الرواد الكبار يعاين رواية "اللون العاشق" للأديب أحمد فضل شبلول
تاريخ النشر : 2019-09-19
الرواد الكبار يعاين رواية "اللون العاشق" للأديب أحمد فضل شبلول


مناقشة رواية "اللون العاشق" للأديب أحمد فضل شبلول في منتدى الرواد الكبار

عمّان-

أقام منتدى الرواد الكبار ندوة لمناقشة رواية "اللون العاشق"، الصادرة عن "الآن ناشرون وموزعون"، للكاتب والشاعر المصري أحمد فضل شبلول، شارك فيها الناقد والفنان التشكيلي حسين نشوان، وم.سجود العناسوة عن دار النشر، وأدارتها المستشارة الثقافية للمنتدى القاصة سحر ملص.

حضر الندوة العديد من الأدباء والفنانين التشكيليين إلى جانب جمهور رواد المنتدى. رحبت مديرة المنتدى السيدة هيفاء البشير بالضيف القادم من مصر الشقيقة والحضور، مشيرة إلى أن الرواية تتناول مسيرة رائد من رواد الحركة الفنية التشكيلية في مصر، وتغوص في عمق أعمال ومفردات هذا الفنان الذي رحل عن عالمنا وترك خلفه ثروة فنية.

من جانبه أشار حسين نشوان إلى أن شبلول من خلال هذا العمل أعاد حياة رائد من رواد الفن التشكيلي المصري، وهو محمود سعيد التي كانت مختبئة وراء ظلال، حيث تمتد الرواية نحو ربع قرن من حياة هذا الفنان، ولم تتناول سيرة الشخص فحسب، بل تتسع لتعرض تاريخ الفن وتاريخ مصر الثقافي والاجتماعي والسياسي إلى حد ما، فبطل الرواية عاش الفترة التركية والاستعمار البريطاني والملكية والجمهورية، وكان شاهدا عليها وعلى جزء من تفاصيلها.

كما تحدث نشوان عن جماليات هذه الرواية المتكاملة البناء من جانب الشخوص والزمان والمكان، فهي تقع ضمن ثلاثية تتصل بالعشق "عشق الماء، الحجر، اللون"، مبينا أن المؤلف نجح من خلال سيرة الفنان الانتقال إلى سيرة المكان وتحولاته بسرد وقائع وأسماء وأماكن وأزمان حقيقية، ألقت الضوء على التنوع الغني الذي كانت تعيشه مدينة الاسكندرية مطلع القرن الماضي، والتي كانت تضم الإيطاليين والبريطانيين والفرنسيين، وتتنوع فيها الانتماءات الدينية في ظل مناخ من التسامح.

واعتبر نشوان أن "اللون العاشق"، هي رواية تاريخية من خلال الإطلال على حقبة من تاريخ مصر، ولم يشأ شبلول أن يتوقف عند التاريخ بما هو ماض متحقق، بل ركّز على رؤية الفنان بما هو متشوف للمستقبل، فالروية تمثل مختبراً لقراءة التاريخ وليس لسرده.

اعتمد المؤلف بحسب نشوان ، في كتابة الرواية على فكرة التقطيع السينمائي في "32"، مشهدا، وفي انتقالاته يستعيد ظلال المشهد السابق، واعتمد أيضا على الوصف التصويري السينمائي منوعا بين اللقطات البعيدة للمكان: البحر والسماء، وأحيانا الاقتراب من التفاصيل عندما يتعلق الأمر بقراءة جوانية الإنسان وانعكاساتها على الوجه.

أما في الزمان كما قال نشوان فقد نوع المؤلف بين الزمان الاستراجاعي والمتعرج والماضي والحاضر والمستقبل في مقاربات التاريخ وتحولات المكان، وتاريخ الفن في العالم، وهو التاريخ الذي يمثل شاهدا على الحياة ويخلّدها.

ونوّه نشوان إلى وجود خطين في الرواية ينطويان على رمزية العلاقة بين المرأة والوطن وحال مصر، يتصل الأول بحياة الفنان وأسئلته الفلسفية والوجودية، والآخر بحياة اللوحة وحكايتها، حيث يقول الفنان "إن دراسة الجمال هي مبارزة تحمل الفنان على الصراخ من الذعر قبل أن يستسلم".

في سياق آخر شكر مؤلف الرواية أحمد فضل شبلول منتدى الرواد الذي قام على استضافت هذه الندوة لمناقشة روايته الصادرة عن "الآن ناشرون وموزعون"، ثم قدم استعراضاً لأبرز ملامح الرواية قائلا:

تسجل رواية "اللون العاشق" تأريخا فنيا وجماليا وإنسانيا لسيرة الفن التشكيلي، حيث ينسج الروائي قماشته الفنية من المجتمع "السكندري" المترع بأجواء الجمال الطبيعي، والذي يجيء كخلفية تتحرك عليها سيرة الفنان التشكيلى الرائد محمود سعيد مع لوحاته وألوانه وموديلاته وعلاقاته داخل وسطه القضائي والثقافي والسينمائي، وأيضا الأوساط الاجتماعية المختلفة، حيث كان يلتقى بموديلاته، فتتشابك وتتداخل حكاياته مع لوحاته، مع الفنون العالمية وممثليها الكبار المؤثرين على المشهد المصري والعالميّ، والأجواء الإنسانية داخل المجتمع "السكندري".

وتجسّد الرواية ثقافة الفنان محمود سعيد وفلسفته ورؤيته الفنية وأحاسيسه والمؤثرات التي ألقت بظلالها على ريشته وألوانه وشخصياته وعوالمه، والتي انعكست فى لوحاته وأحاديثه عن رموز الفن التشكيلي العالمي وشروحاته للوحاتهم الأشهر مثل الفنان الإيطالي جورجو بارباريللي، والرسام الانجليزي جوشوا راينولدز، والإيطالي أنطونيو جواردي، ووليام هوجارث، والإيطالي جيمس برادييه والأمريكي إداورد هوبر وغيرهم، ويتكشف ذلك عبر السرد كلوحته "ذات الجدائل الذهبية"، ولوحة "الدراويش" التي رسمها بالألوان الزيتية عام 1929 ولوحة "الجزيرة السعيدة" التي رسمها عام 1927 وصوّر فيها الريف المصرى.

وتتوقف أحداثها عند العام 1935 وهو العام الذي رسم فيه الفنان محمود سعيد أشهر لوحاته وهي "بنات بحري".

ومن جهتها استعرضت مديرة النشر في الآن ناشرون وموزعون م.سجود العناسوة مسيرة الدار وأبرز العناوين التي صدرت عنها في الفترة الأخيرة، وبشكل خاص استقطاب عدد كبير من الكتّاب الأردنيين والعرب، والعالميين والشخصيات العامة، لنشر أعمالهم ضمن منشورات الدار، كما نوّهت إلى قرار الدار اعتماد شعارها الجديد الذي يجمع، إلى جانب شعارها الأصل، شعار "القدس عربية" للتأكيد على عروبة القدس أمام محاولات تهويدها، وعلى دور المرسسات الثقافية في حرب الوجود القائمة على الكيان الصهيوني.