الدم والنفط بقلم : حمدي فراج
تاريخ النشر : 2019-09-22
الدم والنفط بقلم : حمدي فراج


الدم والنفط 20-9-2019
بقلم : حمدي فراج
تتناقش اروقة العالم السياسية ، وتتناوش ، إن كانت ايران متورطة في قصف منصات النفط السعودية "ارامكو" ، وتدرس بالتالي كيفية الرد عليها ، ويتصدر الواجهة كالعادة ، الولايات المتحدة الامريكية ، الذي سرعان ما طار وزير خارجيتها مايك بومبيو الى الرياض .
أعمى من لا يرى ايران وأطرش من لم يسمعها ، فقد أسقطت طائرة التجسس الامريكية النوعية التي قيل ان تكلفتها تناهز ربع مليار دولار ، واعلنت مسؤوليتها ، و جعجع ترامب وصحبه من صقور الحرب بضرورة الرد ، ولكن بدلا من ذلك قام ترامب بشكر ايران والثناء على اخلاق شعبها وتاريخه العريق انها لم تقم بإسقاط طائرة اخرى كانت مأهولة بأربعة وثلاثين جنديا .
ايران قامت باختطاف ناقلة بترول بريطانية كي تحرر ناقلتها التي اختطفتها بريطانيا في مضيق جبل طارق ، وقالت على لسان مرشدها : طائرة بطائرة ناقلة بناقلة ومضيقا بمضيق .
ايران موجودة بكل ثقلها العسكري والاستشاري في سوريا ، ولقد شنت اسرائيل عشرات الغارات على مواقعها الصاروخية واوقعت فيها قتلا وتدميرا دون أن يرف لها جفن بالمواصلة والاستمرار على اعتبار انه خيار استراتيجي ، ما دفع روسيا الى تزويدها بصواريخ أس 300 المتطورة .
ايران موجودة في اليمن بعد ، وربما قبل ، العدوان السعودي الاماراتي العربي عليها قبل خمس سنوات ، واستطاع الحوثيون خلالها ، الانتقال من الدفاع الى الهجوم على عمق المملكة بما في ذلك العاصمة الرياض ، وفي احدى المرات ، قالت السعودية انهم يستهدفون مكة والمدينة .
ايران موجودة في العراق المتاخم للسعودية وفي لبنان وغزة المتاخمتان للكيان الغريب ، فقد قال حسن نصر الله في آخر خطاب له ان المرشد هو "حسين" هذا الزمان ، في حين لم يبق فصيل مقاوم في غزة لم يوجه الشكر علنا على المساعدات التي تقدمها الجمهورية لهم بما في ذلك المساعدات المالية النقدية التي تناهز مئة مليون دولار شهريا .
منذ ايار العام الماضي ، حين فرضت امريكا عقوباتها على ايران ، أدركت الاخيرة ، انها حرب بطريقة أخرى ، وان هدفها هي ان ترفع ايران يديها استسلاما ، ولم يكن امامها من خيارات الا الاستسلام او القتال ، وهناك بعض العمليات الاخرى التي ظلت في رسم "سجلت ضد مجهول" كتفجير عشر ناقلات نفط في ميناء الفجيرة ، وقيل ان الحرس الجمهوري مسؤول عن تفجيرها .
بالمقابل ، ماذا عن السعودية وبقية حلفائها الاقليميين ، من اين لهم بكل ترساناتهم ، من اين لهم بقرارتهم شن الحرب على اليمن ، وفي الوقت ذاته يفتحون ابوابهم على مصاريعها للتطبيع مع اسرائيل و استبدالها في غمرة وقت قصير بايران كعدو اول للعرب ، و اجراء مناورات عسكرية مشتركة معها ، انقاد ترامب نحو نصف ترليون دولار ، فيظل الشعار الناظم له : ادفعوا مقابل حمايتكم وحماية عروشكم ونفطكم ، ولسرعان ما يتهاوى شعار العروبة والاخوة الكاذبة ، فالدم في اليمن وسوريا والعراق وليبيا هو دمنا والنفط في السعودية هو نفطنا ........ إصحى يا عربي .