التبيان بقلم:أ.شريف قاسم
تاريخ النشر : 2019-10-02
الــتــبــيـــان ... 

   الــصَّــارمــانُ: الــســيــفُ والـــقـــرآنُ= وعــلــيــهـمـا  لايــــقــــدرُ  الـــبُــطــلانُ
حَــدَّاهــمـا  مــتـبـرئـان مــــن الــونــى = والـــعــزُّ  بـيـنـهـمـا : يـــــدٌ و لـــســانُ
فـــإذا  هــمـا هُــجِـرَا تــمـوتُ مــروءةٌ = ويـعـيـشُ  فـــي أهـلـيهما الـخِـذلانُ
فـعـلـيـهـما  شُــــدَّتْ ســواعــدُ أُمَّــــةٍ = مــانـالـهـا  رغـــــم  الـــعــدا خـــســرانُ
أَوَيــرفَــعُ  الــصــوتَ الـزنـيـمُ مـعـربـدًا = أتــهــيــنُ  ديـــــنَ  نــبـيِّـنـا الــغــربـانُ 
أيـــضــجُّ  بـالـتـهـديـدِ ســكِّـيْـرٌ لــهــم = وســـــلاحُــــه  الأوزارُ والأضـــــغــــانُ 
وتـعـودُ فــي الـدنـيا الـجهالةُ عـنوةً = وعــلــى  مــداهــا تُــعـبَـدُ الأوثــــانُ 
فـالـجـاهـلـية  فـــرَّخــتْ فــــي عــالَــمٍ= فَــبَــنُـوهُ  هـــــذا الــذئــبُ والـثُّـعـبـانُ
مــن  جُـحـرِ إفـرنـجٍ ومــن غـابٍ طـغى= فــيــه  الـسَّـفـيهُ الــفَـدمُ و الـخَـزيـانُ
ومـــن  الــرعـاعِ اسـتـأسدوا لـمَّـا رأوا= وَهَـــــنَ  الـــكــرامِ كــأنَّــهـم عُــبــدانُ
وهُــــمُ  الأذلــــةُ لافــخـارَ ولا هـــدى= أبـــدا  ولــيـس لــهـم هــنـاك مـكـانُ
هــــانَ  الأبـــاةُ فــأدبـرَتْ قــيـمٌ لــهـا= بِـسُـمُـوِّهـم  فـــي الـعـالـمين زمـــانُ
كـــان  الــعـدو يـهـابُهم بــل يـنـحني=  لــمــهــابـةٍ   فــلِــعـزِّهـم  ســلــطــانُ
هـــي  أُمَّـــةٌ هـجـعتْ زمـانًـا فـانـثنى= عـــــزمٌ  ، وغـــــابَ لــثُـكـلـه الإمــكــانُ
فـالـمـجدُ  ولَّـــى، والـمـآثـرُ صــوَّحـتْ= وكــــأنَّـــمـــا  تـــاريـــخُــهــا  عُـــــريــــانُ
فـكـريـمُـهـا  أخـــــوى بــغـيـرِ رِفــــادةٍ= وقـــريــبُ  مــــاءِ فــراتِـهـا عــطـشـانُ
واللهوُ  أطــبــقَ ، فـالـمـلاعـبُ حُـــرَّةٌ= ولـــبــؤسِ  وجـــــهِ  زمــانِــهـا إعــــلانُ
كـــــانَ  الــحــرامُ : كــبـيـرُه وصــغـيـرُه= يُــخْــفَـى  حـــيــاءً دسَّـــــه الــكـتـمـانُ
والــيـوم  أضــحـى مـسـتساغًا حُـلـوُه= أو  مُــــــــــرُّه، ولـــشـــأنِـــه خُـــــــــزَّانُ
مـــا  يُـغـضبُ الـدَّيَّـانَ أمـسـى وافــرًا= مُـــتَـــدَاولا  يــلــهــو  بـــــه الـــولــدانُ
والـيـومَ  تـنـتظمُ الـحـشودُ لأجــلِ أنْ= تُــســتَــحــسَـنَ  الأدوارُ  والـــــــــدورانُ
وَلِـيَـلْـعَـبَ  الـشـيـطانُ أجــمـلَ لـعـبـةٍ= ويـــــــراوغَ  الـــسَّــرحــانُ  والـــفــئــرانُ
والـمـالُ  يُـبـذلُ لـلـسفاهةِ والـهوى= مـهـما  غَـلَـتْ فــي سـوقِـه الأثـمـانُ
آهٍ  عــلــى وطــنــي الــــذي يـجـتـاحُه= غـضبُ الإلـهِ، وقد طغى العدوانُ 
هـــل  أقــفـرتْ قــيـمٌ ومـاتـتْ نـخـوةٌ= وَتَــصَــحَّـرَتْ  بــرؤوسِـنـا الأذهــــانُ ؟
ربَّـــــــاهُ  هـــــــذا  مــاجَــنَــتْـهُ أكُــفُّــنــا…واسْـتُـسْـهـلتْ  إذْ نــحـلـفُ الأَيْــمــانُ
فــفــؤادُنـا  مَــيْــتٌ بــرمــسِ هــوانِـنـا= وعـــدوُّنــا  فـــــي بــطـشِـه يــقـظـانٌ
رُحــمــاكَ  ذقــنــا مـــن مـــرارةِ كـربِـنـا= وهـــــوتْ  عـــلــى أكــبــادِنـا الــمُــرَّانُ
فـــارحــمْ  تَــضَـرُّعَـنـا ، وفـــــرِّجْ غُــمَّــةً= فـــســواكَ  يـــــاربَّ  الــــورى بُــطــلانُ
فــأغــثْ  إلــهــي أُمَّــــةً نـــادتْ ولـــم= تَــســمـعْ  لـــصــوتِ جــراحِــهـا الآذانُ
هـــي  أُمَّــةُ الإســلامِ ، ديــنِ مُـحَـمَّدٍ= أبـــنـــاؤُهــا  الأبـــــــرارُ  والــشُّــجــعـانُ
لــم يـجـفلوا يـوما إذا اشـتدَّ الـوغى= أو  هــــاجَ فُــــرْسُ الــنــارِ والــرومــانُ
تـيـجـانُـهم  أكـفـانُـهـم لــــم يُــدبـروا= إذ  لاحَ بــالــبـشـرى لـــهــم رضـــــوانُ
فـأُولـئِـكُـمْ  لــمَّـا اتَّــقَـوا  ربَّ الـــورى= ذلَّ  الـــعــدوُّ الــخــصـمُ والــشـيـطـانُ
أو  لاذَ  مــخــتــبــئًــا وراءَ مــــكـــيـــدةٍ= ولــــــه  بــمــحـفـلِ  أهــلِــهـا أعـــــوانُ
والـكـالئُ الـمـولى الـمـحيطُ بـخـلقِه= فـالـكـفـرُ  يُــهـزمُ، والــضَّـلالُ يُـــدَانُ
والــعـابـدون  لــغـيـرِه تــاهــوا فــلـم= تــنـفَـعْـهُـمُ  الأهــــــواءُ  والــنُّــدْمــانُ
وقــيــادةُ  الأحــــزابِ فـــي أفـكـارِهـا= وَهَــنَـتْ  فــلـم يـنـبِـضْ لـهـا شِـريـانُ
والـقـومُ يـجـترئون فــي مـكـرٍ لـهـم= لــكــنْ  يــبــورُ  ويـنـتـهـي الـهـيـجانُ
ولـــعـــزَّةِ  الإســــــلامِ  تــعــلـو رايـــــةٌ= خــفَّــاقــةٌ  بـــاهـــى  بـــهــا كـــيــوانُ
 تــروي لـنـا الـمـجدَ الـذي لـم يـنصرمْ= فــشــذاهُ  فــيــه الــــرَّوْحُ والــرَّيْـحـانُ
وبــــــه  تُـــجـــدَّدُ  لـــلــورى صــفـحـاتُـه= فــيـهـا  الــبــواحُ الــعــذبُ والـتَّـحـنانُ
وهـي الـشَّريعةُ نـورُها لـم يـنطفئْ= فـلـها الـشَّـبابُ الـشَّـهمُ والـفرسانُ
أغـنتْ رحـابَ الـكونِ إذهـي والسَّنى= والــلــيــلــةُ  الـــقـــمــراءُ  والأفــــنـــانُ
والـمـزنُ تـسـقي فـالـمرابعُ تـزدهي= والـــواحـــةُ  الــخــضــراءُ والــبــسـتـانُ
والأمــــنُ  ظــــلٌّ لـلـشـعـوبِ ومــوئـلٌ= فـلـقد صـفـا فـي الأنـفُسِ الـوجدانُ
هــــذا  هــــو   الــقــرآنُ يـصـنـعُ أُمَّـــةً= أَمِـــنَــتْ  بـــــدارِ  إخــائِــهـا الأجــفــانُ
إذ  بــــاتَ لــلإنـسـانِ قـيـمـتـه الــتــي= أودى  بِــنُـبْـلِ وســامِـهـا  الـطـغـيـانُ
لا  هــــذه الأرجــــاس مــــن زورٍ  لـــه= يُــعـنَـى  بـخـبـثِ فـسـادِهـا الـبـهـتانُ
وحــضــارةٌ   مـلـعـونـةٌ أشــقـتْ بــنـي= الـدنـيـا  ، فــهـانَ الــحـقُّ والإنــسـانُ
هـــي  لــوَّنـت وجـــهَ الـحـياةِ بـزُخـرُفٍ= والــتــقـنـيـاتُ  نــشــيــدُهـا الــفــتَّــانُ
لــكـنـهـا  فــشــلـتْ بــحـفـظِ كــرامــةٍ= لـلـنـاسِ  واسـتـشـرى بــهـا الـحِـرمانُ
فـالبؤسُ والـقلقُ الـممضُّ ومـا نرى= مـــن  مـشـهدٍ فـاضـتْ لــه الأشـجـانُ
فـانـظرْ  تَــرَ الآلافَ مــن أهـلِ الـورى= قـــيــدَ  الــشَّــقـاءِ تــلـفُّـهـم أحـــــزانُ
والـموتُ يـحصدُهم ولـيس لـهم يدٌ= تـحـمي، ولـيـس لـهـم هـنـا أعـوانُ
وهــنـاك  مــوتٌ، والـحـضارةُ صـنَّـعتْ= أدواتِـــــــه  ولــــهـــا  بـــــــه أخـــــــدانُ
غــازاتُــهـا، ورصــاصُــهـا، وقــنـابـلٌ= ســــــارتْ  بــأنــبــاءٍ  لـــهـــا الــركــبــانُ
أرأيـــتَ  طــفـلا تــحـت وطــأة صـخـرةٍ= بـيـن  الـركـامِ وقــد هــوى الـبـنيانُ 
أرأيـــتَ  آخـــرَ قـــد رمــاه الـبـحرُ فــي= أشـداقِ مَـن ظلموا ومن قد خانوا 
أرأيـــتَ  آخـــرَ كـيـف يُـصـعقُ قـسـوةً= بـالـكـهـربـا، وَلْـيُـكْـتَـب الــعـنـوانُ !؟
مــــاذا  أُعَــــدِّدُ والــنــوازلُ لــــم تـــزلْ= تــعـوي  ضــحـىً، وبــلادُنـا الـمـيـدانُ
مَــن  أسـتـثيرُ؟ ومَــن أُنـادي؟ إنَّـها= إذْ  أفــلــتــوهــا  مـــالـــهــا أرســـــــانُ
عـمـيـاءَ  بـــل بـكـمـاءَ بــل صـمَّـاءَ بــل= أغــنــى  صــنــوفَ عُــتُـوَِّهـا الإدمـــانُ
هــذا زمــانُ الـفـصلِ فـاشـتدِّي فـما= يُــغْــنِـي  نــــؤومَ الـغـفـلـةِ الإذعــــانُ
يـا أُمَّـتي أغَـضَبْتِ ربَّـك بـالتقاعسِ=  والـــونـــى إذْ غــــــرَّك الــشـيـطـانُ
فـركـنـتِ  لـلـصـبيان قـــد لـعـبـوا بـمـا= لـــــكِ  مــــن فــخــارٍ  مــالــه نــسـيـانُ
وعـــقـــيـــدةٍ  لـــلــخــيــرِ  إنـــســانــيَّــةٍ= ولــهــا  اجــتـبـاكِ الــواهـبُ الـرحـمـنُ
ولــهـا  اصـطـفاكِ فـكـبَِّري لاتـنـحني= فـلـك  الـهـدى والـسـيفُ والـفـرقانُ
والـرحـمـةُ  الـمُـهداةُ والـقـيم الـتـي= مــاشــابَـهـا  خـــطـــلٌ ولا  أضـــغـــانُ
نــزلُ  الـكـتابُ بـهـا ، فَـعَـذْبُ بـيـانِها= لــلـنـفـسِ  يـــأسِــرُ بـــوحُــه الــهـتَّـانُ
يسمو بها الإنسانُ في هذا المدى= إن  عـــاشَ طــيـبَ نـمـيـرها الإنـسـانُ
فـكـتـابُ  ربِّـــكِ مـعـجزٌ فـيـه الـهـدى= وبـــــه  الــسُّــمُـوُّ  وظـــلُّــه الــفـيـنـانُ
وهــو الـهُـوِيَّةُ لـلـكرامِ بـنـي الـورى= مَـــن  آمــنـوا، وســواهُـمٌُ   الـحـيرانُ
صــبـرًا، فـــلا يَــغْـرُرْكِ نـبـحُ كـلابِـهم=  فـي الـعالمين، فـما هُـمُ العقبانُ 
فـالمسلمون الـصِّيدُ مـا وهنوا، ولم= يـفـقـدْهُـمُ  فــــي عـصـرِنـا الـمـيـدانُ
فـعلى الـشواهقِ إن تـوهَّجَ طـارفٌ= فــهـو  الـولـيـدُ … سـراجُـنـا الــمـزدانُ
لايــــرهــــبُ  الأعــــــــداءُ  إلا فـــتــيــةً= قــــد  بــايـعـوا ربَّ الــــورى وتــفـانـوا
فــحَــبـاهُـمُ  اللهُ  الــقــديــرُ بــنــصــرِه= فــاسـألْ  يُـجـبْـكَ الـمُـنْـبِئُ الـنـشـوانُ
لـــكــنْ  تــرنَّــحـت الــنـفـوسُ لـغـفـلـةٍ= وتـــبـــلَّـــدتْ  لـــلــفَــجْــأةِ  الأعــــيــــانُ
فَــنَـضَـتْ  لـيـالـيـهم ثــيــابَ جـلالِـهـا= واســـتُــبــدِلــتْ  يــابــؤسَــهــا الأردانُ
لـو أنَّ أهـلَ الـخطبِ مـا أغضوا على= عـــارِ  الــهـوانِ لَـمَـا طـغـى الـخِـذلانُ
فـاسـتـسلموا لـلـمـجرمين، فـمـرَّغوا= شُـــــمَّ  الــجـبـاهِ، فَــغُـلَّـت الأذقــــانُ
أكــلـتْ نـدامـتَـهم بـمـلعبِ قـهـرِهم= أشـــــداقُ  حـــقــدٍ  نــابُــهـا الــشـنـآنُ
إنَّ  الــزنــادقـةَ الـــذيــن اســتـنـسـروا= مـــــاردَّهــــم  ديـــــــــنٌ  ولا إيــــمــــانُ
هــم  كـافـرون بِـهَـدْيِ شــرعِ مُـحَـمَّدٍ= لا الـــديـــنُ  يــردعُــهـم ولا الإيـــمــانُ
فـانهضْ أخـا الإسـلامِ أنتَ المجتَبَى= مـــن  بــيـن خـلـقِ اللهِ لـسـتَ تُـهـانُ
مــازلـتَ  عـنـوانَ الـمـآثرِ فــي الــورى= ولأنـــــتَ  ذاك الـــفــارسُ الــمــعـوانُ
تـرقى بـكَ الـقيمُ الحِسانُ فقم لها= فــبــصــدرِك  الــتــوحـيـدُ والــعــرفــانُ
مــاضـرَّ وجـهـتَـكَ الـقـويمةَ بـأسُـهم= أو  غـــدرُهــم والــظــلـمُ والـطـغـيـانُ
وهـي الـحوادثُ فـي مـداها مـاترى= مُــتَــقَــلِــبــاتٍ  مــــالـــهـــا  مـــــيــــزانُ
بــشــراكَ  إنَّ الــفـتـحَ لــيــس بِــمُـدبـرٍ= فــلــيــومِـه  الــحُــلــوِ الــقــريــبِ أوانُ
مـادمتَ تـشهرُ سيفَك المسلولَ لم= يُــغــمَـدْ، فــحــالُ إبــائِــك الــرُّجـحـانُ
إنَّ  الــغــثــاءَ حــشــودُهــم ومـــآلُــه=  مهما بغى، مهما عوى، الخسرانُ
أبــــشـــرْ  فــــــإنَّ  اللهَ يُـــؤثِـــرُ أُمًَّــــــةً= بـــيــن  الــــورى دســتـورُهـا الــقــرآنُ
يــبــقـى  هُـــداهــا  عــالــيًـا مــتـألـقًـا= والــمـجـدُ  طـــولَ الــدهـرِ والـفـرقـانُ
كـم قـد أُبـيدتْ فـي الـعصورِ ممالكٌ= وهــــوتْ  عــلـى هـامـاتِـها الأركـــانُ
فـاشمخْ أخـي فـي اللهِ بالإسلامِ لا= تـــركــنْ  لــحــكـمٍ  ديـــنُــه الأضـــغــانُ
مـــادمــتُ  لــلـقـرآن تــحـيـا فـاعـلـمَـنْ = أنَّ  الـــضَّــلالَ  ولـــــن يـــضــرَّ دخـــــانُ
شــذو  الـمـثاني لـيـس يـفنى بـوحُه= والـــسُّـــنَّــةُ  الــــغــــرَّاءُ  والــــرضـــوانُ
أهـلوه فـازوا لـيس يُبخسُ سعيُهم= حـــيــثُ  اطــمـأنـتْ عــنــده الأجــفــانُ
فـاهنأ قـريرَ الـعينِ لـن يبقى الشقا= والـــــرزءُ  يــطــوي  وخــــزُه الإيــقــانُ
هـــذا  هــو الإســلامُ فـطـرتُنا الـتـي = مــالاكــهـا  الــطــاغـوتُ والــعـصـيـانُ
هـــلَّـــتْ  مــنــاقـبُـه  بــأبــهــى حـــلَّــةٍ = وبـــذي  الـمـناقبِ يـزدهـي الـعـمرانُ
هــيـهـاتَ  تُــحـصـى لـلـحـنـيفِ مــآثـرٌ= إذ  لا يــفـي فـــي حـصـرِهـا الـتـبيانُ
وهـــي  الـمـعـالي عـانـقـتْها عـصـبةٌ= ولــفــضـلِـهـا  يــتــواثــبُ الــفــرســانُ
دَأَبَـتْ تُـعيدُ لـنا الـفخارَ ومـا انـطوى= فـــهــو  الــبـيـانُ الـمـقـمـرُ الـفـيـنـانُ
فـي كـلِّ قـلبِ مؤمنٍ عشقَ الهدى= مـــا نــالــه  الإهــــمـــالُ والـــهــجــرانُ
فـمـن  الـنُّـبُوَّةِ ذلــك الـقلبُ اسـتقى= عَـــــذْبَ  الــقَــرَاحِ فــطـابـت الأبــــدانُ
وهـي الـسكينةُ مـا نـأتْ عـن مسلمٍ= فــــــي  عـــمـــرِه  فَــوَلِــيُّــهُ الــرَّحــمـنُ
سَـلِـمَ الـشَّـبابُ الأتـقـياءُ مــن الأذى= وطــــوى  مــآســي قــومِـنـا الــدَّيَّـانُ
اللهُ  مُــنْـتَـقِـمٌ فـــــلا الــبــاغـي نــجــا= أبـــــــــدا  ولا  الـــمــتــآمــرُ الــــخــــوَّانُ
وحـــبــا  إلـــــهُ  الـــكــونِ أُمَّــتَـنـا بــمــا =   فــــي  فــيــضِ رحــمـتِـه ودارَ زمــــانُ
كـم ظـالمٍ بـاعَ الـشعوبَ لأجـلِ مَن  =    فــأُذيــقَ  إذْ حــــمَّ الــقـضـاءُ هــــوانُ
ورأى  جــهــنَّــمَ  فــاســألــوه فـــإنَّـــه  =    واللهِ  عـــايـــنَــهــا ، وذاك عِـــــيَـــــانُ
غـــــابَ  الـتـسـلـطُ والـتـنـطـعُ والأذى  =  والـــكــبــريــاءُ  فـــــأُمَّــــه  الـــنـــيـــرانُ
 وتــنـاثـرتْ  إذْ ذاك أوســمــة زهــــتْ =   فـــــــي  صـــــــدرِه  أوَّاهُ والــنــيـشـانُ
فــهـو  الـزعـيـمُ لــه الـرعـاعُ تـجـمَّعوا =   كـي يـهتفوا فـي الـساحِ والصبيانُ
عـاشَ الـزعيمُ ، ولـيتهم لم يهتفوا = إنَّ  الـــزعـــيـــمَ  لـــمـــجــرمٌ ســــجَّــــانُ
اللهُ  يـــعـــلــمُ  بـــغـــيَــه وفــــســـادَه    =    وبــــنــــابـــه   تـــتـــمــيــزُ  الـــــذؤبـــــانُ
واللهُ  يــحـيـي أُمَّــــة قــــد ســامـهـا    =    حــكـمُ  الـطـغـاةِ ويـنـطوي الـلـمعانُ
مــــازالَ  نــــورُ اللهِ فــــي أحــداقِـهـا    =    وبِـــمِـــرْوَدَيْــهِ  تُـــكَـــحَّــلُ  الأجــــفـــانُ
والــديــنُ  بــــاقٍ رغــــمَ كـــلِّ مـضـلـلٍِ    =    لايـعـتـريـه  عــلــى الــمــدى نـقـصـانُ
وعــقـائـدُ  الـكـفـرِ الـبـغـيضِ تـنـوَّعـتْ    =   ومـــآلُــهــا  الإفــــنـــاءُ  والـــخــســرانُ
فـــي  كـــلِّ عـصـرٍ يـحـتفون بـمـذهبٍ    =   أخــنــى  عــلـيـه الـفـحـشُ والــخِـذلانُ
صـاغـوه  مــن نـتـن الـمـفاسدِ جـمـلةً    =    فــفــصــولُـه  الآثــــــامُ  والــهــذيــانُ
واللهوُ والـسَّهرُ الـمقيتُ ومـا جـرى    =   إذ  عــــربـــدَ الــسِّــكِّــيـرُ والــدهــقــانُ
والـفـسقُ إنْ ركــبَ الـعقولَ تـرهلتْ    =    واخـتـلَّ  فــي وضـعِ الـحِجَى الـميزانُ
أَوَيَـسْـعـدُ الإنـسـانُ إنْ قـادَتْـهُ فــي    =    سُــبـلِ  الــعـلاءِ الـغـيـدُ والـنـسـوانُ !
والـخـمرُ  والـعُـريُ الـذي يـمحو الـحيا    =    فــتــرى  الــشَّـقـيَّ كــأنَّــه حــيــوانُ !
ولـعلها أدهـى الـمصائبِ إنْ مـضى    =   بــالــحـكـمِ  فـــــي أزمــانِــنـا صــبــيـانُ
يـجـنـون  مـــن حَـيَـوِيَّـةِ الـعـمرِ الــذي    =    أخـــــــوى  تـــبــابًــا  مــــالَـــه عـــنـــوانُ
فـلـقد  بــرى أجـسـادَهم وجــعُ الـخنا    =    فــالــجـسـمُ  بــــــاتَ كـــأنَّــه جــثــمـانُ
وهُــمُ  الـذيـن عـلـى الـقـبائحِ أبـرموا    =   عــهـدًا فـضـاعتْ بـالـهوى الأوطــانُ
الـعـاكـفون عــلـى الــرذائـل ويـلـهم    =    مـا أسـعفتْهُم فـي الـورى الـنُّدمانُ
خـانـتْـهُمُ  الـدنـيا الـتـي عـبـدوا بـهـا    =    أهــواءَهــم  ، واسـتُـبـعِـدَ الإحــسـانُ
مـابـالهم  كـرهـوا الـحـقيقةَ وانـثنوا    =    فـاقـتادهم  فــي الـمـهمهِ الـكهَّانُ
خــانــوا  الـعـقـيدةَ : فــطـرةً فــوَّاحـةً    =    وبــربــعِــهــا  يُــســتَـنْـبَـتُ  الـــريــحــانُ
واسـتـأنـسوا  بـالـمغرياتِ ، وقـيـحُها    =   قــــــد  عـــافــه  الــشُّــرفـاءُ والـــرُّبَّــانُ
وهــفـوا  إلـيـهـا تـشـمـخرُ أُنـوفُـهُـم    =   كِــبــرًا  ، و وجــــهُ زعـيـمِـهـم خــزيـانُ
أَتَـــقَــرُّ  عـــيــنٌ والــنـفـوسُ سـجـيـنـةٌ    =    مـــاضــمَّــهــا  أمــــــــنٌ  ولا إيــــمــــانُ
كـذبـوا  وربِّــك مــارأوا طـعـمَ الـمنى    =   وقــلـوبُـهـم  فــيـهـا الــتَّـبـارُ يُــصــانُ
أبـــدا  فـلـم يـجْـلُ الـصـباحُ ظـلامَـهم    =    فـصـبـاحُـهـم  وظــلامُــهـم قـــنــوانُ
ولـسـانُـهم  لـــم يـجـرِ فــي ألـفـاظِه =   إلا  الـــهُـــراءُ الــمــحـضُ والــكــفـرانُ
                                             شريف قاسم