"تفاحة العابد" جديد جهاد أبو حشيش
تاريخ النشر : 2019-10-02
"تفاحة العابد" جديد جهاد أبو حشيش


تفاحة العابد 

 جديد جهاد أبو حشيش

عن دار فضاءات للنشر والتوزيع, رواية "تفاحة العابد" للشاعر والروائي جهاد أبو حشيش صدرت للتو بمائتين وخمس وعشرون صفحة من القطع المتوسط, وبغلافها الأنيق من تصميم دار فضاءات, وهي الرواية الثالثة للكاتب بعد روايتيه "ذئب الله" وبيمان"

في "تفاحة العابد" كل الشخوص كانوا أبطالا, حتى وإن تفاوتت المساحة التي تَمكَّن كلّ منهم من اقتطاعها لنفسه من النص الروائي, هذا الأخير الذي بدا ساحة صراع ملتهبة, في حين بدا جهاد أبو حشيش متخذاً دور المحايد في مختلف فصول الصراع, معطياً وبإنصافٍ مُلفت كاملَ الحرية لكلِّ بطلٍ من أبطاله, ودون تحيّز, ليُحَدِّثَ عن نفسه ومن وجهة نظره هو, ويبين ويشرح موقفه تجاهَ أزمته وتجاه بقيَّة اللاعبين, حتى ليبدو للقارئ الذي سيجد نفسه متعاطفاً وبنفس القدر مع الخيّر والشرّير منهم على السواء, وكأنه قد جانب الحقّ, مستنكرا على نفسه تعاطفه مع الظالم منهم, بينما يقف أبو حشيش بالخلف, ممسكاً خيوط اللُّعبة, وبذكاء متفرِّد يدفع بالقارئ إلى عمق دواخل شخوصه ليصل به ودونما إدراكٍ منه إلى التَّماهي مع كل شخصية على حدة.

فعواد الصلب, قاسي المشاعر, والذي اعتاد خلال مسيرة حياته على سحق كل من يقف بوجهه, باع واشترى في كل صنوف المحرم, وتربع على عرش إمبراطورية متخمة بالمال والعلاقات المشبوهة والانتصارات, سيجد نفسه هزيلا مهزوما بعد أن أصيب وحيده عادل بحادث انفجار بأحد الفنادق, وفقد الأمل برؤية "عواد الحفيد", إلا أنه عاد ووقف من جديد رافضا القبول بالهزيمة, فاضطر لتنفيذ مشروع بديل عن عادل بعيدا عن رحم عائشة الطيبة الخانعة "أم العيال" ومن خلال منال الزوجة الثانية, والتي كانت تشكل بالنسبة له مجرد مساحة للمتعة, وتفريغ شهواته الشرسة وساديته, منال بشبقها اللا محدود للمال, سوف يكون لديها مخططها هي الأخرى للانتقام من عواد.

تاليا التي تنتمي لذلك المكان السرّي المُعتم, حيث السلطة والمال, والمخططات والألاعيب الكبرى, تلك الفئة التي تتحكم في كل شيء وتحرك وتتاجر في كل شيء, السلاح والبشر والأوطان دون اكتراث بإنسانية الإنسان, استحوذت على عقل وقلب عواد, واستثمرت شبقه وشهوته للجنس والمال والسلطة, ليصبح عجينة طيعة بين يديها وتحت قدميها. 

سيف شقيق عواد رجل المبادئ والقيم النبيلة, وصاحب القضية الوطنية والإنسانية, وقد قضى الجزء الأطول من حياته يناضل لأجلها, والذي كان يرى في أخيه عواد مثالا للاعوجاج والفساد, سيف وبعد خيبات متتالية, وجد نفسه الخاسر الأوحد, فبينما ينعم الآخرون بالمال والملذات وبين أسرهم وأبنائهم, هو بالكاد يجد ما يسد رمقه وزوجته, سيف سوف يكون له موقف آخر من عواد وما يمثله.

عادل, وإلى جانبه أخته عصرية, نقيض عواد، الأب, وبشخصيتها القوية الواثقة ونزوعها لحرية المرأة والإنسان, كانت العون والسند لعادل, والذي تتخبطه مشاعر متناقضة, بعد أن بات مأزوما بجسده ورجولته, عادل سوف يعيش قصة حب غاية في الغرابة مع سماح المأزومة هي الأخرى في ذاتها وأنوثتها, صدفة اللقاء بين عادل وسماح ستقدم للقارئ أكثر أحداث الرواية غرابة وغنى بالمشاعر والمخاطر على السواء.