الممنوعات الاثنا عشرة والمحروم منهم اللاجيء الفلسطيني المقيم في لبنان بقلم: رضوان عبد الله
تاريخ النشر : 2019-09-19
منارات : الممنوعات الاثنا عشرة والمحروم منهم اللاجيء الفلسطيني المقيم في لبنان
    بقلم رضوان عبد الله*
     القوانين والانظمة اللبنانية حسب الدستور اللبناني تكفل الحقوق ، وتوضح واجبات المواطن اللبناني تجاه وطنه ، وهذا من حق الدولة اللبنانية الشقيقة ، ومن واجبات المواطن اللبناني ان يطالب بحقوقه وينجز ما هو مطلوب منه من واجبات.
  القوانين والشرائع الدولية نظمت العلاقات ما بين اللاجئين والدول المضيفة لهم ، واقرب مثال ما اكدت عليه الامم المتحدة والجامعة العربية ومعاهدات واتفاقيات جنيف الاربعة اضافة الى القانون الانساني والعهد الدولي ، وتواريخ حصول وارقام وبنود كل الاتفاقيات والمعاهدات والدول الموقعة او تلك غير الموقعة او المتحفظة على بعض البنود ، كلهم موجودة بين ايدي الناس.
   وقد نظمت تلك الاتفاقيات والمعاهدات العلاقات بين الدول واللاجئين الذين يلجأون قسرا الى تلك الدول بسبب حروب او اعمال عنف او مجاعات او اية ظروف بيئية غير طبيعية تحصل جراء اعاصير وزلازل وفياضانات الى ما هنالك من مصائب تحصل ولم تكن بالحسبان.
     وبما ان المسيح عليه السلام اكد في ايقوناته المقدسة ان الانسان اخ(و) الانسان احب ام كره،كان لا بد.من الانسانية ان تاخذ مجراها الطبيعي حتى بين الخصوم او الاعداء.
    ما يعز علينا هو ما يحصل بين الاشقاء من تنافر او تناحر او بعد او جفاء، والاكثر بل الاوضح هو ما حاصل من ظلم واجحاف بحق اللاجئين الفلسطينيين من اشقائهم في حكومة لبنان الدولة الشقيقة لفلسطين والمحيطة بها ، فلا قوانين تحمي اللاجيء من الفقر والعوز ، ولا قوانين تنظم حقوقه وواجباته،بل هناك قوانين وقرارات ومراسيم واصدارات ادارية الى ما هنالك من سيمفونيات شؤم يتم اصدارها وتنفيذ انغامها الحزينة على اللاجيء الفلسطيني، وبالتالي فان اللاجيءالفلسطيني في لبنان اصبح منبوذا بكل ما لهذه الكلمة من معنى،فممنوع التملك،ممنوع العمل باكثر من ثمانين مهنة ووظيفة،ممنوع قيادة سيارة او شاحنة او اية حافلة عمومية،ممنوع الطبابة بالمشافي الحكومية الا من خلال تحويل الاونروا المحدود الايام ،ممنوع الدخول بالنقابات، ممنوع دخول الطلبة الفلسطينيين في المدارس الحكومية( رغم قرار الاونيسكوا بالزامية التعليم المجاني)، ممنوع انشاء المؤسسات او الجمعيات غير الحكومية، ممنوع ان تشهد على وثيقة تتعلق بمعاملة لشخص لبناني،ممنوع ادخال مواد اعمار للمخيمات،ممنوع اضافة طابق على اي مبنى داخل مخيم،ولانك تحمل وثيقة صادرة من لبنان فان العشرات من الدول تمنع عنك تاشيرة سفر من قبلها، ممنوع اصدار جواز سفر الا بعد ان تدفع تكلفته الباهظة ، والتي تتجاوز رسومه - عن خمس سنوات- ال٢٥٠$ مع بقية معاملاته، وهي الاعلى عالميا.
    ممنوعات على مد النظر،ما هو المسموح؟هل بقي من شيء مسموح؟!!!.تخيلوا ان اغلى جواز سفر اوروبي يكلف فقط ٢٩$ حسب ما ابلغني زميل لنا ويدوم معك لعشر سنوات....
تخيل انك لو في الاردن الشقيق،فانك تتعلم لاعلى درجات العلم وتتوظف وتمتهن مهنتك التي رغبتها وتصول وتجول في جميع انحاء الاردن كالاردني تماما،تخيل ايضا لو انك في سوريا الشقيقة تصل ايضا كالاردن بالعلم والعمل لكن دون ان تكون وزيرا او سفيرا او موظفا حكوميا على مستوى اول ، وتصل الى اعلى درجات التوظيف في بقية المهن والوظائف مع اعلى درجات جيش التحرير الفلسطيني لحدود رتبة لواء.
    لو انك لجأت منذ العام 1948، الى اي بلد امريكي لاتيني او غير لاتيني لكنت وزيرا او سفيرا او نائب او رئيس دولة حسب قدراتك الانسانية والاكاديمية ومهارات علمك وخبرات عملك،لو لجات الى اي بلد اوروبي منذ العام 1948، لكنت وبحسب عمرك او علمك او مهاراتك او خبراتك او امير او ملك او عالاقل عضو مجلس بلدي، والامثلة كثيرة ومعروفة للجميع ، ورغم كل ما يمكن ان تكون به او فيه او عليه من علو شان وقيمة معنوية انسانية تبقى بانتمائك فلسطيني المنشأ و القلب والوجدان.
   نأمل الا تصل بنا الامور نحن لاجئي فلسطين في لبنان ان نعتكف عن الصلاة في مساجد لبنان وكنائسه ، او ان يتم منعنا وحرماننا من تأدية تلك الواجبات المقدسة في اماكنها المعروفة والمعهودة حسب الاديان.
    وبكل اسف فان مؤشرات محزنة تنذر بخطر شديد يتعلق بقضية اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، وغير لبنان ، تدل على ان واقعنا الفلسطيني في لبنان خصوصا يصار به الى مجهول لا يعلمه الا الله والراسخون في العلم...  !!!
* رئيس فرع لبنان/ رابطة مثقفي مصر والشعوب العربية
* رئيس الهيئة التنفيذية،الاتحاد العام للاعلاميين العرب