مُعَلَّقَةُ طَرِيحَ الْهَوَى بقلم: محسن عبد المعطي محمد عبد ربه
تاريخ النشر : 2019-10-01
مُعَلَّقَةُ طَرِيحَ الْهَوَى بقلم: محسن عبد المعطي محمد عبد ربه


مُعَلَّقَاتِي الْمِائَةْ {19} مُعَلَّقَةُ طَرِيحَ الْهَوَى
الشاعر والروائي/ محسن عبد المعطي محمد عبد ربه..شاعر العالم
1- طَرِيحَ الْهَوَى قُلْ لِي أَمَا هَمَّكَ الْأَمْرُ؟!!!= أَأَنْتَ خَلِيُّ الْبَالِ لَمْ يُضْنِكَ الْهَجْرُ؟!!!
2- أُدَاوِي جُرُوحَ الْقَلْبِ مِنْ صَبْوَةِ الْهَوَى= فَيَنْسَابُ شَوْقُ الْقَلْبِ وَالْحُبُّ وَالشِّعْر
3- وَأَقْتَاتُ مِنْ مُرِّ الصَّبَابَةِ كِسْرَةً=تُكَتِكُ أَلْغَازاً يُتَابِعُهَا الْعُمْرُ
4- فَيَا جَرْحُ لَا تَعْصِفْ بِأَرْكَانِ مُهْجَتِي=وَيَا نَارُ رِفْقاً بِي فَقَدْ أَقْبَلَ الصَّبْرُ
5- فَحُبِّي يَطُوفُ الشَّوْطَ وَالنَّجْمُ حَائِرٌ=وَجَرْحِي أَلِيمٌ لَا يُعَانِدُهُ السَّطْرُ
6- رَحَلْتُ إِلَى أَحْلَامِ دُنْيَا نَسِيتُهَا=يُرَافِقُنِي الْهَمُّ الْمُشَعْشِعُ وَالْجَمْرُ
7- وَنَادَيْتُ وَالْأَشْوَاقُ حَيْرَى بِأَضْلُعِي=عَلَى امْرأَةٍ ثَكْلَى يُتَهْتِهُهَا الْخَمْرُ
8- فَقَالَتْ:أَنَا الْأَرْضُ الْكَلِيمَةُ يَا فَتَى=وَأَنْتَ مَلِيكُ الْأَرْضِ قَدْ شَاقَهُ الْفَجْرُ
9- عَذَابِي أَلِيمٌ فِي غِيَابِكَ عَنْ دَمِي=يُتَوِّجُهُ التَّخْرِيبُ وَالْهَدْمُ وَالْحَفْرُ
10- فَقُلْتُ:فِدَاكِ الرُّوحُ وَالْقَلْبُ يَرْتَمِي=عَلَيْكِ وَأَيَّامِي يُعَانِقُهَا الْقَبْرُ
11- فَنَادَتْ:حَبِيبَ الرُّوحِ يَا مَنْبَعَ الْهُدَى=فِدَاكَ يَمَامِي وَالْوَدِيعَةُ وَالذُّخْرُ
12- فِدَاكَ نُجُومٌ قَدْ تَدَانَتْ لِأَرْضِنَا=فِدَاكَ سُهُولٌ قَدْ تَدَارَكَهَا الْفَخْرُ
13- تَوَسَّلْتُ بِاللَّهِ الَّذِي قَدْ أَحَاطَنِي=بِعَوْنٍ وَتَوْفِيقٍ وَمَا بَزَّنِي الدَّهْرُ
14- وَطَالَ انْتِظَارِي ثُمَّ لَاحَتْ لِنَاظِرِي=يُرَافِقُهَا الْإِلْهَامُ وَالْحُلْمُ وَالْبِشْرُ
15- فَلَوَّحَتِ الْحَسْنَاءُ بَعْدَ انْتِظَارِهَا=وَقَالْتْ:حَبِيبَ الْعُمْرِ أَقْبِلْ أَتَى النَّصْرُ
16- وَحُبِّي مَدَى الْأَيَّامِ نُورٌ لِجِيلِنَا=يُدَاوِي هَوَاهُ مَنْ يُعَانِقُهُ السِّرُ
17- أَرَانِي-وَإِنْ عَزَّ اللِّقَاءُ-مُغَادِراً=إِلَيْهَا بِثَوْبِ الْعِزِّ يَخْتَارُنِي الذِّكْرُ
18- وَإِنِّي-وَإِنْ طَالَ الْفِرَاقُ-مُدَاوِمٌ=عَلَى حُبِّهَا الْمَأْمُولِ يَشْتَاقُهُ الْبَدْرُ
19- فَيَا لَيْلُ طَوِّلْ مِنْ سُوَيْعَاتِكَ الَّتِي=تُتِيحُ لِقَاهَا إِنْ تَمَلَّكَنِي الْفِكْرُ
20- وَيَا هَجْرُ أَهْلاً إِنْ تُزَكِّ صَبَابَتِي=إِلَيْهَا وَسِحْرُ الْقُرْبِ مَا بَيْنَنَا جِسْرُ
21- تَلَاقَيْتُ يَا لَيْلَى بِقَدٍّ أَصُونُهُ=فَلَا الصَّدُّ أَبْكَانِي وَلَا يَنْفَعُ الزَّجْرُ
22- وَشَوْقِي إِلَى الْأَحْبَابِ- فِي الْحَقِّ-رَاحَةٌ=وَبُعْدِي عَنِ الْأَحْبَابِ- يَا قَوْمَنَا- كُفْرُ
23- لِقَلْبِي حَنِينٌ لَا يُفَارِقُ طَيْفَهَا=بِنَوْبَاتِ جَذْبٍ لَا يُنَاطِحُهَا الصَّخْرُ
24- وَخَوْفِي عَلَى حُبِّي يُذَلِّلُ خُطْوَتِي=إِذَا لَاحُ عُسْرٌ هَلَّ فِي لَحْظَةٍ يُسْرُ
25- وَمَا ضَرَّنِي الْوَاشُونَ إِنْ قَاوَمُوا الْهَوَى=وَمَا سَاءَنِي مِنْهُمْ شِقَاقٌ وَلَا نُكْرُ
26- وَلَا سَوَّأَ الْأَحْوَالَ إِلَّا مُنَافِقٌ=جَهُولٌ غَلِيظُ الصَّدْرِ فِي طَبْعِهِ الْمَكْرُ
27- وَلَوْ كُنْتُ فِي أَهْلِ التَّمَدُّنِ نَاشِراً=هَوَايَ لِشَخْصٍ مِنْ طَبِيعَتِهِ الْغَدْرُ
28- لَكَانَ الَّذِي بَيْنِي وَبَيْنَكِ سَاحَةً=لِأَقْوَالِ أَقْوَامٍ يَؤُمُّهُمُ الشَّرُّ
29- وَلَكِنْ فُؤَادِي- فِي الْحَقِيقَةِ- حَافِظٌ=هَوَاكِ بِسَاحَاتِ السِّبَاقِ هُوَ الْمُهْرُ
30- أَصُوغٌ قَصِيدَ الْحُبِّ وَالْهَمْسِ لِلَّتِي=أَنَارَتْ حَيَاتِي وَاسْتَرَاحَ لَهَا الْبَحْرُ
31- وَأَكْتُبُ فِيهَا وَالْفُؤَادُ يَضُمُّهَا=تَرَاتِيلَ عِشْقٍ قَدْ يَنُوءُ بِهَا الشَّطْرُ
32- سَلِيلَةَ أَمْجَادٍ يَجُودُ بِهَا الْهَوَى=فَمَا بَزَّهَا قَطْعٌ وَلَا شَانَهَا بَتْرُ
33- وَتَلْبَسُ ثَوْبَ الْعِزِّ فِي سَطْوَةِ الدُّجَى=يَتِيهُ بِهَا التَّرْفِيلُ وَالْحَذْفُ وَالْقَصْرُ
34- بُنَيَّةُ أَمْجَادٍ لِعُرْبٍ وَمَا اكْتَفَوْا=بِحُكْمِ الْهَوَى وَالْعِشْقِ بَلْ قَادَهُمْ نِسْرُ
35- فَيَا حُبُّ مَا أَدْرَاكَ بِالْحُلْوَةِ الَّتِي=قَتَلْتَ بِهَا قَلْبِي وَلَمْ يُجْدِنِي النَّشْرُ؟!!!
36- جَدَائِلُهَا فِي الشَّوْقِ قَدْ قَادَهَا الْهَوَى=بِدَرْبِ رَسُولِ الْحُبِّ قَدْ زَانَهَا الطُّهْرُ
37- مُحَمَّدٌ الْمِقْدَامُ مِنْ صَفْوَةِ الْهُدَى=رَسُولٌ أَبِيٌّ لَا يُكَبِّلُهُ الْحَصْرُ
38- تَلَاقَتْ عُيُونِي بِالْكَرِيمَةِ فَانْبَرَتْ=تُزَكِّي فُؤَادِي وَاسْتَفَاقَ لَهَا النَّهْرُ
39- فَقَالَتْ:حَبِيبَ الْقَلْبِ مَا هَمَّكَ الضَّنَا؟!!!=فَقُلْتُ:"أَجَلْ يَا لَيْلُ مَا هَمَّنِي الذُّعْرُ
40- لِأَنِّي أَنَا الْإِنْسَانُ بِالطَّلِّ وَاقِفٌ= لِأَنِّي أَنَا الْإِنْسَانُ عِنْدَكِ بِي خُبْرُ
41- أَقُودُ الدُّنَا بِالْحَقِّ غَايَةَ مُسْلِمٍ=وَأَشْفِي عَلِيلاً مِنْ طَبِيعَتِهِ السُّكْرُ"
42- فَرَدَّتْ:"أَنَا بِاللَّهِ ثُمَّ مُحَمَّدٍ=رَسُولِ الْهُدَى وَالْحَقِّ مَا هَمَّنِي الْمَهْرُ
43- فَمَهْرِي كِتَابُ اللَّهِ زَادٌ وَرِفْعَةٌ=وَحُبُّكَ شَهْدِي مَا يُخَالِطُهُ الْكِبْرُ
44- وَلَيْلِي بِحُبِّ اللَّهِ نُورٌ مُعَمَّمٌ=لِخَيْرِ الْوَرَى..وَالْحَقُّ أَتْبَاعُهُ كُثْرُ
45- وَحُبُّكَ يَا رُوحِي سِجَالٌ مُظَفَّرٌ= وَحُبُّكَ عِنْدِي الْأَهْلُ وَالْبَدْوُ وَالْحَضْرُ
46- حَبِيبَةَ قَلْبِي مَا أُعَانِي مِنَ الظَّمَا=بِحُبِّكِ يَا لَيْلَايَ لَا يُحْبَسَ الْقَطْرُ
47- شَفَيْتِ عَلِيلاً بِالْمَحَبَّةِ وَاجِداً=رَعَيْتِ مُحِبًّا لَا يُصَاحِبُهُ الْوَقْرُ
48- جَرَحْتِ طَبِيبَ الْحُبِّ وَالْعِشْقِ خِلْسَةً=بِأَبْيَاتِكِ اللَّاتِي يَتُوقُ لَهَا الشُّقْرُ
49- فَيَا وَيْحَ قَلْبِي قَدْ جَرَحْتِ مُدَجَّجاً= وَيَا وَيْحَ حُبِّي مَا أَتَى قَبْلَكِ النُّذْرُ
50- مَشَيْتُ عَلَى وَعْدٍ بِأَيَّامِ مِحْنَتِي=وَدَامَ لِيَ الْمَحْبُوبُ وَالْحُبُّ وَالسِّتْرُ
51- فَأُصْبِحُ فِي حُبِّ الْحَبِيبِ مُحَمَّدٍ=رَسُولِ الْوَرَى يُمْحَى بِخُطْوَتِهِ الْوِزْرُ
52- شَرِيعَةُ رَبِّي هَلَّ فِيهَا مُؤَيَّداً=تُمَجِّدُهُ الْأَحْبَارُ مَا شَانَهُ الْفَقْرُ
53- يَتِيمٌ وَرَبِّي قَدْ تَعَهَّدَ أَمْرَهُ=وَدَانَ لَهُ الرُّهْبَانُ لَمْ يُنْكِرِ الْحَبْرُ
54- دَخَلْتُ بِأَمْرِ الْحُبِّ فِي دَارِهَا الَّتِي=سَبَتْنِي جَمَالاً فِيهِ يُسْتَعْذَبُ الْأَسْرُ
55- وَلَمْ يُنْكِرِ الرُّبَّانُ أَمْرِي وَأَمْرَهَا=وَرَاقَ لَهُمْ فِي نَارِهَا الطَّبْلُ وَالزَّمْرُ
56- وَلَكِنَّهُمْ فِي الْحَالِ قَدْ وَحَّدُوا الَّذِي=هَدَاهَا لِحُبِّي مَا أَحَاطَ بِهَا الخُسْرُ
57- وَلَكِنَّهَا فَازَتْ بِجَنَّاتِ وَعْدِهَا=َوَدَارٌ عَدَاهَا فِي حَقِيقَتِهَا قَفْرُ
58- بِحُبِّكِ يَا لَيْلَايَ شَرْعِي وَوِجْهَتِي= بِحُبِّكِ يَا لَيْلَي يَطِيبُ لِيَ الْمُرُّ
59- لِأَنَّكِ يَا لَيْلَايَ أَغْلَى نَفَائِسِي=بِعِفَّتِكِ الْمُثْلَى يَدِينُ لَكِ الدُّرُّ
60- وَإِنَّكِ عِنْدِي فِي سَفِينَةِ حُبِّنَا=يَتِيهُ بِكِ الْمَرْجَانُ يُزْهَى بِكِ التِّبْرُ
61- تَبَارَكَ رَبُّ الْعَرْشِ سَوَّاكِ نِعْمَةً=لِقَلْبٍ تَرَبَّى مَا يَهُونُ بِهِ الشِّبْرُ
الشاعر والروائي/ محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم
[email protected] [email protected]