الصراحة مش راحة بقلم:مهند غسان
تاريخ النشر : 2019-10-08
في قمرة ذاك الجسد حالة لا تستطيع مجرد بعض كلمات ان توصفها، تجوب بها صراع بين الحاضر و الماضي ، في وجدانها حقيقة لا تستطيع انكارها، مهما كانت سطحية أم عميقة، كعجينة صلصال تتشكل حسب رغبة مالكها، و لا تستطيع الاعتراض و لا حتى المقاومة، و يبقي عنادها مكبوت فيها.
حالة من الصمت تخيم المكان، يطرقها باب من المجاملة و النفاق و مهما حاولت الصراخ تجد من تكتمها، و تدور الحكاية و تبقي كلمة الصراحة عائق امام صاحبها، لتجنب أي صراعات تحدث سوء فهم بقصد او غير قصد.
فالصراحة هي إبدائك لرأيك بكل شفافية مع مراعاة شعور طالب الرأي منك وعدم تجريحه والتركيز على الأيجابيات , فهي خالف لمفهوم الوقاحة التي تبدي رايك دون مراعاة شعور الشخص الأخر وتجريحه والتركيز على سلبياته, فالوقاحة والصراحة وجهان لعملة واحدة ولكن الاختلاف في طريقة عرض كل منهما .
و يرادف الصراحة المجاملة التي تذكر محاسن الشخص أو صفاته الأيجابيه فقط بهدف التقرب اليه بخالف الصراحة فإنك لا تطالب مقابل صراحتك , المجاملة قد تؤذي الأخر اذا لم توجهه صحيحة , والصراحة لا تقبل المجاملات و لكن المجاملة قد تقبل بعض الصراحة , و لكن للأسف اصبح قول الحقيقة و كون الانسان صريح مع نفسه أولاً و الاخرين ثانيا جريمة في نظر الناس , فلا أحد يتقبل رأي الأخر و إن كان فيه بعض من الحقيقة يدركه هو ,
للصراحة سلبيات فقد تجرح من تصارحه و تشغل النار فتنة بينه او بين عائلاتهما إذا كان المصارح لا يجيد المصآرحة في حدود الأدب والمعقول ’ أتجنب المصآرحة إذآ كآن الطرف الآخر لا يتقبل ذلك , فالمصارحة لآ تمس مشاعر الآخرين إن لم تكن قاسية وتكون بأسلوب جميل وراقي.
في النهاية لا بد ان تكون صريحا ً مع نفسك أولا ً و مع الاخرين ثانيا ً و حاول ان تلامس مشاعر الاخرين دون ترك أدنى أذى و تشعره بحبك في توجيهه إلى الأفضل , ابتعد قدر الإمكان عن الوقاحة , لا بأس مع المجاملة اذا لم تؤذيه .