لبنان بين الفراغ السياسي وسياسة التفريغ بقلم:مروان صباح
تاريخ النشر : 2019-10-09
لبنان بين الفراغ السياسي وسياسة التفريغ بقلم:مروان صباح


لبنان بين الفراغ السياسي وسياسة التفريغ ..

خاطرة مروان صباح / بمعزل عن الأسباب التى جعلت بعض اللبنانيين للخروج إلى الشوارع كمحتجين على تغليف الفراغ السابق بفراغ أشمل ويجوز توصيفه بالمتجدد ، لهذا لا بد أن تعي القوى السياسية اللبنانية وفي مقدماتهم تيار المستقبل والرئيس الحريري بأن الشعب اللبناني نفذ صبره ولم يعد يفرق بين الحياة والموت لأن الأمور تساوت عنده ، بل سيأتي موعد الانتخابات اللبنانية القادمة والحكومة اللبنانية مازالت تراوح في ذات المكان التى كانت تراوح به في الانتخابات السابقة ، فالحكومة الحالية من ميزاتها ، لم يتفق أعضاءها على أي مسألة من المسائل العالقة تاريخياً بالطبع كالكهرباء وغيرها ، بل استشرى الفساد والخدمات تتهاوى نحو الهاوية أكثر ، لهذا باتت الطبقة السياسية عارية من القواعد الشعبية حتى الفئات القريبة منها لا تعد تستطيع تغطيتها ، وهذا كله ينذر بانفجار قريب يشمل جميع مكونات اللبنانية دون استثناء .

هنا لا بد لرئيس الحكومة سعد الحريري أن يدرك شيء اساسي ، إذاً كانت الرئاسة في بعبدا يقتصر مهامها على السفريات والبرتوكولات وايضاً يقتصر عمل الحكومة على الدوران في نفس دوائر الحكومات السابقة ، أي أن العهد الحالي لا يختلف عن العهود التى شهدها لبنان في الماضي بل لا يوجد فرق بين المدة التى أطلقت عليها بالفراغ السياسي واليوم ، فالفراغ مازال مستمر ويتوسع وأخذ بالانحدار الأكبر ، طالما العالم رفع يده عن تنفيذ مشاريع تُنشل أولاً الاقتصاد وتعالج بنيويته ثانياً ، فلبنان دولة لا يمتلك موارد ترد له بالعوائد وليس لديه صناعة عابرة الحدود يعتمد عليها ، بل كل ما يملكه علاقاته بالدول المجاورة أو الأبعد التى ساهمت تاريخياً بدعم اقتصاده وطالما هذه الدول صنفت لبنان ببؤرة موتورة التى تصدر التوتر في المنطقة ، إذاً ستستمر بالتوقف عن دعمه .

من هنا ، فإن من الإنصاف إقرار الخلاصة التالية ، هناك فارق بين الزواج الدائم والآخر المنقطع ، لقد رفعت دولة الإمارات العربية قرار منع مواطنيها بالسفر إلى لبنان لكن ما لم توضحه الجهات الرسمية الاماراتية ، إلى متى ، لم تحدد المدة ، بل مثل هذه المواقف ليست سوى تركيبية ، لأن ، دبلوماسية الصمت المكسور تعتبر لغة فضفاضة وسرعان ما تعود إلى الصمت ، عند يصطدم الكاسر بموقف يصنعه مدخل البلد بالفراغ الكامل ، وللأمانة ، لا يشك المرء بنوايا الأطراف ، إن كان الحريري الذي يسعى بأي شكل من الأشكال لإنقاذ البلد وايضاً نوايا دولة الإمارات الخالصة في مساعدة لبنان وأهله ، لكن الحمل كبير ويحتاج إلى جهود المجتمع الدولي وبالتالي يترتب على ذلك إظهار حسن نوايا القوى اللبنانية لكي لا يعود لبنان إلى نقطة الصفر كما يحصل في كل مرة . والسلام
كاتب عربي