كيف يعود العميد النصراوي؟ بقلم:مصطفى محمد
تاريخ النشر : 2019-10-10
كيف يعود العميد النصراوي؟ بقلم:مصطفى محمد


مصطفى محمد يكتب..

كيف يعود العميد النصراوي؟

المشروع هو الحل!

لمعادلة النجاح في رأيي 3 أطراف، وهي :

مواجهة المشكلة بجرأة وشفافية + تفكير خارج الصندوق لإيجاد حلول مناسبة  +  اختيار أفضل العقول للتنفيذ = النجاح.

وفلسفة النجاح تكمن في القدرة على تحديد أهداف واقعية،تلامس سقف إمكاناتك الحالية وتتناسب مع سياق اللحظة الراهنة، ولكي تكتمل المنظومة يجب غلق الدائرة بسقف طموحات وتطلعات مرتفع قليلاً عن قدراتك، ولكن يظل لهذا السقف مدى يمكن الوصول إليه بخُطة واضحة المعالم وقناعة كاملة،

مثل صعود الدرج، خطوة تكتمل ثم تسلمك للأخرى بسلاسة وثبات، حتى وإن كانت بطيئة ومرهقة وتحتاج لصبر ولكنها على أساس متين.

ولتحقيق أهدافك المرجوة، فأنت تحتاج لاستراتيجية « مشروع »والتي بدورها تبدأ بتشخيص دقيق للحالة ومن ثما اختيار أفضل الطرق  للعلاج.

التشخيص

يرى كثيرون وأنا منهم، أن العميد النصروي يمثل «روح الرياضة بدولةالإمارات» كونه معقل كرة القدم ومؤسس الرياضة الإماراتية. ولا شك أن للتاريخ أهمية في اضفاء زخم وقوة دفع هائلة لأي فريق، إلا إن الموج الأزرق يبدو مُنحسِـر بسبب هذا الماضي الجميل!

وفي تفسيري، ربما يضع هذا التاريخ ضغوطاً مضطردة على المنظومة سواء إدارة و جماهير أو حتى الإطار الفني واللاعبين، وذلك من أجل العودة سريعاً لإعادة أمجاد البدايات، مما يخلق نوع من الاستعجال يؤثر على ديناميكية رسم خارطة طريق واضحة تعيد الفريق إلى منصات التتويج، رغم امتلاكه لإمكانيات تؤهله للعودة.

وأعتقد أن أكثر ما يعيق طريق النصر نحو الفوز ببطولة الدوري، هو افتقاد الفريق للهوية الفنية نتيجة لكثرة التغيير، ومن ثما افتقاره للرؤية الواضحة في تقييم قدراته وفي قراءة خريطة المنافسة وكيفية التعامل مع متطلبات وضغوط الوجود ضمن أهل القمة.

خارطة الطريق

يشهد مسرح الساحرة المستديرة عالمياً تطورات وأفكار خلاقة منذ مطلع الألفية الجديدة، وخاصة فيما يتعلق بفلسفة إدارة اللعبة الأكثر شعبية.

ولدينا أمثلة على مشاريع يخوضها مدربين كبار على مستوى العالم، مثل مشروع يورجن كلوب مع ليفربول بالشراكة مع مجموعة « فينواي » الرياضية الأمريكية، وكذلك مشروع جورديولا مع مانشستر سيتي بإدارة « مجموعة أبوظبي المتحدة للتنمية والاستثمار»، المملوكة لسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، وهناك أيضا مشروع دييجو سيميوني الناجح مع الأتليتي لسنوات.

ورغم أن البعض قد يقول أنه لا يجوز القياس على هذه النماذج، فالنظام والسياق مختلف تماما!

أنا اطرح هنا مضمون الفكرة وليس مقاربة في الآليات أو الأدوات والأجواء،ولنا فيما فعله الشارقة و ما وصل إليه في الموسمين الأخيرين قدوة، وتجربة محلية يمكن البناء عليها والتعلم منها.

فأي فريق لكي يدخل دائرة المنافسة ويظل فيها أمامه طريقان ..

-    الأول أن ينفق أموال طائلة و يحصل على أفضل اللاعبين على الساحة، في ظل آليات السوق لعالم الإحتراف الذي يعتمد على العرض والطلب و من يدفع أكثر! و هذا الاختيار ربما غير متوفر لجميع الأندية بنفس القدر.

-    والحل الثاني أن يعتمد على بناء قاعدة ناشئين عريضة تفرغ لاعبين أكفاء للفريق الأول، وفي هذه الحالة ليس أمامك سوى الرهان على عامل الوقت و الصبر عليهم لاكتساب خبرات لحصد الألقاب.

أما أفضل اختيار قد تصادفه هو المزج ما بين الخبرات والشباب.

وفي رأيي أن العميد النصراوي يحتاج لترسيخ مفهوم العمل المؤسسي المبني على نظرة استرتيجية شاملة عن طريق اختيار مدرب قدير، يا حبذا لو كان مواطناً من أبناء النادي، ومنحه الصلاحيات و الفرصة الكاملة لتطبيق فكره « مشروعه » الكروي.

ولكن من المؤكد أن الوصول لهذا الهدف يتطلب وقفة وتضامناً وصبراً، من جميع أركان المنظومة داخل قلعة العميد، من أجل تحقيق أفضل النتائج وإعادة الفريق إلى مسارالانتصارات والألقاب، والذي من الطبيعي أن يحدث على مراحل، وهو ما شاهدنا جزء منه عندما كان الفريق في حالة صحوة موسم 2014-2015.