إنتظار بقلم:صبا البياتي
تاريخ النشر : 2019-09-18
أقف كعادتي على شرفةِ منزلي أراقبُ، الحدث وأصيغهُ على طريقتي…
أو ربما قد تصدف ويكون الحدث وتلك التخمينات متطابقة حتى لو لمرة واحدة من يدري …..
لا يهم إن تطابقت أو إختلفت ليس بالمهم، المهم أن لا أشغل فكري عن ذلك الرجل الذي مر الآن يبدو متعبا قليلا أظنه عائدًا من عملهِ الشاق وقد أحضر العشاء بيده والقليل من الخبز ربما قد يكون وحيدًا أو ليس كذلك لكنه يخبرك شعوريًا أنه قد تعب كثيرًا حتى إستطاع أن يحصل على لقمة عيشه تلك ، بقيت أراقبه وأراقب خطواته المتعبة حتى أنه قد أثار اهتمامي بذلك التعب الذي اختبأ تحت شاربهِ و وصبرهِ وشعرهِ المحمل بالشيب ،راقبتهُ حتى عجزَ بصري أن يُكمل الطريق برفقتهِ فقد أخذتهُ خطواتهُ بعيدآ
…….
وبعد هذه التخمينات الحزينة والبائسة مرت مجموعة من الفتيات اللواتي قد يصعب على البصر أن لا ينظر إليهما وأقولها وكلي غيض فأنا من معشر النساء وكيد لم يخمد تماما ….
وفي هذه الأحداث التي أثارت غيرتي أو ربما كيدي ،قد مر رجلٌ عجوز ويبدو أنه فاقدالبصر يمشي وكأنه واقفٌ في مكانه حائرًا إن كان قد فوت بيتهُ أم أنه لازال بأول الطريق فذلك الولد المشاكس قد رفع تلك الصخرة الكبيرة وهو يلعب من مكانها المعتاد لقد كانت معلمهُ الوحيد معلمه الخاص وكأنه مكتوبٌ عليها لا تخاف أنت في أمان لكنك لم تصل بعد بقيّ القيل من الخطوات الكبيرة ، لكنه تائه الآن ربما يجب عليه أن يتصل بزوجته لتنقذه إلى مملكتهم أو ربما أنه لم يتزوج لكني دائما ما أحب أن أجعل من الحدث، حدث أخرًا أكثر تأثيرآ أظنهُ إفترقَ عن حبيبتهِ في شبابه ليس إلا وربما انهم متزوجان الان…..
وأنا في قمة انشغالي بجعل الحدث أكثر رومانسية مرت إمرأة وكأنها فاصلٌ من الدعايات الموسيقية، غجريةٌ هي، عجريةُ الشكلِ والدمْ ، فخلخالُها مخبئ تحتَ تنورتها التي تزينت أطرافها بأجراسٍ تخبرك بأنها هنا ،وأنك مجبرٌ على سماعِ موسيقتها الخاصة والسفر برحلتها ،وشعرها الأسود المجعد، وعيناها الحادتيّن، وشفتاها المزمومتين ،وخطواتها المسرعة ، وكأنها قد هربت من عصرها إلى عصرنا كم تمنيت بصغري أن أعيش حياة الغجر لقد كنت أرى فيها شيئا من رغباتي التي لم أستطع بلوغها
…..
يكفي إلى هذا الحد من السيناريوهات الفاشلة ، لن تأتي أعلم ذلك جيدًا ، لكنني أنتظرك دوماً وأجعل من استحالةَ ذلك الحدث ، حدثًا أخرًا مليئًا بالأمل ، وكأنك قد أتيتَ وتركت لي القليل من الورود تبكي وتأن على عتبة بيتي إعتذاًر لأنك على عجلةٍ من أمرك.