يوم العبور بقلم: عبد الرحيم الماسخ
تاريخ النشر : 2019-10-05
يوم العبور
شعر: عبد الرحيم الماسخ
ترابُ سيناءَ كم فى الليل نادانا
بلوعةٍ.. فشققنا الصمتَ بركانا
وبيننا الحربُ كم أعطتْ وكم أخذتْ
دُخانُها حولنا يلتفُّ خيطانا
يُكبِّلُ الهمةَ العذراءَ كنْكبُها
ويُطلقُ الثلجَ يرعى فى خلايانا
و خطُّ برليفٍ الطافى على دمِنا
يبثُّ فينا سمومَ اليأس ألوانا
و كلُّ يومِ انتظارٍ صخرةٌ سقطتْ
فضيّقتْ – لبلوغِ الحقِّ - مجرانا
فقِيل: ذاك عدوٌّ قهرهُ حُلمٌ
لهُ ذراعٌ تصيدُ الغيمَ غُدرانا
وتتركُ الشرقَ صحراءً مُسافرةً
فى الليلِ تمسكُ قبضَ الريحِ قبطانا
لكن يوماً صحا والشرقُ مشتعلٌ
بهِ تفجّرتِ الأسرارُ كِتمانا
اللهُ أكبرُ صاح الجندُ , فانفلقتْ
بخطِّ برليفٍ الصيحاتُ فرقانا
و الأسْدُ تزأرُ , والجرذانُ هاربةٌ
ترجو السفينَ وأن لم تلقَ طوفانا
لكنها لقيتْ حبَّ الشهادةِ فى
قلوبِنا و رأتْ للشوقِ نيرانا
فذاك أحمسُ يسقى الجُندَّ هِمّتهُ
و ذا صلاحٌ يردُّ الكيدَ نشوانا
تقدّمَ النيلُ و الأهرامُ , فانكسرتْ
فلولُ صهيونٍ المهزومِ عُميانا
تُلقى القناةُ بنا عن متنِها زمراً
كأنَّ تاريخنا يرتادُها الآنا
ورايةُ النصرِ رفّتْ فوق غايتِنا
وعاد للشرقِ من معناهُ ما كانا
وعانقتْ أمَّها سيناءُ عائدةً
تضمُّ من دمِنا روحاً وريحانا