أي سيناريو للإنتخابات الفلسطينية!بقلم:د. ناجى صادق شراب
تاريخ النشر : 2019-10-09
أي سيناريو للإنتخابات الفلسطينية!بقلم:د. ناجى صادق شراب


أي سيناريو للإنتخابات الفلسطينية!

تناولنا في المقال السابق المحددات والمعيقات التى تواجه الانتخابات الفلسطينية القادمه. وقبل الولوج للسيناريوهات الممكنه لا بد من العودة للإنتخابات الأولى والثانية ، الأولى كانت حتمية وبموافقة إسرائيل والولايات المتحده ووجدت إهتماما دوليا كبيرا لأنها أول انتخابات عامه يمارسها الشعب الفلسطينى ، وبصرف النظر ان هدفها إنشاء السلطه، لكنها أثبتت قدرة الفلسطينيين على ممارسة السلوك الديموقراطى ويسجل لهم هذا الإنتصار، الانتخابات ألأولى جاءت كما هو متوقع بفوز فتح على السلطتين اتلشريعية والرئاسية ، وصحيح أن اهم وظائفها كان الإلتزام بتنفيذ أوسلو والدخول في مفاوضات مع إسرائيل، وهذه الانتخابات إستمرت عشرة سنوات وهو ما يعنى إستئثار بالسلطة والحكم من قبل فتح لتهيمن السلطة على البعد التنظيمى والبرامجى لفتح. واما الثانية وهى الأهم فأيضا سمحت بها إسرائيل وتمت بحضور دولى ويسجل لها نفس النزاهة وقدرة الفلسطينيين على الممارسة الديموقراطية ، ما يميزها مشاركة حماس التي كانت رافضه أصلا مبدأ الإنتخاب, لكن توقع الفوز وصولا لما نحن عليه هو الذى دفعها للمشاركة ليتحقق لها الفوز وكات نتيجته دخول النظام السياسى الفلسطينى في مرحلة من الصراع بين رئاسة السلطه التي فازت بها فتح ورئاسة الحكومة والتشريعى الذى فازت بمهما حماس لتنتهى هذه الانتخابات لأسوأ نتيجة بالإنقسام بعد سيطرة حماس الكامله على غزه والتأصيل لظاهرة الإنفصال، والخطأ الثانى الذى ترتب على هذه الانتخابات الفشل في بناء نظام سياسى ديموقراطى تعددى توافقى وهو هدف اى انتخابات. لنصبح امام سلطتان وقراران وشرعيتان، وكل هذا أدى إلى تراجع واضح في القضية الفلسطينية لنصل إلى مرحلة التفكيك والتخلص من القضية مع الإقتراب من صفقة القرن. هذا ألإنقسام كما في الإنتخابات ألأولى تجاوز عمره إثنتا عشر عاما تخللتها فجوات وصراعات وحروب كلامية وإعلامية وتشكيك في شرعية كل منهما. ألان الدعوة تتجدد للإنتخابات، وهذا هو الخيار الوحيد لتصحيح كل ما ترتب على الإنقسام وعدم إجراء الانتخابات.والملاحظة الثانية المهمة التي لا بد من التأكيد عليها لا حلول بدون الانتخابات وتجديد الشرعية السياسية وبناء المؤسساتية السياسية من جديد.وأهمية ألإنتخابات أنها عملية تصحيح لنقاط الضعف، وإستعادة شرعية القرار والمؤسساتيه وحق التمثيل، وهو ما يعنى إستعادة مكانة وهيبة القضية الفلسطينية إقليميا ودوليا.الإنتخابات تعنى نحن وليس انا. وعلى أهمية الانتخابات وبسبب حالة الإنقسام وما ترتب عليها من بنية إنقسام أمنية وماليه وإقتصادية ، فأهميتها ان الحكومة التي ستأتى بعد الانتخابات عليها معالجة ملفات كثيره في إطار من الإلتزام. وفى هذا السياق تقفز العديد من السيناريوهات : سيناريو الانتخابات الشامله وهو على مثاليته صعب التحقيق والتنفيذ ، نظرا لصعوبة إنتخابات المجلس الوطنى التي قد تحتاج توفر ظروف مواتيه، لكن لا ينبغي إسقاطها، وهنا التمسك بالإنتخابات الشامله يعنى رفضا لخيار الانتخابات. والسيناريو الثانى الانتخابات المتجزأة اى تجرى في الضفة مثلا دون غزه، أو انتخابات للرئاسة دون التشريعى ، فهذا السيناريو يعنى الإعتراف رسميا بالإنفصال، بل ومنحه صفة شرعية . سيناريو الأمر الواقع أي إستمرار الأمر على ما هو عليه، وهذا السيناريو وهو القائم أضراره وتداعياته كما ذكرنا كثيره، ولا تمنح اى من القوى السياسية لا فتح وحماس حق الشرعية السياسية ، واما السيناريو ألأكثر واقعيه إجراء الانتخابات كما تمت في السابق مع التوافق على ملف القدس والمجلس الوطنى ، وقد يشكل مرحلة إنتقاليه ، بمعنى التوافق خلال السنوات ألأربع على الوصول لصيغة ورؤية وطنيه سياسية ، والتوافق حول الخيارات الفلسطينية ، ومعالجة كل ملفات الإنقسام ، والتوفيق بين خيار المفاوضات والمقاومة ، وتصحيح كل الإختلالات القانونية ، بمعالجة ومراجعة كل القوانين التي صدرت خلال فترة الإنقسام.  والتوافق حول إعادة هيكلة منظمة التحرير وتفعيل دورها لحين إجراء لإنتخابات للمجلس الوطنى ، والشروع في وضع دستورى فلسطيني جديد يتواكب ويستجيب لمرحلة الدولة الفلسطينية ، والإتفاق حول اى النظم السياسية أنسب للحالة الفلسطينية . في هذا السياق نفهم لماذا الانتخابات هي الحل؟

دكتور ناجى صادق شراب
[email protected]