الواجب والمبادرة عند الطفل بقلم:فاطمة المزروعي
تاريخ النشر : 2019-09-18
الواجب والمبادرة عند الطفل بقلم:فاطمة المزروعي


الواجب والمبادرة عند الطفل فاطمة المزروعي
يقول المثل: إذا زاد الشيء عن حده انقلب إلى ضده، ويمكن إسقاط المعنى العميق لهذا المثل على عدة مواضيع حياتية من بينها موضوع هام يتعلق بتربية الأطفال، وخاصة عندما يتم كيل المديح والإشادة للطفل. فمن المعروف أنه عندما يقوم الطفل بفعل إيجابي لا نتردد في إسداء كلمات المديح والإشادة له، والسبب تشجيعه على الاستمرار في الفعل الإيجابي السليم، ولكم أن تتخيلوا الطفل يقوم يومياً بعشرات العشرات من الممارسات الصحيحة الطبيعية، فتتم الإشادة به وحشد كلمات التشجيع والأوصاف الجميلة، مع مرور الوقت لن يكون لهذه الكلمات أي قيمة ولن يكون لها أي صدى، فقد تعود عليها ولا جديد فيها، وكأنه كان في مضمار للسباق وانتهى إلى المركز الأول، أو كأنه كان يقوم بعمل محدد لزمن محدد وانتهى.. الحقيقة أن هناك فرقاً جوهرياً وكبيراً بين المهام الحياتية المكررة التي يتعود الطفل على القيام بها بشكل طبيعي وفق القيم والمبادئ وتلك التي تعتمد على الإبداع والابتكار والذكاء، الأعمال الاعتيادية الطبيعية يجب تعليم الطفل أنها جزء من يومه ومن حياته، والفعل الصحيح والممارسة الصحيحة لا يحتاجان لمديح وإشادة، ولكن يتم تقديم المديح عندما يقوم بعمل جديد وغير منوط به أو يتجاوز المرحلة العمرية التي يعيشها، على سبيل المثال عندما يكون لديه هم وحافز ودافع ذاتي للاستذكار والجد والاجتهاد دون حث أو إشراف من أمه أو أبيه، بل رغبة وذكاء ومعرفة بأن التفوق طريق نحو المستقبل المشرق، هذا الفعل يجب أن يتم دعمه وتشجيعه، عندما نلاحظ حبه لصلة الرحم حيث يطلب دائماً زيارة الأقارب، فهذه مؤشرات طيبة وتدعو للخير، ويجب تشجيعه على هذه السلوكيات. ما أشير إليه أنه يجب تعليم الطفل أن يفرق بين المهام الحياتية الاعتيادية الواجب تنفيذها والتي لا فكاك منها كونها جزءاً من يومه ولا تستدعي الشكر والإشادة وبين الممارسات التي تصدر عنه وتكون أكبر من سنه وذكية وتكون إيجابية وجميلة، هذه هي التي يُشجع ويُكافَأ عليها. أعتقد أن هذا الجانب يجب على كل أم وأب إدراكه ومعرفته بشكل جيد.