ما هكذا يُودعُ الآباء بقلم: جميلة شحادة
تاريخ النشر : 2019-10-01
ما هكذا يُودعُ الآباء بقلم: جميلة شحادة


ما هكذا يُودعُ الآباء

وأنتً تُعِدُّ حقيبةَ السَّفرِ؛ لا تنْسَني

خبِيءْ لكَ بعضا من رَجَفاتِ صوْتي

 وذبذباتِ آهاتي

**

وأنتَ تخطو نحو بابِ الغيابِ؛  لا تنْسَني

خذْ لك بعضا منْ بقايا صوَرٍ

 وبعضا منْ رسْمِ خَيالاتي

**

وأنت تسيرُ في طريقِ اللا مجهولِ ؛ لا تنْسي

لمْلِمْ لكَ بعضا من أزاهير فلٍ

وانثرْها على مَناماتي

**

وأنت تفترشُ العشبَ الأخضرَ؛  لا تنسَني

خذْ لكَ بعضا من بَرْدي

 والتحفْ؛ جرا حاتي

**

وأنت تقفُ أمامَ اللهِ؛  لا تنْسَني

إركعْ؛ وقلْ له إنك ليلةَ الميلادِ غادرتني

وأن نجمةً في السماء

مِنْ يومها؛ تكتوي بِعَبَراتي

**

وأنت تقفُ أمامَ الله؛  لا تنسني

أُسجدْ واعترفْ

أنك صلَّيتَ العِشاءَ جماعةً في معبدِ الخيرِ والصلاحِ

وانتظرتكَ؛ مساءاتي

**

وأنت تقفُ أمام الله؛ لا تنسني

إستغفر وأخبره إِني لاجئةٌ وأنتظر العودة

ومفتاح بيتنا ما زال معلقٌ

 في جدائل حماقاتي

**

وأنت تقف أمامَ الله؛ لا تنسني

 صلَّ وقل له إنَّ اللاجئين  

لا أحد لهم  سواه ؛ وعظيم العذاباتِ

**

وأنت تقف أمام الله ؛ لا تنسني

أسجدْ ؛ وأخبره  أن اللاجئين

هُم قضية مَن ليس لهم قضية

 وأن الوطنية ما عادتْ وطنية

 بل وَهْما، وحروفا في كِتاباتِ

**

وأنت تقفُ أمام الله؛ لا تنْسَني

 إركع وسَلْهُ الى متى؟

الى متى تظل تشاكسُ طواحينَ الهواءِ أشباحي؟

وتُغضِبُ إلهَ الحربِ حتى

  يثورَ فيقتل أطفالي وجَدّاتي ؟

*******************************

بقلم، جميلة شحادة، كاتبة وشاعرة فلسطينية من الناصرة.