتماء الحزبي او السن او الشكل الخارجي كشرط اساسي للوظيفه. مما تسبب بهجره العقول بحثا عمن يقدر كفاءتها. وان لم تجد سبيل للهجره، تحارب فتفجر عن ثورتها، فلا يستطيع مخلوق ان يتصدى لثوره العقول لان كلامهم مقنع عن علم. فيبدأ الحاكم من ثكثيف احترازاته الامنيه خشيه على مناصبهم لدى كشف الفساد اوخشيه استقطاب عقولهم من أي طرف يعتبرونه معادي لهم. وتم الاعتداء على حق المراه بالزواح بسبب معايير الزواج التقليدي الباليه واعتبار سن العنوسه للمراه 25 عام. ومن ثم من لا تعيش بظروف اجتماعيه يسمح للترويج لها او تزداد عن 25 سنه في العمر يحكم عليها بالعنوسه في بيئه كغزه. وانت تستغرب ان هذه الفتاه بمجرد ان تطأ قدمها غزه يتهافت عليها الرجال أي كان سنها ويستغرب عنوستها في وطنها. فتتسأئل ما سر عمى الرجل الغزاوي بسبب التزامه بمعايير وتقاليد باليه للزواج.

علما انني لا احرض ضد خضر محجز فهو مفكر اروائي كبير يشهد لقوه فكره وعلمه جميع الناس. والارث الفكري لانسان لا يمكن ان يمحى بزله لسان او منشور عابر يحذف باي وقت. لكن هو عكس بشكل لا ارادي التقاليد المتخلفه بالنسبه للمراه ووجب الرد عليه وتغييرها.    

[email protected]