تراجع تمثيل المرأة الإسرائيلية في الكنيست بقلم:د. إلهام شمالي
تاريخ النشر : 2019-10-09
 تراجع تمثيل المرأة الإسرائيلية في الكنيست

      شهدت الانتخابات الإسرائيلية تصاعد في تمثيل المرأة الاسرائيلية منذ عام 1948م بنحو 11 نائبة، ووصلت لنحو 27 نائبة في الدورة العشرين عام 2015م ، في حين بلغ عددهن في الكنيست المنتهية ولايته 35 من أصل 120 نائب، ومن ثم تراجعت نسبة  تمثيل المرأة في الانتخابات بدورتيها أبريل وسبتمبر عام 2019 م ووصلت 25 نائبة، ثم ارتفعت لنحو 28 ممثلة اسرائيلية فقط في الدورة الأخيرة ؛ مما يعني استمرار تراجع تمثيل المرأة الذي كان بمثابة المفاجأة مقارنة بالدورة العشرون، وبالرغم من رفض الأحزاب الدينية لترشيح النساء على قوائمها واعتباره بمثابة الأمر المحظور، إلا أنه ظهرت نائبة متدينة يمينية من الحريديم، لأول مرة في تاريخ الكنيسيت الإسرائيلي ضمن حزب أرزق أبيض وهيعوفر ينكلفيتش، مع أن دساتير الأحزاب الدينية اليهودية منعت على النساء العمل في السياسة أو ترشح الكنيست.

      وأفرزت انتخابات دورة الكنيست 22 مشاركة العربية الدرزية غدير مريح ضمن حزب أزرق أبيض، وفازت العربيتان عايدة توما، وهبة يزبك عن القائمة العربية المشتركة، ولتوضيح مشاركة المرأة الاسرائيلية في هذه الانتخابات كانت كالتالي:

أولاً :فازت عشرة مرشحات من أصل ثلاثة وثلاثون مقعد عن حزب أزرق أبيض، فضمت الكتلة كلاً من: ميكي جابمو فيتش نائب عن حزب أزرق أبيض وحصلت على المرتبة السابعة من أشهر الصحفيات الاسرائيليات، وحلت اورنا بربيباي قائد في لواء الجيش بالمرتبة العاشرة، أول امرأة تحصل على رتبة لواء في الجيش الاسرائيلي، أما ياعيل غيرمان، فحصلت على المقعد الثالث عشر وهي من مؤيد القوانين العنصرية التي سنتها الكنيست السابقة، وعملت في حقيبة الصحة في الحكومات السابقة لليكود، أوريت فركش هكوفين، حصلت على المقعد الخامس عشر، وشغلت رئيس سلطة الكهربا، واقليت من منصبها بسبب احتكارات الغاز الطبيعي في الحقول، التي سيطرت عليها اسرائيل في البحر المتوسط، في المقعد السادس عشر كانت كارين إلهرار من المهتمين بحق الانسان ، أما ميراهف كوهين فقد فازت بالمقعد السابع عشر، وعوفر ينكلفيتش فازت بالمقعد  الثالث والعشرون؛ اول امرة من المتدينين الحريديم، وأول امرأة من التيار الديني تدخل الكنيست ،  بنينا تمنو شطة ضمنت المقعد الرابع والعشرون ، أما العربية الدرزية غدير مريح فكان مقعدها الخامس والعشرون، صحفية مقدمة برامج، فكانت أول امرأة من الطائفة العربية الدرزية تدخل الكنيست، وفي المقعد الحادي والثلاثون أورلي فرومان التي شغلت عدة مناصب الجيش .

ثانياً: حزب الليكود الذي حصل على 32 مقعد، حصدت المرأة تسعة مقاعد، فحلت المتطرفة  ميري ريغف بالمرتبة السابعة للحزب، وهي عقيدة في الجيش، وكانت  ناطقة باسمه، وكانت ذات خطاب سياسي متشدد والأكثر تطرفاً، ومن المبادرين للقوانين العنصرية: ومنها قانون القومية الذي أقر عام 2018م، كما انها طالبت بطرح قانون المساح لليهود في المسجد الاقصى، وشاركت في مؤتمرات بناء الهيكل، وعينت سابقا وزيرة للثقافة، عدائية للمجتمع العربي عملت على تقليص مخصصاتهم الشهرية بشتى الطرق.

     ونالت غيلا غمليئيل المرتبة الحادية عشر من الحزب، وهي من المتشددات اليمينيات المتطرفات في اليمين الرافض لحل الصراع العربي الإسرائيلي، عملت في منصب وزيرة المساواة الاجتماعية الجندرية في حكومة نتنياهو السابقة ، وحظيت تسيبي حوطوبيلي بالمرتبة التاسعة عشر من التيار الديني الصهيوني المتشدد شغلت منصب وزير الخارجية سابقا، أما ايتي حاف عطية فكانت في المرتبة الثانية والعشرون، وكيرن بارك بالمرتبة السادس والعشرون، وكانت قد دخلت الكنيست اول مرة إبريل عام 2019م ، ويفعات شاشا بيطون عملت رئيس بلدية كريات شمونة ساهمة في دعم القوانين العنصري الداعمة للاحتلال والاستيطان .

    وحلت النائبة شيران هسكيل بالمرتبة الثلاثون للحزب، التي وصلت أول مرة في اعقاب استقالة نائب في الكنيست السابق، وهي عضو مجلس بلدية كفار سابا، ساهمت في سن العديد من القوانين العنصرية، وباردت لمشاريع قوانين هدفها ضم مستوطنات الضفة وبشكل خاص غور الأردن، في حين ميخال شير حلت بالمرتبة 31 مساعدة برلمانية لجدعون ساعر انتخبت اول مرة في ابريل عام 2019م ، كتيي كارتين شطريت حلت بالمرتبة 32، عرفت بمواقفها المتطرفة، ومن أكثر التيار الديني تطرفنا في حزب الليكود " القيادة اليهودية"، الذي سبق وان تزعمه موشيه فيغيل قبل انسحابه من الحزب.

ثالثاً:  تمكنت القائمة العربية المشتركة من الحصول على " ثلاثة عشر عضوا،  منهما امرأتان عايدة توما سليمان من القائمة العربية نائب عن الجبهة الديمقراطية للسلام وحلت بالمرتبة الخامسة،  تولت رئاسة اللجنة البرلمانية في الكنيست لشؤون المرأة، أما هبة يزبك فضمنت المرتبة الثامنة عن حزب التجمع الوطني الديمقراطي، التي فازت أول مرة في انتخابات ابريل عام 2019م من خلال القائمة التحالفية بين التجمع والحركة الإسلامية.

رابعاً: واستطاع حزب اسرائيل بيتنو ضمان ثمانية مقاعد، فنالت يوليا ميلينوفسكي المرتبة الخامسة، ودخلت الكنيست بفعل الاستقالات عام 2016 م، وعملت عضو مجلس بلدية حلوان.

خامساً: كتلة يمينا ضمت سبعة نواب، ووضع الحزب أول خمس مرشحات من النساء، فحصلت زعيم القائمة ايليت شكيد على المقعد الاول،  الوجه العلماني ومن ابرز المبادرين لدولة القومية اليهودية بصيغته الأشد تطرف، وصلت لأول مرة للكنسيت بتوصية من نفتالي بينيت، ومن ثم تولت وزارة القضاء، وسمح لها منصبها بسن الكثير من القوانين العنصرية والقمعية ضد العرب إلى جانب قانون الضم الزاحف للضفة الغربية.

سادساً: كتلة العمل- جيشر حصلت على ستة مقاعد ، وتولت اورلي ليفي ايكسيس رئيسة حزب جيشر المرتبة الثانية، التي جعلت القانون التأسيسي لحزب “غيشر”؛ ينص على أن تكون نسبة تمثيل المرأة في الحزب%50 من مجموع الأعضاء، والدها دافيد لفي أحد قادة حزب الليكود حاول ليبرمان ضمها للحزب، إلا انها كانت من اليسار الصهيوني، انفصلت عن عضوية حزب يسرائيل بيتنو في الكنيست العشرون وتحالفت مع حزب العمل؛ وحلت ميراف ميخائيلي بالمرتبة الرابعة، ذات توجهات سلامية تقدمية من اصحاب المبادرات لحركة اسرائيل تبادر مبادرة السلام الإسرائيلية، أما رفيطال سويد حلت بالمرتبة السادسة للحزب، ولكنها لم تنجح في انتخابات ابريل 2019م، ونجحت في دورتها الثانية .

سابعاً: كتلة المعسكر الديمقراطي وضمت حزب ميرتس وحزب اسرائيل ديمقراطية الذي أسسه يهودا باراك، وحصلت على خمسة مقاعد تمار زانديرغ التي انتخبت لرئاسة الحزب وقادته في نيسان 2019 م، الا ان الحزب خسر من قوته، وفاز بأربعة مقاعد، وعلى أثر ذلك جرت انتخابات جديدة لرئاسة الحزب خسرتها تمار لصالح نيتسان هوروفيتش.

   ستاف شافير حلت بالمرتبة الثانية أصغر النائبات انتخبت في كنيست عام2015م 2015 لأول مرة رفضت التحالف مع ميرتس وحزب بارك واختارت التحالف مع حزب جيشر فنشفت عن لحزب فورا، وانضمت لتحالف حزب ميرتس مع حزب يهودا بارك، تمار زاندبرغ ووصلت للمرتبة  الخامسة.

     في حين غيبت المرأة الاسرائيلية عن كتلتي  شاس المتشددة، وكتلة يهدوت هتوراه، ,وذلك يشير إلى مدى التهميش في التمثيل السياسي للنساء عمومًا، وللنساء العربيات أيضاً، حيث حصلت النساء على أقل من ثلث مقاعد الكنيست، ويمكن القول :أن قضايا المرأة  وتمثيلها لم تعني المرأة الاسرائيلية ذاتها، وأن هناك تراجع في مشاركة المرأة في الحياة السياسية بفعل تقلص الأحزاب عدد مقاعدهن داخل الحزب، مما يعني ضرورة زيادة عدد مقاعدهن، وتعديل نسبة تمثيل المرأة داخل الكنيست.

 بقلم الدكتورة إلهام جبر شمالي
[email protected]