وَمَشَاهِيدُ مِنَ الجَحِيمِ الفُرَاتِيِّ (2) بقلم:غياث المرزوق
تاريخ النشر : 2019-10-08
وَمَشَاهِيدُ مِنَ الجَحِيمِ الفُرَاتِيِّ (2)

غياث المرزوق

اَلْجَحِيمُ، مَا الجَحِيمُ، وَمَا أَدْرَاكُنَّ مَا الجَحِيمُ؟
يَوْمَ لا نَسْطِيعُ أَنْ نُحِبَّ حَتَّى لَوْ حَيِينَا في النَّعِيمِ!
دوستويفسكي


(2)

اَلشَّوَارِعُ مُقْفِرَةٌ
وَالمَنَازِلُ في شَارِعِ الجِسْرِ
لَيْسَ لَهَا في القُلُوبِ مَنَازِلُ
– يَا صَاحِ –
أَوْ شَارَةٌ مِنْ أَوَاهِلْ
/... بَلَى
إِذْ يَقُولُ المُشَرَّدُ:
«لِلْحَرْبِ عَادَاتُهَا،
وَأَنَا بَيْنَ مَحْرَقَتَيْنِ أُجَادِلْ»
/... بَلَى
«في أَنَايَ الكَثِيرُ مِنَ الأَنَوَاتِ
وَفي كُلِّ وَاحِدَةٍ
وَابِلٌ مِنْ جُرُوحٍ جَمُوحٍ تُسَائِلْ»
/... بَلَى
«كَيْفَ يُجْدِي السُّؤَالُ، السُّؤَالُ،
إِذَنْ، يَا وِصَالُ،
/... بَلَى
كَيْفَ يُجْدِي السُّؤَالُ،
وَقَدْ لَوَّثَتْهُ دُبَالاً مُلُوكُ الطَّوَائِفِ،
تِيكِ الدَّوَابِيلُ،
تِيكِ الدَّبَاكِيلُ،
قَرْنَيْنِ مُتَّصِلَيْنِ،
وَمُنْتَحِلَيْنِ،
صَدَى الاِرْتِقَاءْ؟»

***

اَلشَّوَارِعُ مُوحِشَةٌ
لَيْسَ، ثَمَّةَ، شَيْءٌ يَدُلُّ،
يَدُلُّ عَلى الاِنْتِقَاءْ
لَيْسَ، ثَمَّةَ، شَيْءٌ يَدُلُّ
عَلى النَّفَسِ الآدَمِيِّ
سِوَى كَوْمَةٍ شَاذَّةٍ مُتَكَدِّسَةٍ،
كَوْمَةٍ مُتَحَرِّسَةٍ، مُتَكَرِّسَةٍ
مِنْ تَمَائِمَ
أَوْ مِنْ «رَمَائِمَ» عَظْمِيَّةٍ،
وَجَمَاجِمَ
مِنْ كُلِّ حَجْمٍ وَصَوْبٍ،
/... وَلٰكِنَّ، لٰكِنَّ،
تَحْتَ السُّقُوفِ المُبَعْثَرَةِ،
ﭐلقَلْبَ يَنْبِضُ، يَنْبِسُ،
أَوْ يَتَرَاقَصُ
رَأْسًا عَلى عَقِبٍ
وَالثَّوَانِي الأَخِيرَةُ بَاقِيَةٌ
/... كَالأَمِيبَا
تَمُطُّ بِأذْرُعِهَا المُدَّعَاةِ
لِكَيْ تَصِلَ الكَفَّ بِالكَفِّ
أَوْ تَكِلَ الصَّفَّ بِالصَّفِّ
بَاقِيَةٌ في البَقَاءْ

***

دبلن