الحلبوسي وتجاوز الأزمة الراهنة بقلم:عادل العراقي
تاريخ النشر : 2019-10-10
الحلبوسي وتجاوز الأزمة الراهنة
عادل العراقي

ظهر الرئيس محم الحلبوسي متماسكا قويا وكأنه يمتلك الحل كما يقول بعض المراقبين وهو ماحصل بالفعل فالطروحات التي قدمها والحلول التي إقترحها والمعطيات التي قدمها على الأرض والمقترحات والبراهين على قدرته ودوره وتأثره كلها أكدت ماذهب أليه مراقبون ونخب فكرية وسياسية من أنه رجل مرحلة حقيقي وليس إستعراضيا حين أشار الى ان الدولة يجب ان تقوم بواجبها كاملا وأن لاتقصر مع مطالب المتظاهرين ورجل مثله يعي مايقول تماما حين أكد إنه سنزع سترته الرسمية وينزل الى الشارع مع المتظاهرين في حال لم تتم الإستجابة الى مطالب المتظاهرين الكامل وبالحلول الناجعة التي تلبي إستحقاق هذا الشعب والجيل الشاب الذي أوصل صوته الى النخبة السياسية بالكامل وبقي على هذه النخبة أن تتلقى الرسالة وتفهمها وتستجيب وفق إرادة واعية لتلك المتطلبات التي وردت فيها.

الفترة الماضية أفرزت حقيقة مهمة وهي إن رئيس البرلمان تصرف كما كان متوقعا منه كرجل دولة متمكن من نفسه وقراره ويعرف جيدا ماذا يريد لكنه هنا تصرف بروح مسؤولية عالية تصدى لإستحقاق مرير وجسيم وحاسم في فترة يفترض من مؤسسات وآخرين أن يقوموا بدورهم المناط بهم على أحسن وجه بوصفهم مسؤولين تنفيذيين ولكنه واجه ذلك الفراغ بطريقة ديناميكية لم تتأثر بحجم مايجري في الشارع ومايعلو من أصوات حيث إستمع ونظر لها بعين المسؤول المتمكن غير القلق من شيء لأنه أهل للمسؤولية وقادر على تلبية شروط الهمل الرسمي بوصفه رئيسا لأعلى سلطة في البلاد تحتاج الى القوة والثبات والتماسك والحزم والقرار المسؤول الذي يقنع الآخرين أنهم سيحصلون على مايريدون وفقا للقاون والدستور مع حفظ الكرامة العامة وهيبة الدولة وشرط التعاون الكامل والحوار وليس التنازع أو التخريب أو المناكفات والتسقيط.

الحلبوسي ظهر كما تمنياه رجلا حاسما وشجاعا وتمكن حتى من تلبية المعنى الحقيقي لإسمه في تعريف المعاجم اللغوية التي تقول ، إن الحلبوس هو الرجل الشجاع الذي لايتراجع عن أمر إلا بعد تحقيقه فهنيئا لنا بمن يتمكن من تلبية مطالبنا ويحقق لنا أحلامنا وشكرا للحلبوسي الذي كان رجل المرحلة بالفعل وساهم بإرادة في حفظ النظام العام وهيبة الدولة ووجودها حين إستقبل ممثلين عن المتظاهرين وناقشهم بشكل مباشر وجدي وحقيقي وتعرف على العديد من المطالب ووعد بتلبيتها والعمل على تحقيقها ماإستطاع الى ذلك سبيلا بجهد حقيقي ومباشر.