مَشَاهِدُ مِنَ الجَحِيمِ الدِّمَشْقِيِّ (3) بقلم:غياث المرزوق
تاريخ النشر : 2019-10-03
مَشَاهِدُ مِنَ الجَحِيمِ الدِّمَشْقِيِّ (3)

غياث المرزوق

دَقَّتْ سَاعَةُ الرَّحِيلِ، دَقَّتْ في وقْتِهَا الأَمْثَلِ:
فَهَا أَنَذَا لِلْمَمَاتِ وَهَا أَنْتَذَا لِلْحَيَاةِ – أَيُّهُمَا الأَفْضَلُ؟
سقراط


(3)

/... وَهَا أَنْتَ
تَكْنِزُ حُبًّا فَسِيحًا لِوَجْهِ البِلادِ
مَدِيداْ
تَمُدُّ، تَمُدُّ، جِذَاءَ المُرُوءَةِ،
مِنْكَ إِلى مِحْجَرَيْهَا،
بِزَيْتِ الفَوَانِيسِ حَتَّى
وَتَصْنَعُ حُرِّيَّةً
لا تَحِيدُ فَتِيلاً عَنِ الضَّوْءِ
أَوْ عَنْ بَصِيصِ النُّبُوءَةِ،
– جُمَّارَةَ القَلْبِ
ضَعْ نُصْبَ عَيْنَيْكَ قَلْبِي
شَهِيدَاْ

***

فَبِالمَوْتِ، بِالمَوْتِ، تَفْتَحُ بَابَ الحَيَاةِ
ٱلحَقِيقِيّ
بِالمَوْتِ، بِالمَوْتِ، تَدْخُلُ في حَضْرةِ
ٱلجَوْهَرِيّ
وَبِالمَوْتِ تَكْتُبُ قِصَّةَ حُبٍّ فَسِيحٍ
وَتَجْتَازُ، في السَّرْدِ، حَدَّ الرِّوَائِيّ
تَجْتَازُ كُلَّ حُدُودِ الزَّمَانِ-المَكَانِ
/... هَوًى
تَتَبَوَّأُ فِرْدَوْسَكَ المُخْمَلِيَّ
أَمِيرًا سَعِيدَاْ

***

فَيَمِّمْ جَنَاحَيْكَ شَطْرَ احْتِكَامِ العَصَافِيرِ
وَاحْمِلْ نَشِيدَكَ زَادَكَ
سَجِّلْ وَصَايَا النُّجُومِ البَعِيدَةِ في سُبْأَةِ العُمْرِ
تَلْقَ الإلٰهِيَّ والبَشَرِيَّ، بِذَاكَ،
غَرِيمَيْنِ
يَبْتَكِرَانِ أَثِيرَ وُجُودِكَ في هَامَةِ الكَوْنِ
بَارِقَتَيْنِ:
مُسَمًّى يُرَتِّبُ دَرْبَ الحَلِيبِ
وَاِسْمًا سَدِيدَاْ

***

/... فَبِاسْمِكَ،
بِاسْمِكَ أَقْرَأُ نَوْعَ «المَزَامِيرِ»
بَيْنِي وَبَيْنِي
وَبَعْدَ الشَّتَاتِ بِعِشْرِينَ عَامًا
أُبَعْثِرُ وَرْدَ الطُّفُولَةِ
كَيْ أَصْطَفِيكَ، هُنَا الآنَ،
أَيْقُونَةً لِلتَّمَنِّي
وَكَيْمَا أَحُثَّ مَطَايَا القَصِيدِ إِلَيْكَ
/... مَآلاْ

***

كَمَا قَالَ قَلبُ الضَّرِيرِ،
خَلِيِّ النَّظِيرِ، بِنَبْرَةِ وَجْدٍ:
«سَأَلْنَ فَقُلْتُ: مَقْصِدُنَا سَعِيدٌ
فَكَانَ اسْمُ الأَمِيرِ لَهُنَّ فَالاْ»!

***

دبلن