سكة الحديد الحجازية بقلم: علي بدوان
تاريخ النشر : 2019-09-19
سكة الحديد الحجازية بقلم: علي بدوان


سكة الحديد الحجازية

بقلم علي بدوان

(صورتي اليوم أمام العربة البخارية الأولى الموضوعة امام ساحة الحجاز وسط دمشق)

دمشق، ومبنى محطة القطارات الرئيسية، في ساحة الحجاز، أمام القاطرة البخارية، الألمانية الصنع، التي بدأت بتشغيل وسحب عربات القطار الحديدي الحجازي عام 1908. الخط الحديدي اياه، كان مساره من دمشق الى درعا، ليتفرع من درعا الى : خط أول باتجاه عمان/الأردن نحو الديار الحجازية. وخط أخر غرباً، الى فلسطين، باتجاه سمخ جنوب غرب بحيرة طبريا، ومن هناك يتفرع الى خطين : الأول الى حيفا ومنها الى طول الساحل الفلسطيني الى قيسارية، يافا، اسدود، عسقلان، غزة، ومن ثم الى العريش المصرية بعد خروجه من قطاع غزة. والثاني باتجاه مدينة القدس ومناطقها لإيصال مواكب الحجاج الى بيت المقدس.

خط، دمشق ــ  درعا ـــ فلسطين (حيفا ويافا) كانت مهمته الأساسية نقل البضائع والمستوردات الخاصة بتجارة سوريا مع العالم، كذلك نقل المواد التي يجري تصديرها من سوريا الى أوربا وباقي بلدان العالم.لذلك كانت محطات خطوط السكك الحديدية، نشيطة في فلسطين، بشكلٍ فاق ماهو في البلدان العربية التي كانت تحت انظمة الإنتداب والإستعمار. واذا قدمنا قراءة رقمية، نجد أن اطوال سكك الحديد في فلسطين كانت عالية قياساً لمساحة فلسطين التاريخية، لدرجة فاقت في اطوالها سكك الحديد في المانيا عند حساب النسبة والتناسب بين مساحة البلد وأطوال السكك الحديدية ومدايات استثمارها في النقل التجاري ونقل الركاب. هكذا كانت فلسطين وطناً، وبلداً، جيداً، من حيث البناء المؤسساتي والخدماتي، فتم تدمير هذا الكيان الوطني والقومي العربي، وتشريد شعبها العربي الفلسطيني، الذي يعيش الآن مأساة اللجوء والنكبة منذ العام 1948.  

والدي كان يعمل في محطة سكة الحديد في حيفا قبل النكبة، وعمي عبد القادر ومعه عمي سليم، كان كل واحد منهم (فورمان) في قيادة قطار السكك الحديدية من حيفا الى العريش المصرية.